عياض ابن عاشور في "قصائد حول الحريّة"

يقرض الشعر على سجيّته، بعقله وبوجدانه. في ديوان جديد بعنوان "قصائد حول الحرية" صدرعن منشورات AC، يفصح الأستاذ عياض ابن عاشور عن 17 قطعة شعرية يعود البعض منها إلى مطلع شبابه في منتصف الستينات، وتولّى مراجعتها، فيما كتب الأخرى خلال هذه السنوات وقد صاغها باللغتين، العربية، والفرنسية، ليس في ترجمة من لغة إلى أخرى وإنّما في نحت جديد بين الحروف.
يتوارى أستاذ القانون ليفسح المجال إلى الشاعر، لكن عقل الرجل ومهجته تبقى في نظمه الشعري الذي كاد يفرده لمعاني الحرية ولإيمانه بنبل قيمها وشموليتها.
تتصدر هذا الديوان قصيدة بعنوان "كتاب الشفاء" في إشارة إلى "كتاب الشفاء" للقاضي عياض (1083-1149) وهو من ألمع شخصيات المدرسية المالكية، وكان العلامة المحدث سيدي عبد الحي الكتاني أهدى نسخة منه إلى الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور بمناسبة ميلاد نجله عياض (غرة جوان 1945)، وفي أسفل الإهداء، حرص الشيخ محمد الفاضل بن عاشور على تقييد الحدث، مثلما جاء في الصور المنشورة في مفتتح الديوان.
تختلف مضامين القصائد بين "غزة، موؤودة أخرى سئلت"، و"الحرية تقود الشعوب" و "صديقي غاريبالدي" ونيتشه وغيرهم، وترفل في رقّة "العصفور الأخضر" و"مروج الغزلان" وتفصح جميعها عن إحساس مرهف، وفكر ثاقب، فيما انتظمت أبياتها في صور شعرية معبّرة.
ولعل ما يضفي على هذا الديوان نكهة خاصة، نشر القصائد باللّغتين، كل لغة تثري الأخرى وتتكامل معها في تزاوج بليغ.
دفتر حميم تحلّى غلافه بتشكيلة رسمها الفنان الملهم نجا المهداوي، يولج القارئ في مخيال الأستاذ عياض ابن عاشور وخلجات نفسه، ويحلّق به في عوالم إبداعية وتعمّق الشعور بكونية الحريّة في أبهى تجلّياتها.
- اكتب تعليق
- تعليق