أخبار - 2023.02.23

رشيد تمر، في رثاء الأستاذ عبدالجليل المؤخر

رشيد تمر، في رثاء الأستاذ عبدالجليل المؤخر

انا لله وانا اليه راجعون.

رحم الله استاذي وزميلي المغفور له عبد الجليل المؤخر.

لقد فارقت أستاذنا هذه الدنيا، بعد فترة طويلة من العطاء، تاركاً وراءك سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وخَلفا ذو خُلُق حسن.

إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفناه فيك وكان نمطا لحياتك. 

لقد تربصت على يديك طيلة عشر سنوات من 1972 الى1981 وشهدت انني تعلمت منك الكثير.

عرفتك قائدا ذا شخصية قوية وكاريزما فريدة، لا تساوم في جودة العمل والاستقلالية المهنية قيد أنملة، فخدمت المهنة، والوطن بجهدك، وخبرتك وتجربتك. وهذا ما زادك احتراماً وتقديراً من الجميع في شخصك.

كنت من أوائل من جلب الى البلاد أحد كبار المكاتب العالمية في الخبرة في المحاسبة والاستشارة وهي Peat, Marwick, Mitchell & Co حين انشأت مؤسسة FINOR وأشركت معك في مشروعك رجالا أكفاء نذكر منهم السادة حافظ المؤخر وعبد اللطيف داود وعلى الزواري رحمهم الله وكذلك محمد كمون اطال الله في عمره. فكانوا أحسن سند لنا كناشئين في انجاز مهمات التدقيق في حسابات اهم الشركات البنكية والوطنية.

فكونت بذلك أجيالا وأجيالا رجالا ونساء، تشرفت بان أكون من بينهم ومازال التكوين هذا المكثف متواصلا إلى يوم الناس هذا، حتى أصبحنا نعتز اليوم بالمستوى الذي وصلت اليه في المهنة والذي مر عليه الآن نصف قرن الى حد الآن.

واذ ننسى فلا ننسى كذلك أيها الفقيد العزيز، مساهمتك في تأسيس مهنتنا وإرساء هياكلها سنة 1982 في زمن كان يرتع فيها الدخلاء ومنتحلي الصفة، فتقدمت بالاقتراحات تلو الاقتراحات الى وزارة الاشراف التي كان يترأسها آنذاك الوزير المقتدر منصور معلى.

ودافعت بشراسة على ضرورة إدراج أسماء ذوي الخبرة المتحصلين على شهادات عليا بالقائمة الاولى للهيئة وكذلك الذين كانوا بصدد ختم دراساتهم العليا، وعدم الاقتصار على ادراج اسماء اصحاب الشهادات في الخبرة في المحاسبة المتحصلين عليها من فرنسا والذين كان عددهم آنذاك لا يتجاوز خمسة عشر خبير. والجدير بالتذكير انه لم يتخرج بعد في ذلك الوقت اي طالب الجامعات التونسية التي تدرس الخبرة في المحاسبة.

ومن 70 عضو مؤسس، اصبحت هيئتنا تضم الآن بفضل الله وعونه، أكثر من 1500 عضو يُشهد لهم بجودة التكوين وحسن الكفاءة.

أيها العزيز علينا،

لقد غيبك الموت جسداً،

لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد الحياة.

فنم مرتاح البال نقيّ الضمير، فقد أديت الأمانة وقمت بدورك على أحسن وجه، والرجال الصادقون أمثالك لا يموتون في الاذهان.

رشيد تمر

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
1 تعليق
التعليقات
منجي بن مهنى - 23-02-2023 17:09

تحية أخوية وبعد رحم الله الزميل و المؤسس والمعلم عبد الجليل المؤخر وأسكنه الجنة، فهذه الحياة حلم يوقظنا منها جميعا الموت. قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ... وبارك فيك وأطال عمرك في الخير زميلي العزيز رشيد على هذه الشهادة المعبرة؛ والأسلوب الجميل والسلس،فالشيء من مأتاه لا يستغرب.

X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.