سبعينيّة اتحاد الشغل: احتفالات في ظلّ أوضاع اقتصاديّة واجتماعيّة متأزّمة

جاءت الاحتفالات بالذكرى السبعين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل التي انطلقت يوم الأربعاء في ظرف تواجه فيه تونس أوضاعا اقتصادية واجتماعيّة متأزّمة وتشهد فيه جهات، لاسيّما القصرين وسيدي بوزيد والقصرين احتجاجات شعبية، نتيجة الشعور باليأس أمام فشل الحكومات المتعاقبة منذ 14 جانفي 2011 في تحقيق أهداف الثورة  وانعدام الآفاق أمام جموع الشباب العاطل عن العمل وتأخّر تنفيذ برامج ومشاريع تنمويّة  تفضي إلى الحدّ من ظواهر البطالة والتهميش وتحسين ظروف عيش المواطنين.

و قد طغت الجوانب الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة على مواقف الاتحاد بمناسبة هذه الذكرى، إذ أكّد أمينه العام حسين العبّاسي في تجمّع نقابي انتظم بقصر المؤتمرات بالعاصمة أنّ المؤتمر القادم للمنظمة الشغيلة المزمع عقده أواخر السنة الجارية سيساهم في وضع منوال تنموي يضمن العدالة الاجتماعية ويحقّق التوازن الجهوي ويفسح المجال لإدماج القطاع غير المنظّم في الدورة الاقتصاديّة. وجدّد التزام الاتحاد بالمضي قدما على درب النضال من أجل الحفاظ على القدرة الشرائيّة للمواطنين ومقاومة التهميش، منزّلا بذلك عمل الاتحاد اليوم في سياق نفس التوجّه الذي اعتمده منذ سنة 1951 عندما وضع برنامجا اقتصاديّا واجتماعيّا وسياسيّا بغية النهوض بأوضاع الشعب.
وفضلا عن تأكيد انشغال الاتحاد بالمسألة الديمقراطية وتمسّكه برسالته النضاليّة من أجل إرساء الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الانسان، شدّد البيان الصادر عن الاتحاد بمناسبة سبعينيته انخراط المنظّمة الشغيلة في "العمل الدؤوب من أجل تجاوز ما راكمه الاستبداد من فساد مسّ كلّ جوانب الحياة وما رافق ثورتنا من عدم استقرار للأوضاع".

وأشار البيان إلى  أنّ "بطء الإصلاحات نذير إحباط لجانب هامّ من شرائح شعبنا، ممّا يحمّلنا جميعا سلطة وأحزابا ومجتمعا مدنيّا العمل على تجاوز الوضع القائم وتحقيق أهداف الثورة يحدونا نفس الإصرار، الذي حمّلنا مسؤوليّة إنجاز المراحل الأولى للانتقال الديمقراطي".