الدبلوماسي الروسي فينيامين بوبوف : نحن فخورون بما قمنا به في سوريا
موسكو- من مبعوث ليدرز العربية عبدالحفيظ الهرقام - يعتبر فنيامين بوبوف من أبرز الدبلوماسيين الروس المختصين في الشؤون العربية والإسلاميّة، وهو حاليا سفير المهام الخاصّة في وزارة الخارجيّة الروسيّة، المسؤول عن العلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامي. اضطلع بدور مهمّ في التمهيد لانضمام بلاده إلى هذه المنظمة سنة 2005 ، تأكيدا لحرص روسيا على إعادة بناء علاقاتها بالدول العربية والإسلامية وتعزيز حضورها فيها، بعد ما شاب هذه العلاقات من توترّ على إثر غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان.
تمّ اختياره منسقا لمجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا- العالم الإسلامي التي أنشئت سنة 2006 . وقد نظّمت المجموعة يومي 20 و21 أفريل 2016 بموسكو المنتدى الثاني لصحفيي وإعلاميي روسيا والعالم الإسلامي لبحث الوسائل الكفيلة بمواجهة التطرّف والإرهاب.
واغتنم مدير تحرير ليدرز العربية فرصة مشاركته في المنتدى لإجراء لقاء صحفي مع فنيامين بوبوف الذي سبق له أن عمل سفيرا لبلاده في ليبيا واليمن وتونس والذي يتكلّم العربيّة بطلاقة.
إبراز الوجه الحقيقي للإسلام
وبخصوص تقييم نتائج عمل المجموعة، اعتبر أنّها قطعت خطوات إيجابية على درب تجسيم أهدافها، ملاحظا أنّها أولت اهتماما بالغا لمساهمة رجال الدين في مقاومة التطرّف والإرهاب، لما لهم من وزن وتأثير في العالم الإسلامي، حيث انعقدت في موسكو ندوة شارك فيها عدد من الشخصيات والعلماء المسلمين،أفضت إلى إعداد وثيقة قيّمة تظهر الوجه الحقيقي للإسلام الذي يدين العنف والإرهاب ويحضّ على الاعتدال والتسامح، وسيقع نشر هذه الوثيقة وترويجها في البلدان العربية والإسلامية.
كتب وأفلام وثائقيّة واستقبال مجموعات من الشباب الإسلامي
الدفع نحو التسوية السياسيّة للأزمة السورية
وقال فينيامين بوبوف معلّقا على عودة روسيا القويّة إلى الشرق الأوسط من خلال تدخّلها العسكري في سوريا قبل أن تنسحب منها: "كانت لروسيا أهداف واضحة، وفي مقدّمتها ضرب التنظيمات الإرهابية. يوجد في سوريا ألفا مقاتل من روسيا، من قوميات مختلفة، ينتمون إلى داعش. لم يكن بالإمكان القضاء على كلّ الإرهابيين، فالقوة وحدها ليست كافية.
لابدّ من العمل ايديولوجيا وثقافيا لعزلهم عن الآخرين، لكن الإرهابيين يتراجعون.
انسحبت روسيا من سوريا بعد أنّ أصبحت المبادرة في يد الحكومة، وهي حكومة شرعية. من أهداف التدخل الروسي تقديم المساعدة لسوريا التي دُمّر نصفها، بشرط البدء في المفاوضات المؤدية إلى الحل السياسي.
هذه المفاوضات ستكون صعبة وطويلة ولا تخلو من تعقيدات كثيرة. كان الهدف الأساسي للتدخل الروسي الدفع نحو التسوية السياسيّة وكذلك وقف إطلاق النار وهو ما تمّ بالفعل. لقد شاركت شخصيا في المفاوضات مع ما يسمى جيش سوريا الحرّ.
نحن فخورون بما قمنا به في سوريا، فقد أظهر جيشنا، ولا سيّما سلاح الجوّ، قوّته.وقد استعملت أسلحة جديدة ومتطوّرة".
انتقدنا الأسد لأنّه تأخّر في إنجاز الإصلاحات
وبشأن آفاق حلّ الأزمة السورية أكّد فينيامين بوبوف أنّ روسيا تريد أن تستمر جهود التسوية السياسية في جنيف، مقرّا بأنّ الحكومة السورية ليست شريكا سهلا، وقال في هذا السياق:" كان هناك اختلاف في وجهات نظرنا.لقد انتقدنا بشّار الأسد لأنّه تأخّر في إنجاز الإصلاحات".
وأوضح أنّ موسكو احتضنت لقاءين بين الحكومة السورية والمعارضة في جانفي وأفريل من السنة الماضية وتوصل الطرفان إلى نقاط مشتركة، من بينها وحدة سوريا ومكافحة الإرهاب وبقاء الدولة وحقّ الجيش والأمن في استعمال القوّة لفرض النظام ، ملاحظا أنّ بعض الأطراف، ولاسيّما الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قلقة من أنّ تتمّ التسوية دون مشاركتها.
واعتبر الدبلوماسي الروسي أنّ المبعوث الأممي دي ميستورا اعتمد في إعداد خطته على عدّة نقاط تمّ الاتفاق عليها في لقاءي موسكو، مبرزا حرص بلاده على أنّ تتم تسوية الأزمة السورية في إطار الأمم المتحدة.
- اكتب تعليق
- تعليق