حفل تكريم مميّز لأستاذ القانون رافع بن عاشور (ألبوم صور و فيديو)
حظي أستاذ القانون رافع بن عاشور، بمناسبة استحقاقه للتقاعد، بتكريم اختلف مع النمط السائد في مثل هذه المناسبات.
كان حفل التكريم مهيبا، حيث غصّت مدرجات قاعة "محمّد الشرفي" بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس بعديد الشخصيات السياسيّة وبأساتذة جامعيين من تونس ومن الخارج وبأصدقاء المحتفى به وبالطلبة.
حضر الحفل الذي أقامته الكليّة يوم السبت الرئيس الأسبق فؤاد المبزع ورئيس الحكومة الحبيب الصيد وعدد من أعضاء الحكومة ومحافظ البنك المركزي ومفتي الجمهوريّة وسفير المغرب بتونس وجمع من الأساتذة من تونس ومن الخارج. وتميّزت الهديّة التي قدّمت للأستاذ رافع بن عاشور بقيمتها الرمزيّة والاعتباريّة العالية . وتمثّلت الهديّة في كتاب في ثلاثة مجلّدات (1700صفحة) تتتضمّن مجموعة من الدراسات، من أهداء عديد الأساتذة التونسيين والأجانب وأشرفت على نشرها هيئة شرفيّة تتكوّن من هاجر قلديش وسارة معاوية ومنى كريّم وذلك بمساعدة من مؤسسة كونراد أديناور الألمانيّة بتونس.
وكان لهذا التكريم الوقع العميق في نفس الأستاذ رافع بن عاشور الذي بدا متأثّرا وهو يلقي كلمة في الحاضرين لاحظ فيها أنّ حفل التكريم يختزل مسارا دراسيا وعلميا ومهنيا امتد فترة تتجاوز الأربعين سنة منذ اليوم الذي وطأت فيه قدماه ساحة كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية بتونس ذات صباح من شهر أكتوبر 1973، مشيرا إلى أنّ هذا المسار لم يزل متواصلا إلى اليوم.
وقال إنّه رغم الانقطاع النسبي عن التدريس بالمدرجات لم ينقطع أبدا ذلك الحبل المتين الذي يشده للجامعة ولم يتخلى عن شرف الانتساب للعلم وطلب الاستزادة منه سيرا على طريق من غرسوا فيه التوق إلى تحصيل المعرفة. و في هذا السياق خصّ بالذكر والده المرحوم الشيخ محمّد الفاضل بن عاشور وجدّه الشيخ العلّامة الطاهر بن عاشور وأساتذته ومعلّميه.
ولم يغفل الأستاذ رافع بن عاشور عن شكر من عمل معهم في الجامعة وسفارة تونس بالرباط ولدى تولّيه منصب الوزير المعتمد لدى الوزير الأوّل.
وعبّر عن اعتزازه بتلقي الأمانة وأدائها بما أوتي من جهد واجتهاد، متوجّها إلى الحضور قائلا: " ما تكريمكم لي اليوم إلا اعتراف بجميل أساتذتنا علينا وعلى جميع من تتلمذوا علينا وكما يقال "من علمني حرفا صرت له عبدا".
وفي الكلمة التي ألقاها الأستاذ رافع بن عاشور بالفرنسيّة، أشار إلى أنّ الكتاب الذي نشر بهذه المناسبة يتجاوز المسائل الوطنيّة والجهويّة ليبرز التساؤلات والحيرة والآمال المشتركة " في عالم ترفع فيه الحواجز ويقتل فيه سور الهويّة الفكر"، مؤكّدا أنّ التبادل بين جامعيي "العالم" يحمله على الاعتقاد أنّه "من الممكن إقامة عالم لا نتحدّث فيه عن صراع الحضارات بل عن تبادل ثقافي".
إقرءالمزيد
أستاذ القانون رافع بن عاشور يطلق صيحة فزع إزاء التراجع المخيف لمستوى التعليم (ألبوم صور)
- اكتب تعليق
- تعليق