تــــاريــــخ تــــونس: أهم التواريخ والأحداث من عصور ما قبل التاريخ حتى الثورة

"تاريخ تونس، أهـم الـتواريـخ والأحـداث، من عـصور مـا قبـل التاريخ حتى الثورة"

كتاب أصـدره الصحـفي والأديب ورجـل السـياسة الحبيب بولعراس في سنة 2011 . وقـد أملاه بدون شك ما عـرف عـن مؤلفه من تعـلق شـديد بتاريخ تونس قديمه وحديثه، وهو ينضاف إلى أعمال أخـرى هـامة ذات صلـة بتاريخ البلد من بينها «مراد الثالث» (1972) و«عهد البراق» (1979) و«حنبـعل» الذي كتب بالفرنسية ونشر سنة 2000 بباريس وتونس.

يعتبر الحبيب بولعراس أحد أبرز ممثلي مدرسة الانسانيات التونسية التي وفقت بين السعي إلى العلم والاهتمامات الفكرية وبين هاجس تعميم المعرفة وارادة الاصلاح.

"تاريـخ تــونس"، موسـوعة تاريخيـة

يقول الحبيب بولعراس في معرض تقديمه للكتاب إنّ «تاريخ تونس، أهـم الـتواريـخ والأحـداث، من عـصور مـا قبـل التاريخ حتى الثورة»، عـبارة عن موسوعة تاريخية أو عـن أطلـس أو قاموس أو فهرست. فقد أورد المؤلف معلومات ضافية ودقيقة عـن وقائـع وأحداث وحضارات مرت على البلاد التونسية منذ حقبـة مـا قبـل التاريـخ حتى العصور الراهنة، مرورا من تأسيس قرطاج في عـام 814 قبل الميلاد، والحروب الـبونيـة ضـد رومـا، وحـلول أمــيلكـار بــأسبـانيا، وعـبور حنبعـل لجبـال الآلب، ووصولا إلى تـدميـر قرطـاج من قبـل سيبيـون الافريقي فـي سنـة 146 قبـل الميلاد، وغلبـة روما علـى أفريكا، وصـعـود الرومنـة في فترة (410-200م) لمع إبّانهـا واحـد مـن أكبر مـن اعتـلى ركــح المسيحيــة مـن الباب العــريض وهـو القـديـس النصـراني الأمازيغـي أوغسطينوس، ثـم حـلول الونـدال واحتلال إفريقيـة من قبـل البيزنطينيين ووفود الجيوش العربية الاسلامية الغازية، فنزول الرومانـد علـى السـواحـل، وحرب لويس التاسع الصـليبيـة، والغـزو الأسبـاني، وأعـمـال القـرصنـة والقـراصنـة الكبـار، وحكـم البايات، والاستعمـار الفرنسي، والاستقلال، والثـورة...

غـوص في أغـوار التاريخ

لم يتوقف مؤلف الكتاب عنـد سـرد الأحداث وجردها في استعراض جاف واخـتزال لا يفي بالغـرض، انما سعى إلى سبر غورها واستجلاء ما غـمض منها وما ظـل حظـه مـن التحليل والتدقيق والتمحيص والبحث قليلا في كثير من المراجع والمصادر. كما حرص على إبراز الخيوط الرابطة زمانا ومكانا بين أهـم الأحداث والوقائـع التاريخية، باحثا، على سبيل المثال، عـن أسباب حـرص بني العباس في العـراق علـى التوسـع في إتجاه إفريقيـة، حينما غـدت الإمارة الأغـلبية أول مملكــة إسلاميّة مستقلـة في تاريخ تونس (800 ميلادي)، قبـل أن تحـقق إفريقـية استقلالها عـن الخـلافـة مجـددا إثـر تحــرر الأميـر الحـفصي أبو زكريا يحيى (سنة 1243 ميلادي) من أي ولاء لأي حكــم كان، متناولا بشيء من الإطناب والعمق طبيعـة علاقـات أصحـاب النفوذ في إفريقية بالأهالي من البربر أو بالأقليــة الشيعيّة، خاصـة منــذ انتصـاب الـدولة الفـاطميـة وحتـى زمن حكم بني زيـري (1050 م)، في وقت شهدت فيه جميـع المـدن أعـمال قنـص واغـتيالات طالت الـشيعة حيثما كانوا بإفـريقية، وآخـذا بعـين الاعتبـار الـدور الحـاسم الـذي لعبـه الـبربر فـي نشـأة الخلافـة الفـاطميـة وإقامتها فـي أحفـاد النبي محمـد مـن ابنتـه فاطمة..n
يوسف قدية