صدور العدد الجديد لمجلّة ليدرز العربيّة
أخذ العدد الجديد من المجلّة الشهريّة ليدرز العربية موقعه في الأكشاك، وقد جاء في شكل فنيّ متميّز، زاخرا كالعادة بالمقالات والتحاليل التي كتبتها أقلام بارزة.
وكان من الطبيعي أن تركّز المجلّة -التي تصدر في منتصف كلّ شهر- الاهتمام على حدث جلل تفاعل معه الوطن بأسره ونقصد العمليّة الإرهابيّة التي شهدتها مدينة بنقردان فجر يوم 7 مارس الجاري.
"بنقردان أسوار تونس العالية"، ذلك هو عنوان الغلاف وعنوان مقال الدكتور احميدة النيفر الذي تجاوز السائد من التحاليل لينزّل عمليّة بنقردان في سياق التحوّلات الجيو استراتيجيّة على المستويين الإقليمي والدولي، مقترحا حلولا للتصدّي لظاهرة الإرهاب التي اكتوت تونس بنيرانها، في حين يقدّم اللواء محمّد النفطي، بنظرة الخبير العسكري الثاقبة قراءته لما بعد بنقردان، مستعرضا السيناريوهات الممكنة بعد استبسال وحدات الجيش الوطني والوحدات الأمنيّة في إجهاض هذه العمليّة الخطيرة و القضاء على جلّ الإرهابيين.
وفي محور ثان، خصّصت ليدرز العربيّة ملفّا بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال والذكرى السادسة عشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة، من خلال كلمة العدد التي كتبها مدير التحرير عبدالحفيظ الهرقام حول معاني الاستقلال ودور الأجيال المتعاقبة في صونه، وكذلك من خلال النقاش الذي أفضت إليه مائدة مستديرة بخصوص ماهية الدور الجديد للدولة ستين سنة بعد الاستقلال، شارك فيها الأستاذ الصادق بلعيد عميد كليّة الحقوق الأسبق ومهدي مبروك، وزير الثقافة الأسبق وعفيف شلبي وزير الصناعة والتكنولوجيا الأسبق. وفي المحور نفسه، تبدي الدكتورة رياض الزغل وجهة نظرها بشأن قضية الذود عن الكرامة في الفترة الفاصلة بين الثورة على الاستعمار وثورة 2011.
كما أوردت المجلّة حديثا خصّها به الصحفي الفرنسي الكبير جان دانيال تضمّن ذكرياته عن بورقيبة وصالح بن يوسف وفرحات حشّاد وبيار منداس فرانس، ويتبع هذا الحديث مقال ليوسف قدية عن بورقيبة بطل الاستقلال والتشييد بين العظمة والتهميش.
ومن القضايا الوطنيّة التي تستحقّ التوقّف عندها، اختار رشيد خشانة أنّ يسلّط الضوء على ظاهرة تفشّي الفساد في تونس بعد الثورة، في مقال يحمل عنوانا مثيرا (ديمقراطية الفساد) ،داعيا الحكومة إلى الضرب بيد من حديد على الأصابع المنغمسة في الفساد.
وفي الشؤون الاقتصادية، يتساءل عبداللطيف الفراتي عن مستقبل تونس في المجال الاقتصادي، من خلال الوثيقة التوجيهيّة للمخطّط والبرنامج الوطني للإصلاحات الكبرى وفعاليات منتدى المستقبل الذي نظمته جمعية الاقتصاديين التونسيين.
وفي مقال بعنوان" الاقتصاد التونسي بين المطرقة والسندان، يذكّر الأستاذ العادل كعنيش بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، مّما يجعلها تلجأ إلى الاقتراض من الأسواق العالميّة، وبالخصوص صندوق النقد الدولي والبنك العالمي. ويستعرض الإصلاحات الهيكليّة التي تطالب بها هذه المؤسسات والشروط التي تضعها لمنح القروض.
وبعد قدر من الهزل والدعابة مع إحدى مقامات عادل الأحمر، يتعرّض محمد إبراهيم الحصايري، في باب الشؤون الدولية، إلى وقف العمليات القتالية في سوريا، متسائلا: هل هي إيذان بإخماد نيران الحرب أم بإلهابها.
وفي مجال الميديا، أوحت صورة مؤسسّس فايسبوك مارك زكربرغ في إحدى قاعات العرض السينمائي في برشلونة لعامر بوعزّة بمقال يتساءل فيه عن شكل العالم في المستقبل في ظلّ التطوّر التقني الهائل الذي يميّز عصر ثورة المعلومات.
إمّا في مجال التاريخ، فيعود بنا الدكتور محمّد حسين فنطر إلى ماض مشرق كانت فيه القرى والمدن في حوض دجلة والفرات مراكز نهضة وإشعاع، مبرزا تأثيرها في إزدهار المدنيّة في حوض البحر الأبيض المتوسّط.
وفي ركن الفنون، يعرّف علي اللواتي بالبارون ديرلنجي ويبرز تأثيره في محيطه المباشر وموقعه في سياق الثقافة التونسيّة والعربيّة، بينما يلقي توفيق جابر نظرات في تاريخ السينما التونسيّة إلى اليوم.
ويأخذ توفيق الحبيّب القارىء بالكلمة والصورة إلى رحلة رائقة إلى منتجع شرم الشيخ، جنوب جزيرة سيناء في حين يدعوه الصحبي الوهايبي إلى إحدى رحلاته في السنوات، بأسلوبه الساخر، الطريف.
- اكتب تعليق
- تعليق