الباجي قايد السبسي: المدبّر والمخطّط الاستراتيجي
يرى قايد السبسي أنّ الأحداث تجري متماسكة في شكل دفعات من الأمواج المتتالية، كل دفعة تهيّء السبيل لتقدّم الدفعة الموالية وهكذا دواليك.
ما إن اختتمت ندوة تونس 2020 وعاد من زيارة قام بها إلى الاتحاد الأوروبي حتى مسك بالملف الليبي. فاستقرار الوضع في ليبيا أمر على غاية الأهمية بالنسبة إلى تونس لأنّه يتيح فرصا لتدفّق الاستثمارات وللانفتاح على ليبيا البلد الجار الذي يشكّل امتدادا طبيعيا لها والذي يصبو إلى الدخول في مرحلة إعادة البناء. فمجال التعاون بين البلدين فسيح جدا. خطة الباجي قايد السبسي محكومة بكلّ هذه الاعتبارات : الاهتداء إلى ديناميكية جديدة والظفر بسوق قريبة تونس في حاجة ماسّة إليه.
الرهان الأكبر
خطّة قايد السبسي هذه تطرح في الواقع سؤالا لا يعرف له جواب: ما هو مآل هذا الرهان الكبير على ليبيا. قايد السبسي يراهن في الحقيقة على مدى قدرة حركة النهضة على أن تتحوّل بالفعل إلى حزب مدني عصري. الاستراتيجية انبنت كلها على هذه الفرضية التي تقع في صميم تفكير الرجل.
قايد السبسي صاحب الرؤية الاستشرافية
يعتبر الباجي قائد السبسي أنّه يحمل رسالة جليلة ونبيلة تتمثّل في إحلال تونس في مرتبة البلد الديمقراطي الأول في المنطقة. بدأ إنجاز المهمّة في سنة 2011 ... حينها، قبل قايد السبسي أن يعود إلى الخدمة حتى يشرف على تنظيم أول انتخابات حرّة وشفافة في تونس، وأعاد الكرّة عندما قرّر إنشاء حزبه نداء تونس سعيا منه إلى إعادة التوازن للمشهد السياسي في البلاد والتصدّي لمظاهر الإقصاء ومواجهة التسلّط الإسلامي والدفع إلى تبنّي دستور جديد. وسخّر كل جهوده وكل طاقاته إبّان انتخابات 2014 حتى يفوز بالانتخابات التشريعية وبالانتخابات الرئاسيّة. ولم يقف عند هذا الحدّ، ولم يشأ سلوك مسلك الإقصاء والانفراد بالنفوذ بعد هذا النجاح الانتخابي الباهر. بل فضّل تقمّص دور الرئيس المؤلف للقلوب، الجامع لكل التونسيين، وحرص على تشكيل حكومة وحدة وطنية ولم يحد قيد أنملة عن خيار العمل في كنف الديمقراطية رغم كل الصعوبات والعراقيل التي اعترضت سبيله
- اكتب تعليق
- تعليق