أخبار - 2016.03.03

ردود فعل غاضبة إثر مصادقة تونس على قرار تصنيف حزب الله "تنظيما إرهابيّا"

ردود فعل غاضبة إثر مصادقة تونس على قرار تصنيف حزب الله "تنظيما إرهابيّا"

أثار قرار مجلس وزراء الداخليّة العرب  المجتمع يوم الأربعاء في تونس اعتبار"حزب الله اللبناني بجميع قياداته وفصائله والتنظيمات التابعة له تنظيما إرهابيّا" موجة من الرفض والشجب في الساحة السياسيّة وفي صفوف المجتمع المدني وعلى شبكة التواصل الاجتماعي وفي عدد من المنابر الإعلامية. وكانت تونس تبنت هذا القرار الذي تحفّظ عليه كلّ من لبنان والعراق، بينما امتنعت الجزائر عن التصويت عليه.

وتتوالى على شبكة الفايسبوك بالخصوص ردود الفعل الغاضبة إزاء الموقف التونسي الذي "يتنافى ومبدإ استقلاليّة القرار التونسي ويزجّ بتونس في سياسة المحاور".

وفي حين اكتفى وزير الداخليّة الهادي المجدوب بالقول بأنّ "تونس لم تتحفّظ على هذا القرار"، ذكر خميّس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجيّة في تصريح مقتضب لراديو "إكسبرس أف-م "أنّ تونس غير معنيّة بهذا الأمر"، ممّا يقوم الدليل على انعدام التنسيق في صلب الحكومة بشأن الموقف الذي كان يتعيّن اتخاذه إزاء مسألة بمثل هذه الخطورة لها حتما تداعيات على مصالح البلاد وتوجهات سياستها الخارجيّة، المتّسمة منذ الاستقلال بالاعتدال والرصانة و الحرص على استقلالية القرار الوطني.

ولا شكّ أنّ هذا الموقف يطرح العديد من الأسئلة وهي: كيف تمّ تمرير هذا القرار خلال اجتماع مجلس وزراء الداخليّة العرب؟ هل كان موضوع تصنيف حزب الله "تنظيما إرهابيّا" بندا قائما بذاته في مشروع جدول أعمال الاجتماع والذي يُفترض أنّه وزّع على الدول الأعضاء قبل مدّة زمنيّة كافية، ممّا كان يسمح لتونس بتحديد الموقف المناسب بشأنه بالتشاور بين وزارتي الداخليّة والشؤون الخارجيّة، من جهة ورئاسة الجمهوريّة من جهة أخرى؟ أم أنّه أدرج في بند" ما يستجدّ من أعمال" أو في سياق آخر قد يكون باغت الوفد التونسي ووفودا أخرى؟ وفي هذه الحالة، كان على الوفد التونسي طلب رفع الاجتماع للتشاور أو إرجاء النظر في الموضوع إلى حين الرجوع إلى السلط العليا؟ هل سايرت تونس التوجّٰه العام وآثرت عدم التحفّظ على القرار؟ لماذا صدر القرار في هذا التوقيت بالذات؟ هل له علاقة بتأزّم العلاقات السعوديّة اللبنانية من جهة، وبقطع العلاقات بين الرياض وطهران والذي يعدّ "حزب الله" حليفها في لبنان، فضلا عن تطوّرات الأوضاع في سوريا إثر التدخّل العسكري الروسي من جهة أخرى ؟ تلك أسئلة تستوجب ردّا سريعا من الدوائرالرسميّة التونسيّة لإنارة الرأي العام الوطني.

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد اعتبر في بيان له يوم الخميس قرار تصنيف حزب الله" تنظيما إرهابيّا خضوعا للابتزاز الصهيوني وضربا للمقاومة "الوطنيّة"، داعيا "الحكومة التونسيّة إلى التراجع عن هذا القرار وعدم الامتثال له لأنّه يقحم تونس في قضايا لا تخدم مصلحة البلاد ولا مصلحة الوطن العربي".وأكّد ضرورة أن "تعمل كلّ القوى الوطنية والديمقراطيّة ضمن جبهة وطنية موحّدة لإسقاطه".

واستنكرت الجبهة الشعبية من ناحيتها "اصطفاف الحكومة التونسيّة، من خلال وزير داخليتها، وراء الموقف السعودي الخليجي، معتبرة أنّ هذا الموقف " يساهم في توتير الأوضاع الهشّة في لبنان "و"يجرّم ضمنيّا المقاومة ويخدم مصالح الكيان الصهيوني ... ويوسّع دائرة الصراع في كامل المنطقة تحت غطاء ديني طائفي".
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.