أخبار -
2016.10.01
من أجل ظروف أفضل للحج في المواسم المقبلة
مباشرة من البقاع المقدّسة، عادل شبشوب - يوشك موسم الحج لهذه السنة على النهاية بعودة آخر الأفواج إلى أرض الوطن في الأيام القليلة القادمة. وانطلاقا من الموسم الحالي أرى من الواجب بصفة شاهد عيان التقدم ببعض الملاحظات والاقتراحات من أجل توفير ظروف أفضل للحج في السنوات القادمة
وبطبيعة الحال فقد تضمن الموسم الحالي جوانب ايجابية يجدر التنويه بها وأخرى سلبية يتعين ذكرها قصد تفاديها في المستقبل.
ومن الجوانب الايجابية ما قدمه أعوان شركة الخدمات الوطنية والإقامات وهم المرافقون من جليل الخدمات للحجاج التونسيين من حيث الإحاطة والرعاية وهو مجهود يذكر فيشكر وينم عن رغبة صادقة لدى العديد منهم في خدمة الحجاج طلبا لمرضات الله سبحانه وتعالى قبل رضاء الإدارة على مجهودهم.
ونقترح في هذا الشأن مزيد تكوين هؤلاء الأعوان في مواد الاتصال والتنظيم قصد مزيد تحسين أدائهم في المواسم المقبلة.
ونذكر في هذا السياق كذلك ما قدمه المرشدون الدينيون من نصائح قيمة لتوعية الحجاج بكيفية أداء المناسك على أفضل وجه انطلاقا من تعاليم الدين الاسلامي السمحة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الحميدة.
كما نقترح في هذا الشأن مزيد تكوين هؤلاء المرشدين في مواد بيداغوجيا التبليغ قصد تيسير الفهم للمقاصد الشرعية لأحكام الحج.
أما الجوانب السلبية التي أحبطت عزائم الحجاج فهي تتمثل أساسا في ظروف الحياة بمخيمات عرفات وخاصة مخيمات ميناء ونذكر منها خاصة حالة المركبات الصحية أو دورات المياه من مراحيض وأدواش وميضات التي كانت في الحقيقة أوكارا لانتشار أمراض الكوليرا وغيرها من الأمراض الوبائية الأخرى.
ونستغرب في هذا الشأن من عدم اهتمام القائمين على ضمان توفر الشروط الصحية بهذا الموضوع الذي أرق مجموع الحجيج لما تكتسيه دورات المياه من أهمية قصوى في أداء مناسك الحج وفق شروط الطهارة والنظافة.
والحقيقة أن المسؤولية الأولى تعود إلى الحكومة السعودية لأنها المسؤولة على تهيئة هذه المركبات الصحية وضمان صحة الحجيج واحترام الذات البشرية كما أن المسؤولية تعود إلى البعثة الصحية التي وإن أبلت البلاء الحسن في معالجة المرضى فإنها مطالبة بتفقد هذه المخيمات قبل استلامها والحرص على توفر أدنى شروط الصحة والسلامة.
ومن الجوانب السلبية الأخرى التبريد المفرط للحرم المكي والمسجد النبوي مما تسبب في إصابة جل الحجيج بأمراض الحلق والأنف والحنجرة والجهاز التنفسي عموما وأبلغ دليل على ذلك سجلات قبول المرضى بعيادة البعثة الصحية. وأمام الفرق الشاسع بين درجات الحرارة في المسالك المؤدية إلى الحرم المكي والمسجد النبوي وبين درجات التبريد القصوى بأماكن الصلاة يتعين على السلطات السعودية أن تجد حلا لهذه المسألة الحيوية ضمانا لصحة ضيوف الرحمان.
وآخر الجوانب السلبية اكتظاظ حركة المرور أثناء الصعود إلى عرفات وأثناء موكب النفرة والتوجه إلى مزدلفة ثم ميناء حيث لا يعقل أن يقضي الحاج أكثر من اثنتي عشرة ساعة وهو في الحافلة لمسافة قيل لنا أنها لا تتجاوز ثمانية كيلومترات وهو ما يؤدي إلى الإرهاق وتشنج الأعصاب والخروج أحيانا عن شروط الحج السليم التي تستجيب لقول الله تعالى
" فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ".
وخلاصة القول بخصوص ما شاهدته في موسم الحج لهذا العام هو عدم التزام غالبة الحجاج التونسيين وغيرهم بشروط الصحة والسلامة والمحافظة على نظافة المحيط وهو ما يتطلب مزيد التوعية للارتقاء من المستوى البدائي إلى مستوى الشعوب المتحضرة التي تجعل من الصحة أولى الأولويات في تجمع بشري ضخم مثل ما يشهده موسم الحج كل سنة.
عادل شبشوب
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات