إعادة النصب التذكاري للزعيم الحبيب بورقيبة إلى وسط العاصمة (فيديو صور)
وأخيرا أعيد النصب التذكاري للزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية إلى مكانه الأصلي وسط العاصمة يوم الأربعاء غرة جوان الموافق للذكرى الحادية والستين لعودة الرئيس الراحل إلى أرض الوطن في يوم مشهود، سمي يوم النصر. وبعد استقلال تونس وإلى غاية الإطاحة ببورقيبة في 7 نوفمبر 1987، أصبح أوّل جوان من كلّ عام يوم العيد الوطني.
وأشرف الرئيس الباجي قايد السبسي على حفل إزاحة الستار عن الحجر الرخامي الذي يؤرّخ لإعادة التمثال إلى مكانه الأصلي ، وسط حشد كبير من المواطنين كانوا يرفعون الراية الوطنية وصور بورقيبة.
وكان رئيس الجمهورية مرفوقا بعدد من أفراد عائلة الزعيم بورقيبة ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر ورئيس الحكومة الحبيب الصيد.
وتولى مصافحة عدد من المواطنين الذين نادوا طويلا باسم بورقيبة كما توجه اثر ذلك إلى النصب التذكاري لشهداء المؤسسة الأمنية وتلا فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم.
وشدّد رئيس الجمهورية في تصريح إعلامي على رمزية العملية بإعادة التمثال إلى مكانه الطبيعي والأصلي في شارع الحبيب بورقيبة باني الدولة الحديثة.
ولاحظ أن غرة جوان الموافق ليوم النصر يعني رجوع الحبيب بورقيبة من المنفى والاستقبال الشعبي الكبير الذي حظي به من المواطنين من مختلف الشرائح والأعمار الذين هبوا لاستقباله في ميناء حلق الوادي.
وتابع قائلا :إنّ "إعادة التمثال إلى مكانه الأصلي ليست بعملية شخصنة بل يعني الوحدة القومية"، مشيرا إلى أن تونس اليوم في حاجة إلى وحدة قومية صماء من أجل إخراج البلاد من الوضع التي هي عليه.
وبين الباجي القائد السبسي أن شارع الحبيب بورقيبة كان في السابق يحمل اسم جول فيري الذي حمل معه الاستعمار إلى تونس وهو رمز الاستعمار وبورقيبة رمز الحرية والاستقلال والدولة الجديدة.
وأضاف من جانب آخر أن غرة جوان توافق هذا العام أول يوم في امتحانات الباكالوريا في إشارة إلى ما أقرّه الزعيم بورقيبة من تعميم التعليم والاستثمار في الرأس المال البشري.
وفي رده على المحتجين والمعارضين لعودة التمثال إلى شارع الحبيب بورقيبة، قال رئيس الجمهورية إنه يقبل الاحتجاج برحابة صدر من منطلق أنّ الديمقراطية تفرض حرية التعبير، مجددا صونه للحريات العامة وحرية الرأي والتعبير التي اعتبرها من أهم مكاسب الجمهورية الثانية.
وصرحت حفيدة الزعيم الحبيب بورقيبة مريم لوكالة تونس افريقيا للانباء أنها سعيدة بعودة التمثال إلى مكانه وسط الشارع الرمز مستحضرة انجازات والدها في بناء الدولة وتحرير المراة وتعميم التعليم.
كما كشف هشام بن عمار مخرج تلفزي في تصريح لـ (وات) أنه يعد شريطا وثائقيا يدوم حوالي 25 دقيقة يستعرض مسار نقل تمثال بورقيبة من حلق الوادي وعملية ترميمه وصيانته وتركيزه، مستندا في ذلك إلى سيناريو اعتبره طريفا ذلك أن الفنان والنحات الهاشمي مرزوق الذي نحت التمثال تعرض إلى وعكة صحية حادة أدخلته في الإنعاش لمدة شهر وعاد للحياة ليشاهد التمثال يحيا من جديد ويعود إلى مكانه الأصلي.
ومن جانبه قال محمد كرو أستاذ في علم الاجتماع ومشارك في إعداد الشريط إن الشريط الوثائقي سيكون جاهزا يوم 03 أوت 2016 تاريخ ميلاد الرئيس بورقيبة وسيعرض في قصر صقانس بالمنستير،مضيفا أنه أصدر يوم الأربعاء كتابا جمع فيه محاضرات بورقيبة أمام طلبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار في فترة السبعينيات.
- اكتب تعليق
- تعليق