في كلمته إلى مجلس الأمن، غسّان سلامة يشدّد على ضروة الاستمرار في العملية السياسية في ليبيا
أبرز الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، في الكلمة التي توجّه بها يوم الأربعاء 21 مارس 2018 إلى مجلس الأمن حول الوضع في ليبيا ما بذلت البعثة الأممية من جهود لتيسير الحوار ببن الفرقاء الليبيين من كل الفئات والشرائح، تمهيدا للوصول إلى اتفاق بينهم يضمن تقدّم العملية السياسيّة.
كما تحّدث عن المساعي التي تقوم بها البعثة من أجل تنظيم انتخابات تكون شاملة ونتائجها مقبولة في هذا البلد، باعتبار ذلك إحدى دعائم العملية السياسية.
وأكّد رغبة الليبيين في مرحلة جديدة من الاستقرار واليقين، تستند إلى مؤسسات ديمقراطية وموحدة وخاضعة للمساءلة، فالمؤسسات الحالية قائمة على شرعية ضحلة. وهي مبنية على ولايات ضعيفة أو مقسمة إلى أجسام متنافسة.
وقال : "وإذا ما أرادت الحكومة ان تقود الشعب وتوحّده وأن تتخذ قرارات صعبة من أجل مصلحة هذا الشعب، فلا بد لها ان تأتي من الشعب وهذا ما يعني الانتخابات. وبالنسبة للأمم المتحدة، فإن العمل على إجراء انتخابات نزيهة وحرة وذات مصداقية قبل نهاية هذا العام يأتي في قمة أولوياتها. وقبل إجراء هذه الانتخابات، فإنه من الأهمية بمكان أن أن نكون متأكدين من أنها ستكون انتخابات شاملة ونتائجها مقبولة".
وقال غسّان سلامة إنّ ما يدعو للقلق استمرار أعمال العنف والنزاعات المحلية، في البلاد، مبيّنا أنّ المتطرّفين، بمن فيهم داعش والقاعدة، يحتفظون بتواجد لهم في ليبيا وقد قاموا بشن بعض الهجمات في الآونة الأخيرة.
وأضاف : "ولا تزال المجموعات المسلحة، بما فيها تلك التي تم إدماجها رسمياً في هياكل الدولة، تعمل خارج نطاق القانون، ولا تزال ترتكب تجاوزات ضد حقوق الإنسان. وقد وجدت جثث تحمل أثار تعذيب في العديد من المواقع في البلاد. ويتعرض الليبيون والليبيات والأطفال إلى الخطف بشكل متزايد في جميع أنحاء البلاد في سبيل الكسب المادي، وحتى في قلب العاصمة. ويتم اعتقال المواطنين بشكل تعسفي من قبل قوات أمن مجهولة. ويتعرض الناس إلى الاحتجاز وإساءة المعاملة في سجون غير رسمية أو رسمية أو شبه رسمية.وفي الجنوب، فإن الوضع الراهن في سبها مصدر قلق كبير. فقد كان هناك عدد من الخسائر في الأرواح، بينهم مدنيين. ومما يفاقم في تعقيد عملية ايجاد حل في سبها هو وجود سلسلة معقدة من العداوات المحلية والتنافس المستمر بين العناصر السياسية والعسكرية الوطنية، والوجود المتنامي للمرتزقة الأجانب. وثمة خطر في أن يكون للنزاع بعدٌ خارجي مما سيزيد من زعزعة استقرار ليبيا."
وأكّد غسّان سلامة أنّ النظام الاقتصادي القائم على السلب يشكّل واحداً من أكبر المشكلات التي تعصف بليبيا؛ الأمر الذي أدى إلى المستوى المعيشي للمواطن الليبي العادي خدمة لمصالح أصحاب النفوذ. وهذا ما يقف كحجر عثرة رئيسي أمام العملية السياسية ويرسخ الوضع الراهن.
وقال: "لا بد من تفتيت هذا النظام، ولا بد من أن تتدفق الموارد نحو بناء دولة قوية تسودها المساواة بين الجميع، لا أن تنتهي هذه الموارد في جيوب القلّة القليلة"، مبرزا ضرورة أن تتصدّى الأمم المتحدة والمؤسسات الشريكة لهذا النهب الاقتصادي.
تحميل كلمة غسّان سلامة
قراءة المزيد
غسّان سلامة : قبل إجراء الانتخابات في ليبيا، التأكّد من أنّها ستكون شاملة ونتائجها مقبولة
غسّان سلامة : توحيد الليبيين حول سرد وطني مشترك بعد الفرقة والانقسام
استمرار أعمال العنف والنزاعات المحلية في ليبيا مدعاة للقلق حسب غسّان سلامة
- اكتب تعليق
- تعليق