أخبار - 2016.05.16

راشد الغنّوشي: الفصل بين السياسي والدعوي

راشد الغنّوشي: الفصل بين السياسي والدعوي
في الحقيقة نحن لا نؤثر استخدام مصطلح الفصل بين السياسي والدعوي، لأن هذا يعود إلى مرجعية فكرية أخرى.. نحن نتحدث عن التخصص، فكل ظاهرة تنمو تتجه إلى التخصص. والشجرة الكبيرة كانت نواة ثم تفرعت. نحن بدأنا نواة تختزن المشروع الإسلامي. ونحن نعتقد أن المشروع الإسلامي له أبعاد كثيرة منها البعد السياسي والبعد الثقافي والبعد العقدي. والحركة الإسلامية في بلادنا وفي غيرها، كانت ردا على مشروعات شمولية أخرى. الحزب الحاكم كان مشروعا شموليا والمعارضة الماركسية هي أيضا مشروع شمولي والقومية كذلك، والإسلامية كانت أيضا من هذه الزاوية مشروعا شموليا. الآن لم يعد هناك مبرر بعد أن سقطت المشاريع الشمولية. سقطت الدكتاتورية بمشروعها الشمولي، ولم يبق مبرر لرد شمولي أيضا بعد أن فتحت الحرية مجالات العمل السياسي. وبالتالي توفرت مجالات الحرية للمشاريع بما فيها المشروع الإسلامي  الذي أمكن له الدخول في مرحلة جديدة هي مرحلة التخصص أو التمايز أو الاستقلال، استقلال المشروع السياسي عن بقية الأجزاء الأخرى التي ينهض بها المجتمع. بل الدستور نفسه لم يعد يسمح بهذه المشاريع الشمولية. الدستور لم يعد يسمح بالجمع بين مهمة منصب قيادي في جمعية من المجتمع المدني وبين منصب قيادي في حزب...
 
ولكن شمولية الفكرة لا تعني شمولية التنظيم. فالفكرة الإسلامية شاملة، لها أوعيتها وأدواتها التي تخدم الإسلام ويمكن أن تتعدد، بدون الحاجة إلى حديث عن توزيع أدوار. الأمر ليس فيه هذه المؤامرة أو الخطة العامة أو التوزيع الثقافي، وإنما هي مرحلة من مراحل النمو. وكل ظاهرة تنمو تتجه إلى التخصص. 
 
لقراءة المزيد
 
 
هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.