أخبار -
2016.03.28
مشروع "مدينة الثقافة" بالعاصمة من التعطّل إلى الإنجاز
وأخيرا،ستعود الروح إلى حضيرة "مدينة الثقافة" وستزول عن الأنظار الصورة الموحشة لتلك البناية الضخمة المتربّعة بشارع محمّد الخامس بالعاصمة بعد أن ظلّت أشغال استكمالها معطّلة قرابة عشر سنوات بسبب خلاف مع الشركة التشيكية التي عهد إليها بإنجازها.
10 آلاف مليون دينار قيمة المشاريع العمومية المعطلة
وهذا المشروع هو في الحقيقة مثال حيّ لعديد المشاريع العمومية التي توقّف إنجازها في ظلّ الظروف الاستثنائية التي شهدتها البلاد منذ 14 جانفي 2011 ، والبالغة قيمتها 10 آلاف مليون دينار، كما أوضح ذلك الحبيب الصيد، يوم الأحد عند إعطاء إشارة استئناف مشروع "مدينة الثقافة". وقد بيّن رئيس الحكومة أنّه تمّ الشروع في تحريك حوالي 80 بالمائة منها، وأنّ جهودا حثيثة تبذل لإعادة تنشيط البقية.
ولا شكّ أنّ استئناف المشاريع العمومية المعطّلة يبعث برسالة طمأنة إلى عموم التونسيين، فهو يشيع لديهم الأمل بشأن قدرة السلط العمومية على دفع حركة الاقتصاد الوطني حتّى يستعيد عافيته وعلى توفير الظروف الملائمة لخلق آلاف مواطن الشغل، في الوقت الذي تمثّل فيه معضلة البطالة أحد التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد.
ولعلّ من أهمّ العقبات التي تحول دون استئناف كلّ المشاريع المبرمجة قصورالإدارة أحيانا في الإعداد لها وتنفيذها واستخدام الاعتمادات المرصودة لها، فضلا عن الإشكالات القانونية المتعلّقة بانتزاع أراض لفائدة المصلحة العامة لإقامة مشاريع بها، كالطرقات والجسور وشتّى المرافق الأساسيّة الأخرى.
قصور في استخدام الاعتمادات ونقص في التعريف بالمشاريع
ولم تتردّد البلدان والمؤسسات المانحة في الإشارة إلى تعطّل العديد من المشاريع التي خصّصت لها تمويلات. وكان آخر من لفت نظر الحكومة التونسيّة إلى هذا الإشكال بأسلوب ديبلوماسي وزير الخارجيّة الفرنسي خلال زيارته الأخيرة لتونس.
ولاشكّ أنّ العديد من المشاريع العمومية يجري تنفيذها حاليا في العاصمة وداخل الجمهورية، لا سيّما في مجال البنية الأساسيّة، بعيدا عن أضواء الإعلام الكاشفة، وهو ما يستدعي من الحكومة بذل جهد إضافي على مستوى الاتصال للتعريف بها.
مكوّنات مدينة الثقافة
والجدير بالذكر أنّ التكلفة الجمليّة لمشروع "مدينة الثقافة" تناهز 76,3 مليون دينار، ومصدر هذه الاعتمادات ميزانية الدولة. وتمسح المدينة في جزئها المغطى 4,9 هك، وتتكوّن من قاعات كبرى تتسع لحوالي 1800 مقعد وقاعة مسرح قدرة استيعابها حوالي 700 متفرّج وقاعة للمسرح التجريبي، سعتها 300 مكان، إلى جانب مجمع للسينما ودار للفنانين وثلاث قاعات للعرض ومكتبة. وبلغت نسبة إنجاز المشروع قبل تعطله 60 بالمائة. وشهدت بالخصوص فضاءات الفرجة ( المسرح والسينما ) تأخّرا في الإنجاز نظرا لأهميّة التقنيات الصوتية التي سيقع تركيزها. وتعهّد المقاول أحمد بوزقندة بإتمام المشروع في الآجال المحدّدة له، أي 18 شهرا.
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات