قصور المنظومة الاتصاليّة للحكومة

أكّدت مرّة أخرى الاحتجاجات الاجتماعيّة التي تشهدها جهات داخليّة  قصور المنظومة الاتصالية للحكومة في عرض صورة صادقة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعيّة الصعبة التي تمرّ بها البلاد ومصارحة المواطنين بالحدود المتاحة في معالجة القضايا الشائكة التي تواججها، ولا سيّما في مجالي التشغيل والتنمية.
كما اتضح بجلاء أنّ الحكومة لم تكن قادرة على التعامل اتصاليا بطريقة ناجعة مع الأزمة التي اندلعت في الأيّام الإخيرة، جراء تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في ولاية القصرين وجهات أخرى، وقد زاد الأمر  تعقيدا الخطأ الذي وقع فيه الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد شوكات، عندما لم يحسن عرض الإجراءات التي اتخذت خلال جلسة العمل المنعقدة مساء الأربعاء بقصر الحكومة بالقصبة لفائدة ولاية القصرين.

وقد اُضطرّ الناطق الرسمي باسم الحكومة أن يبيّن يوم الخميس أنّ الإجراءات المعلنة  تنسحب كذلك على  الجهات التي يشملها التمييز الإيجابي، في ما أوضح سليم شاكر وزير الماليّة خلال ندوة صحفية في ولاية صفاقس أنّ الناطق الرسمي باسم الحكومة ارتكب خطأ اتصاليا لأنّه لا وجود لانتداب 5000 عاطل العمل، بل يتعلّق الأمر باستيعابهم ضمن البرامج المعتمدة في مجال التشغيل، مفيدا أنّ عددا من أعضاء الحكومة سيعملون على تصحيح الخطأ في وسائل الإعلام.

ولا شكّ أن رئيس الحبيب الصيد، الموجود في دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، أدرك حجم  هذا الخطأ الاتصالي ومدى تأثيره في مزيد تأجيج الأوضاع، ممّا جعل رئاسة الحكومة تصدر يوم الخميس بيانا سعت من خلاله إلى إزالة كلّ اللبس وتوضيح الموقف بشأن الإحداث الجارية.

والمؤمّل أن يحرص الحبيب الصيد خلال الندوة الصحفيّة التي يعقدها يوم السبت وفي الكلمة التي سيتوجّه بها إلى الشعب على تقديم كشف صريح وواقعي عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعيّة في البلاد وعن مدى إمكانيات الدولة الحقيقيّة في الاستجابة للمطالب الاجتماعية المتنامية منذ 14 جانفي 2011.