الطفولة في تونس: أطفال الشـوارع والولادات خارج إطـار الــزّواج في ازديــاد
التقرير الوطني حول وضع الطفولة بتونس لسنة 2015 هو أوّل تقرير من نوعه يصدر بعد 14 جانفي 2011. سهر على إعداده مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل، تحت إشراف وزارة المرأة والأسرة والطفولة، وبمشاركة كلّ الأطراف الوطنية المتدخّلة في مجال الطفولة من وزارات ومنظمات المجتمع المدني، وذلك من خلال استقراء مضامين التقارير القطاعية الواردة. في التقرير من المؤشّرات ما يبعث على الارتياح والتفاؤل بمستقبل الطفولة وفيه أيضا من المعطيات مايثير القلق والانزعاج بخصوص ظواهر بدأت تتفاقم في السنوات الأخيرة ومنها بالخصوص أطفال الشوارع والولادات خارج إطار الزواج والعنف المسلّط على الأطفال بمختلف أشكاله.
يتناول التقرير خمسة محاور أساسيّة وهي الصحّة والمحيط البيئي، والتربيـة والتعليــم والتكوين، والرعـاية والحماية، والتثقيف والترفيه والرياضة، والمشاركة والإعلام ونشر ثقافة حقوق الطفل.
تطوّر المؤشّرات الصحيّة
بلغت نسبة الولادة تحـت المراقبة الصحــيّة 98.6% ونسبة مراقبة الحمل بعيادة واحدة على الأقل 98% ونسـبة عيادة بعــد الوضــع 53.5%. وبلغت نسبة وفيات الولدان 11.5 لكل ألف ولادة حيّة، فيما ناهزت نسبة وفيات الأطفال 16.3 لكلّ ألف ولادة حيّة خلال سنة 2014 بعد أن كانـــت في حــــدود 43.8 لكل ألف ولادة حيّة خلال الفترة 1994-1990. وفاق المستوى الوطني للتغطية بالتلاقيح للأطفال دون 5 سنوات 95 %. وخلال السنة الدراسية 2015-2014، قدّرت معدلات التغطية الوطنيّة طبيبا لكلّ 8.05 مؤسسة تربوية وتعليمية، وممرّضا لكلّ 5.69 مؤسسة تربوية وتعليمية، لتغطية 11878 مـــؤسسة، يبلغ عدد المرسّمين بها 2373039 تلميذا.
تقدّم في مجـــالات التـربية والتعليم والتكـــويـــن
شهــد قطاع محاضن الأطفال تطوّرا ملحـوظا، إذ بلغ عـــددها 321 محضنة خلال السنــــة الدراسيّة 2015-2014 مقابل 272 محضــــنة خـــلال الفتـرة 2011-2010 وارتفع عــــدد الأطفــال الذين كانوا يؤمـونها من 4444 إلى 5761 طــفلا.
وبلغ عدد الكتاتيب 1355 كُتّابا خلال السنة التربوية 2015/2014. وبلغ عدد الأطفال المسجّلين بها 34960 طفلا.
وتطوّر عدد المدارس التحضيرية بالقطاع العمومي من 216 مدرسة خلال السنة الـدراسيّة 2011-2010 إلى 2082 مدرسة خلال السنة الدراسيّة 2015-2014 وارتفع عدد المرسّمين بها من 42934 إلى 47152 طفلا.
وتطوّرت النسبة الصافية لتمدرس الفئة العمرية 6 سنوات من 99,3 بالمائة خلال السنة الدراسيّة 2011-2010 إلى 99,5 بالمائة خلال السنة الدراسيّة 2015-2014، في حين ارتفعـــت نسبـــة التمـــدرس الصافية للفئة العمرية 11-6 سنة من 98,3 بالمائة إلى 99 بالمائة. وارتفع عدد المدارس الابتدائية في الفترة نفسها من 4523 إلى 4565 مدرسة.
ظواهر تهدّد الطفولة
تعهّد المعهد الوطني لرعاية الطفولة خلال سنة 2015 بـ 496 طفلا لم تتجاوز أعمارهم 6 سنوات أي بزيادة تقدر بـ24.3 % مقارنة بسنة 2014. وتمّ إدماج 251 طفلا خلال سنة 2015 سواء عن طريق استرجاع الطفل من قبل العائلة الأصلية (142 طفلا) أو التبنّي (88 طفلا) أو الكفالة (21 طفلا). في المقابل، تمّت إحالة 29 طفلا على مؤسسات أخــرى. و قام المعهــــد بإيــداع 84 طفلا لدى عائلات بديلة في إطار الايداع العـــائلي المـــؤقت. وتعـــهّدت وحـــدات العـــيش البـــالغ عـــددها 13 وحــدة عيش خلال سنة 2015 والتابعة للجمعيات الناشطة في مجال الطفولة الفـاقدة للسند العائلي بــ469 طفلا، محافظة على نفس النسق خلال السنوات الثلاث السابقة.
وبلغ العدد الجملي للأطفال المهدّدين والمتعهّد بهم بمراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي سنة (2015) 1504 طفلا (38.0% منهم من الفتيات). وتعهّدت مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي خلال سنة 2015 بـ 595 طفلا بالشارع مقابل 463 طفلا خلال سنة 2014.
وتلقى مندوبو حماية الطفولة 8722 إشعارا خلال سنة 2015 (نسبة الإناث 48.0 %) بزيادة تُقدّر بـ2626 إشعارا مقارنة بسنة 2014. وشملت هذه الإشعارات 8507 طفلا، 97.6% منهم (8303 أطفال) لم يرد بشأنهم سوى إشعار وحيد خلال السنة.
ومثّل الأطفال حديثو الولادة الذين لم يتجاوز عمرهم السنة أهم فئة عمرية وردت بشأنها إشعارات إلى مندوبي حماية الطفولة خلال سنة 2015 بـ9.5% من مجموع الإشعارات من خلال 829 إشعارا. وحظيت الفئة العمرية (15-10) سنة بـ 38.0% من مجموع الإشعارات. وبلغ عدد الإشعارات التي ولد أصحابها خارج إطار الزواج 955 إشعارا خلال سنة 2015 (أي بنسبة 10.9% من مجموع الإشعارات).وناهز المعدل الوطني للأطفال المُعنّفين 14 طفلا لكل 10 آلاف طفل خلال سنة 2015.
وبرزت ظاهرة محاولة التسلّل إلى المواني البحرية وخاصة ميناء حلق الوادي بغاية اجتياز الحدود البحرية خلسة من قبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة. وفي هذا المجال تعهّدت مصلحة وقاية الأحداث بالإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية بوضعية 175 طفلا تم توجيه قائمات اسمية في شأنهم إلى المصالح المختصة للتدخل لفائدتهم اجتماعيا.
تطوّر عدد الولادات خارج إطار الزواج التي تمّ التعهد بها من قبل المصالح الأمنية
عرفت جرائم قتل المولود وقضايا إهمال مولود بالطريق العام ارتفاعا ملحوظا خلال سنتي 2014 و2015 نظرا لإقدام الأم أو شريكها على التخلص من المولود سواء بإلقائه بالطريق العام أو داخل المؤسسات الاستشفائية أو قتله درءا للفضيحة وخوفا من رد فعل العائلة.وقد سجّلت سنة 2015 عدد 804 حالات اختفاء، 67.3% منها في صفوف الفتيات
تطوّر قضايا الطفولة المتضررة التي تمّ التعهّد بها من قبل المصالح الأمنية
وفي ما يتعلق بجرائم الاعتداء على الأخلاق المتعلقة بقضايا المواقعة بالرضا أو غصبا والاعتداء بفعل الفاحشة بالرضا أو غصبا والتحرش الجنسي وتحويل وجهة طفل وترويج صور وأشرطة إباحية... شهدت السنوات الثلاث الأخيرة ارتفاعا في هذا الصنف من القضايا مقارنة بالسنوات الأولى بعد الثورة (سنتي 2011 و2012) حيث لم يتجاوز عدد القضايا 700 قضية في الصدد، في حين ناهز 974 قضية سنة 2015.
وتضاعف عدد الأطفال المهدّدين المنحدرين من عائلات ميسورة مقارنة بالسنة القضائية 2014/2013 إذ بلغ 87 حالة، وتضاعفت سنة 2015 جرائم المخدرات إذ بلغت 257 قضية بارتفاع ناهز 221 % مقارنة بسنة 2011 (80 قضية).
وبلغ عدد الأطفال المحكوم عليهم في المادة الجناحية 7506 أطفال خلال السنة القضائية 2015/2014، مسجّلا بذلك انخفاضا بـ 808 طفلا مقارنة بالسنة الفارطة. ويبقى عدد الأطفال المحكوم عليهم من جنس الإناث أقل بكثير من عدد الأطفال من جنس الذكور، حيث بلغت نسبة الفتيان 92.7 % من خلال 6959 طفلا مقابل 447 طفلة.
77 ألف نشاط ثقافي وقصور في مجال التربية البدنية
بلغ عدد الأنشطة الموجهة للطفل بمؤسسات العمل الثقافي سنة 2015 حوالي 7700 نشاط استفاد منها 888727 طفلا، مسجلة بذلك انخفاضا بـ11.0% في عدد الأنشطة وارتفاعا بـ 4.8% في عدد المستفيدين مقارنة بسنة 2010.
وتمّ تأمين 16359 مقعدا بمكتبات الأطفال خلال سنة 2015، وقد ارتادها حوالي 1477942 مطالعا.
وبلغ عدد نوادي الإعلامية الموجهة للطفل الخاصة سنة 2015 حوالي 661 مؤسسة يؤمها 42807 أطفال (38.4 % منهم من الفتيات) وتشغل 973 إطارا، بينما لم يتجاوز عدد هذه المؤسسات 655 مؤسسة سنة 2010 وبطاقة تشغيلية ناهزت 950 إطارا فيما احتضنت 24446 طفلا، أي بنسبة تطور في عددها تقدر بـ1% خلال الفترة 2015-2014 وارتفاع في عدد الأطفال بها بنسبة 75% وفي عدد العاملين بها بنسبة 2% خلال الفترة نفسها.
ويشارك في النشـاط الصيفـي الذي تنظمه الكشافة التونسية أكثر من 14000 طفل وشاب. واستفاد 727898 طفلا (26.4% منهم من الفتيات) من خدمات التنشيط التربوي الاجتماعي المتوفرة بنوادي الأطفال ومركبات الطفولة العمومية سنة 2015 مقابل 177549 مستفيــدا سنـــة 2010 (50.7% منهم من الفتيات)، أي بنسبة تطور ناهزت 310% وذلك نتيجة دخول مؤسسات جديدة حيز النشاط وخاصة المشاركة في التظاهرات ومهرجانات الأطفال والتنشيط المتنقل.
لكنّ الإحصائيات تبيّن أنّ مادة التربية البدنية غير معمّمة في كثير من المستويات والمؤسسات التربوية والجهات، حيث بلغت نسبة التغطية 60.4% بالمدارس الابتدائية و96.6 % بالمدارس الإعدادية و99.8% بالمعاهد الثانوية خلال السنة الدراسية 2014 ـ 2015.
مرصد الإعلام والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل
- اكتب تعليق
- تعليق