خفايا انتخاب ترامب وتداعياته أمريكيا وعربيا ودوليّا محور اهتمام ليدرز العربية إلى جانب ملفّات تونسيّة وعربية
خصّصت مجلّة ليدرز العربية في عددها الحادي عشر ( 15نوفمبر- 15 ديسمبر 2016) ملفّا تناول خفايا انتخاب دونال ترامب رئيسا للولايات المتحدة وتداعياته أمريكيا وعربيّا ودوليّا وذلك من خلال مقال تحليلي للدكتور أيمن البوغانمي بعنوان " ترامب رئيسا، هل هو زحف اليمين المتشدّد في العالم؟" والذي حاول فيه الردّ على السؤال : ماذا حدث للناخب الأمريكي؟
وأشار فيه إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية عاشت خلال الأشهر الماضية واحدة من أسوإ الحملات الانتخابية على مدى تاريخها، إذ هيمنت الفضائح بشتّى أشكالها على الحملة والأسئلة التي طرحتها، فغاب الحوار الجدّي وفرضت الشعبوية نفسها محرّكا رئيسيا للمشاعر دون العقول. وشرح الكاتب أسباب فشل هيلاري كلينتون واحتراق البيت الديمقراطي، ملاحظا أنّ باقي البلدان الديمقراطية ليست بمعزل عن سيناريو مشابه، ومن ذلك يتوقّع العديد من الملاحظين حضورا قويّا لأقصى اليمين في الانتخابات الفرنسية للعام المقبل، ممثّلا في مارين لوبان وحزب الجبهة الوطنيّة.
ويرى السيد أحمد ونيّس الديبلوماسي وزير الشؤون الخارجية الأسبق من ناحيته أنّ فوز ترامب ، الذي كان محلّ استغرابه واستغراب عديد الملاحظين، يعود إلى عاملين أساسيين، أوّلهما عدم انهيار القاعدة الانتخابية للمرشّح الجمهوري، رغم هفواته وزلّاته وتصريحاته التي كشفت عن قلّة معرفته بالملفّات الهامّة في محال العلاقات الدوليّة وثانيهما الدور الذي قام به اللوبي اليهودي، إذ أنّ إسرائيل هي عدوّة الخطّ الليبرالي الذي يتماشى مع التحوّلات العالمية التي عشناها في العشر سنوات الأخيرة. واعتبر أنّ فوز ترامب يعدّ قطيعة في الدينامية الليبرالية للولايات المتحدة الأمريكية.
وسلّط السفير محمّد إبراهيم الحصايري الضوء على" قانون العدالة ضدّ رعاة الإرهاب ( جاستا)" الذي اعتمده الكونغرس الأمريكي يوم 12 سبتمبر 2016 بالتزامن مع حلول الذكرى الخامسة عشر لأحداث 11 سبتمبر 2011. وبيّن أنّه ،حسب الملاحظين، المقصود بهذا القانون أوّلا وبالذات هو المملكة العربية السعودية، حيث سيسمح لمتضرّري هجمات 11 سبتمبر 2001 برفع دعاوى قضائية عليها والحصول منها على تعويضات عن الأضرار التي ألحقت بهم.
وأبرز صاحب المقال التداعيات الوخيمة لهذا القانون على العلاقات الدولية وعلى الاقتصاد العالمي، مؤكّدا أنّ قانون "جاستا" سيكون بمثابة حكم قراقوش الأمريكي المعاصر الذي سيتولّى تنفيذه رئيس جديد اسمه دونالد ترامب.
وتضمّن العدد الجديد من المجلّة كذلك ملفّا مدعّما بالجداول والإحصائيات أعدّه رئيس التحرير عبد الحفيظ الهرقام حول المشهد السمعي والبصري في تونس، أبرز فيه ما يشوب هذا المشهد من مظاهر الفوضى وغياب الشفافية و سعى فيه إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي : ما مرّد الطفرة التي يتّسم بها؟ هل تعكس حرصاً على تلبية رغبات ملحّة وميولات جليّة استقرئت لدى الجماهير؟ من يقف وراء المحطات والقنوات المستحدثة؟ ما هي مصادر تمويلها؟ ماهو مدى شفافيتها الماليّة ؟ ما انعكاس ذلك على استقلاليتها ؟هل أنّ حجم سوق الإشهار كفيل بأن يوفّر عائدات ماليّة كافية؟ ماذا أضافت في الواقع إلى العرض البرامجي من حيث الجودة والتنوّع ؟ أيّ تقييم لدور الهيئة المستقلّة للاتصال السمعي البصري، باعتبارها السلطة التعديلية، إلى جانب الهياكل المعنية الأخرى، في فرض الالتزام بالقانون وبأخلاقيات المهنة؟ إلى أين يسير القطاع السمعي البصري في تونس؟
وفي مقال بعنوان " خطّاف "النهضة" في رحلة الخوف" انطلق الدكتور احميدة النيفر من خبر انضمام عناصر معروفة غير نهضوية بعضها كان شيوعيا إلى المكتب السياسي لحركة النهضة لتحليل خفايا هذا الموقف الذي لا يعتبره حالية استثنائية ، وما أفرزه من ردود فعل داخل الحركة وخارجها. وخلص إلى القول إنّ استبيان وضع النهضة الجديدة إزاء ما تجده من صدّ يحتاج إلى تجاوز وهم التفرقة بين الحمائم والصقور.
أمّا رشيد خشانة فقد اغتنم مناسبة شروع هيئة الحقيقة والكرامة في عقد جلسات علنيّة متلفزة للاستماع إلى شهادات ضحايا النظام السابق ليبحث في موضوع العدالة الانتقالية، مستعرضا مختلف مراحل تركيزها، منذ تكوين الهيئة. واعتبر أنّ عقد هذه الجلسات تعدّ لحظة لكتابة التاريخ.
وفي مجال الاقتصاد، اهتمّت المجلّة بقطاع تعليب زيت الزيتون من خلال عرض لواقعه وللآفاق المتاحة لتطويره بما ينمّي الصادرات التونسية من هذا المنتوج الواعد.
وفي ركن "مجتمع" رسم عامر بوعزّة صورة لباب بحر بعد خلوّه من الباعة الفوضويين، في حين جدّد عادل الأحمر الموعد مع القراء من خلال مقامة جديدة بعنوان "مريّش ويشيّش".
ومن جهة أخرى، كتبت ضحى طليق عن رحلتها الأخيرة إلى العراق، عارضة مشاهد حيّة عن الحياة اليومية في بغداد.
وفي ركن "أعلام تونسيون" ألقى الدكتور الحبيب الدريدي الضوء على الإسهامات القيمة لثلاثة من أبرز وجوه الفكر والثقافة في تونس وأعمدة الجامعة التونسية الأساتذة المرحومين عبد القادر المهيري ومحمّد اليعلاوي والمنجي الشملي، بينما توجّه الأستاذ الشاذلي القليبي بتحيّة وفاء وتقدير إلى روح الطاهر شريعة " منظّر الشأن السينمائي في تونس"، مبرزا الدور الطلائعي الذي قام به في مجال السينما ولا سيّما في بعث أيّام قرطاج السينمائية.
وفي ركن "ثقافة وفنون" تحدّث الكاتب المسرحي عن مسرحية "ثورة الزنج" التي أغضبت بورقيبة، ورثى مخرجها المرحوم المنصف السويسي "المسرحي المعلّم".
ومن ناحيتها، تناولت الدكتورة آمال موسى مسألة التشابك بين قيم القبيلة والحداثة في عصرنا الحاضر، في حين قدّم الأستاذ علي اللواتي قراءة في الحركة التجريدية في مجال الفنّ التشكيلي.
ومن الأحداث التاريخية المغيّبة التي ذكّرت بها المجلّة الذكرى الحادية والستون لمؤتمر الحزب الدستوري الجديد المنعقد بصفاقس من 15 إلى 19 نوفمبر 1955 والذي حسم في الخلاف بين الزعيمين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف لفائدة بورقيبة.وتناول المقال السياق التاريخي للمؤتمر وظروف انعقاده وما صدر عنه من لوائح، فضلا عن النتائج التي أفضى إليها، ومن أهمّها حصول تونس على استقلالها في 20 مارس 1956.
واختتم العدد الجديد للمجلّة ببطاقة للصحبي الوهايبي بعنوان "القاع" صاغها كالعادة بأسلوبه الساخر والطريف.
- اكتب تعليق
- تعليق