صوفية القلّي كانت شعلة فانطفأت
برحيل صوفية القلّي عن سنّ تناهز 84 عاما انطفأت شعلة متوهّجة أضاءت لعقود طويلة الساحة الثقافيّة التونسيّة بنشاط حثيث وعطاء فكري وأدبي غزير جعل منها أحد الوجوه النسائية البارزة في البلاد. فهي شخصيّة متعدّدة الملامح والأبعاد جمعت بين التدريس الذي مارسته بداية من سنة 1956 وتنوّع الحراك الثقافي. بعــــد إحـــرازها شـهـــادة الدكــتـــوراه في تـــاريخ الفــنّ مـــن جــــامعــة الصــربون في ستينيــات القرن الماضي، تخصّصت في ميدان النقد الفنّي، موجّهة اهتمامها للفنون التشكيليّة، إذ غالبا ما كانت تقدّم أعمال رسّامين تونسيين انتموا إلى مدرسة تونس أو إلى اتجاهات فنيّة أخرى. دفعها ولعها بالسينما إلى إحداث خزينة سينمائيّة بمساعدة هنري لنغلوا Henry Langlois الذي كان يشرف على الخزينة السينمائيّة الفرنسيّة، ممّا أتاح الفرصة لروّاد نوادي السينما آنذاك من مشاهدة أفلام قيّمة بصورة منتظمة.ومنذ إحداث أيّام قرطاج السينمائيّة، ظلّت تساهم إلى جانب الطاهر شريعة في تنظيم هذه التظاهرة الدوليّة الكبرى وفي دعم إشعاعها. كما خاضت تجربة الإخراج السينمائي وقامت بتصوير عدد من الأفلام الوثائقيّة عن تونس العاصمة.
أمّا في المجال الأدبي، فقد برزت شاعرةً مُجيدة باللسان الفرنسي من خلال دواوين نشرت لها في بداية السبعينيات، إضافة إلى أعمال روائيّة وقصص للاطفال.
- اكتب تعليق
- تعليق