أخبار - 2016.07.22

يوميات مواطن عيّاش: حال وأحوال...بين رمضان وشوّال

يوميات مواطن عيّاش: حال وأحوال...بين رمضان وشوّال

 مع كل رمضان وكل عيد، يعود صديقي العيّاش من جديد، يكرر نفس الحكايات ويلقي عليّ نفس التّساؤلات، فأستمع إليه بصبر وأناة، لكنني أعجز عن أقدّم له إجابات.. ولم يختلف رمضان هذا العام عن الأعوام التّوالي، إذ أقبل عليّ العيّاش بالسؤال  تلو السؤال ، يشكو الحال والأحوال، منذرا بسوء المآل.

كانت البداية في التاسع والعشرين من شعبان، عندما خرج الناس يرصدون  هلال رمضان ، بينما كان المفتي في مكتبه يتابع أعمال اللجان، ليعلن ماذا يكون الغد : أول أيام رمضان أم آخر أيام شعبان ؟
في تلك الأثناء « هدّ» عليّ العيّاش ، وكنت أستعدّ للحاق بالفراش، فاستقبلته من غير حماس، « لا شنوه أحوالك لا لا باس». لكنه لم يأبه لاستقبالي، وانطلق مباشرة بالسؤال : « هل ترى يا صديقي من المعقول، أن يبقى غدنا في عداد المجهول، حتى نرى الهلال أو لا نراه، بينما العلم حدّد بالدقيقة والثانية ولادة القمر ومنتهاه؟ وهل يعقل ان يتقرّر إفطاري من صيامي، بعد تشويق درامي، وأخذٍ وردّ بين كم من إمام ؟»... ولم يتوقّف سيل أسئلة صديقي، الا بعد أن تلا المفتي بيانه، فحمدت الله على الســلامة.
 
وفي أول أيام رمضان، وبعد انتهاء مسلسل الهلال، عاود العيّاش الاتصال، ليشكو لي نفس الحال والأحوال، التي سمعتها منه على امتداد أعوام، كلما دخل علينا شهر الصيام :« يا صديقي، ما هذا الغلاء؟ أيتّخذون لحم المواطن شواء؟ وهل تعجبك هذه الحال؟ المعدنوس يتطاول على الرجال؟ وأين الوعود بتجميد الأسعار؟ لا أراها الا بقيت نار ومسمار»...
وعندما أسال صديقي ، بعد « تيرادته» الحماسية، هل اشترى المعدنوس بتلك الاسعار  النارية، يصمت لحظة ثم يعترف، وقد ذهب منه كل وقار، بأن كفتاجي بلا معدنوس «تسقط منه تسعة أعشار»، فأفهم أن صديقي أقدم على النار والمسمار، وأغلق خط الهاتف دون تعليق او استنكار.
وفي اليوم التالي فاجأني العيّاش بأسئلة  كانت عليّ جديدة، وتتعلق بـ « أولاد مفيدة» من يكون منهم ابن سي الشريف المدلل؟ وهل لديّ فكرة عن نهاية المسلسل؟ فقلت له : وانا اتمالك أنفاسي: «بالله ما تكسّر ليش راسي! هذا الموضوع ليس من اختصاصي». فقطع المكاملة وهو غاضب، وكأنني حجبت عنه سرّا لا يخفى على صاحب.
 
وفي ليلة رصد هلال العيد، هاتفني العياش من جديد، فقلت له من قبل أن يتكلم ، ودون حتى أن أسلّم : « إن كنت ستعيد فتح ملف الهلال، فسوف أعلّق عليك الهاتف في الحال ، لقد ضقت  ذرعا بهذا الموضوع، وكأننا ليست لنا مشاكل أخرى، غير مشاكل الهلال والقمر!».  ضحك العياش وقال : « تهنّى يا صديقي، لا قمرة ولا هلال، انما أردت أن اسألك عن حكومة الوحدة الوطنية ومن عيّن لرئاستها ، من بين المرشحين لاعتلاء رفتها». فقلت للعياش: « ألا تكفّ يارجل عن السؤال ؟ راجع نفسك يا أخي، فلعل هذا نوع من أنواع الهبال !» فأجابني بكل حكمة :«بل السؤال هو عين العقل والصواب، ويقال إن في السؤال نصف الحل والجواب».  ثم عاد فورا الى سؤاله : «إيه ، وماذا عن الحكومة وكيف أحوالها ؟ ومتى يطل هلالها؟ وهل سيكون ظهورها بالرؤية أم بالحساب الفلكي ؟»
 
فقلت :«والله، إن حديث الهلال، أهون عليّ من هذا السؤال.  فالحكومة الجديدة لا تضبطها رؤية ولا حساب، وإن شئت جوابا فاذهب إلى عزّام او كتّاب ...  أما أنا فتارِكُك لأعيّد على الأصحاب والأحباب». 
 عادل الأحمر
هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.