خاصّ بليدرز العربية: كيف يتدرّب المقاتلون العراقييون لتحرير الموصل؟

تواصل مجلّة ليدرز العربية تناول أبرز الأحداث الوطنية والعربيّة والدوليّة بالتمحيص والتحليل بأقلام معروفة بخبرتها وتميّزها، وقد جاء عددها العاشر الذي يوزّع في الأكشاك بداية من منتصف الشهر زاخرا كالعادة بالمواضيع المتنوّعة، في إخراج فنّي جديد، سمته الابتكار وجمال التصميم. ويتصّدر الغلاف عنوانان بارزان " الخطر الداهم... محاولات كسر شوكة الدولة"و" مع المقاتلين العراقيين في تدريباتهم لتحرير الموصل".
العنوان الأوّل هو لمقال لرشيد خشانة ينطلق فيه من أحداث استقطبت الاهتمام، آخرها أحداث جمنة أو ما يعرف بـ"هنشير ستيل" وقبلها أزمة "بتروفاك" بجزيرة قرقنة واعتصام عمّال مصنع الإطارات المطاطية "ستيب" ليستجلي دلالات هذه الأحداث، ولا سيّما طبيعة العلاقة الجديدة بين المواطن والدولة، إذ لم يعد العنف حكرا على الأخيرة، وإنّما بات وسيلة بأيدي جماعات صغيرة تمثّل عادة أقليات متطرّفة تركب موجة الاحتجاجات الاجتماعية من أجل الابتزاز، ملاحظا أنّ الخوف كلّ الخوف أن يتمادى هذا النسق.

أمّا العنوان الثاني فهو لتحقيق خاصّ بالمجلّة قام به مبعوثها إلى بروكسال وعمّان توفيق الحبيّب الذي  يغطّي بالصورة والوصف والتعليق تدريبات المقاتلين العراقيين بالذخيرة الحيّة بمركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصّة (كازوتاك)
من أجل الإعداد لتحرير الموصل من الدواعش. في التحقيق لوحات حيّة عن عمليات على الميدان يتمّ فيها التدريب على مختلف أشكال مواجهة الإرهابيين قبل القضاء عليهم ( حرب الشوارع، تحرير رهائن إثر اختطاف طائرة، اقتحام مبان وسراديب وغرف الزوايا الضيقة، إصابة أهداف متنقّلة، تفكيك ألغام...).

وإلى جانب جملة من الأخبار ذات الصبغة السياسية والاقتصادية والثقافية، في ركن "كواليس وأخبار"، يتضمّن العدد الجديد مقالا للدكتور احميدة النيفر بعنوان "التعليم منبت السيادة" يبرز فيها المكانة المحوريّة التي تبوّأها التعليم في تونس
المستقلّة باعتباره منطلق المشروع الإصلاحي التحديثي وحٓجر أساسه، قبل أن يستعرض ملامح مشروعي الإصلاح اللذين شهدهما القطاع التربوي وهما مشروع 1958 في عهد الوزير محمود المسعدي ومشروع 1991 في عهد الوزير محمّد الشرفي. ويؤكّد الدكتور احميدة النيفر الدور الخطير الموكول اليوم للموسّسة التربويّة في إعادة بناء الذات وتجديد مقوّمات الشخصيّة الوطنية والارتقاء بالوعي الفردي حتّى يكون منتجا ومتواصلا بين مختلف مكوّنات المجتمع في سياق تاريخي وإنساني متحرّك، عند ذلك تكون هذه المؤسّسة منبتا للسيادة وموطنا لتوطيد فاعليتها.

وفي العدد أيضا دراسة حول مسألة الموارد المائيّة في تونس والجهود المبذولة منذ الاستقلال قصد تعبئتها والطرق الكفيلة بترشيد استهلاكها وملفّ حول تطوير التّأمين على الحياة وقراءة نقديّٰة في مجلّة الاستثمارات التي صادق عليها مؤخّرا مجلس نوّاب الشعب بقلم الأستاذ عادل كعنيش، بالإضافة إلى مقال عن أزمة قطاع البعث العقاري والحلول الممكنة للخروج منها، في حين يتناول السفير محمّد إبراهيم الحصايري العلاقات المتوتّرة بين الرياض وطهران ونذر الحرب بينهما والتي ينبغي تفادي اندلاعها.

ويتعرّض الدكتور أيمن البوغانمي، من جهته، إلى العلاقة بين الإبهار والإرهاب في مقال بعنوان "الإبهار والإرهاب : جنون يغذي جنونا"، بينما يواصل عز الدين المدني، في ركن "ثقافة وفنون " التعريف بإسهامات أعلام تونسيين في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، مسلّطا الضوء هذه المرأة على إسهامات الأستاذ الشاذلي القليبي وفضيلة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وفضيلة الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة.

أمّا الدكتور الحبيب الدريدي، فإنّه ينظر في "الخيط الضائع "بين السينما التونسيّة والأدب، من خلال تتبّع مسار تطوّر الإنتاج السينمائي الوطني على مدى خمسين عاما، معتبرا أنّ العلاقة بينهما كانت في غالبة الأحيان علاقة فاترة، إذ لا يتعدّى عدد الأشرطة التي اقتبست من آثار روائيّة أو القصص المنشورة العشرة أعمال. ويشير إلى أنّ السينما التونسية لم تستثمر الرصيد السردي الضخم في الأدب التونسي على الوجه الأكمل.

وتقدّم المجلّة كذلك العمل الغنائي المشترك بين الشاعر على اللواتي والملحّن ربيع الزّمّوري بعنوان "نشيد إلى أبطال تونس" والذي تمّ إخراجه في شكل فيديو كليب، وتنشر مقالا للدكتورة آمال موسى تشدّد فيه على دور اللغة في تشكيل الهويّة الثقافيّة لأيّ أمم من الأمم ومجتمع من المجتمعات وعلى أهميّة مساهمة وسائل الإعلام  في المحافظة على اللغة  العربيّة.

وفي ركن "أعلام تونسيون " يوجّه القاضي عبد الله هلالي تحيّة إكبار وإجلال إلى روح واحد من أعلام القضاء التونسي،الفقيد القاضي الفاضل الهادي بالصادق "الذي كان وداعه كاسمه وكحياته هادئا بسيطا دون أضواء أو مظاهر لافتة".