مسارات إصلاح التعليم بالمغرب وتونس محور ندوة علمية بالرباط
بقلم د. عادل بن يوسف - انتظمت برحاب كليّة الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (جامعة محمّد الخامس) أيّام 22، 23 و 24 ديسمبر 2022 الأيام الوطنية السابعة والعشرون للجمعية المغربية للبحث التاريخي. وتكريسا لانفتاح هذه الجمعية العريقة على الفضاء المغاربي، باقتراح من منسقي اللجنة العلمية لهذه الأيّام، الزميلين الأستاذ محمّد اليزيدي وعبد العزيز الطاهري ومتابعة من الزميل ياسر الهلالي (أستاذ التاريخ الوسيط بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء)، وجهت لي دعوة دعوة للمشاركة بورقة... عن تجربة إصلاح التعليم بتونس مطلع الاستقلال. وقد لبّيت الطلب دون تردّد وتحوّلت إلى مدينة رباط الفتح لتقديم ورقة بعنوان: "تجربتا إصلاح التعليم بالمغرب وتونس (1957-1958): دراسة مقارنة". وقد حملت هذه الدورة اسم "دورة الأستاذ إبراهيم بوطالب"، أحد أبرز مؤرّخي المغرب الشقيق والنائب السابق بمجلس النواب عن ولاية فاس، الذي وافاه الأجل يوم غرّة مارس 2022.
الجمعيّة المنظمة عريقة ونشيطة
جدير بالتذكير أنّ الجمعية تأسّست في مدينة سلا خلال شهر جوان 1975 على يد ثلة من أساتذة التاريخ بالجامعة المغربية وعلى رأسهم كل من: المرحوم محمد زنيبر، وإبراهيم بوطالب ومحمد القبلي وعبد اللطيف الشاذلي، حيث عقدت الاجتماعات الأولى في مدينة سلا بمنزلي الأستاذين زنيبر والشاذلي، ومن خلال أول محضر محرر بخط هذا الأخير، فإنّ الأساتذة المؤسسين هم تباعا: محمد زنيبر وإبراهيم بوطالب وحليمة فرحات ومصطفى الشابي وأحمد التوفيق وعلي صدقي والعربي مزين وعبد اللطيف الشاذلي وعبد الله العروي ومحمد القبلي. ولم تعقد الجمعية سوى بضع اجتماعات في سنتي 1975 و 1976، ثم دخلت في فترة سبات، وتوقف نشاطها. لكن في 24 جانفي 1986، عادت الجمعية للنشاط و تمكنت من انتخاب مكتب جديد برئاسة الأستاذ محمد القبلي، ضمّ أعضاء جدد ساهموا في الانطلاقة الفعلية للجمعية، والتعريف بها لدى معشر المؤرخين والباحثين وهم بالخصوص كل من: عمر أفا وعثمان بناني وعلي المحمدي وعبد الأحد السبتي وزهرة طموح وعبد المجيد القدوري... الخ. هذا وتسيّر الجمعية من مكاتب تُنتخب كل سنتين. وقد وصل عدد هذه المكاتب إلى ثلاثة عشر مكتبا، تداول عليها ما يفوق الأربعين عضوا. ويتكوّن كل مكتب من أحد عشر عضوا، يختارون من بينهم الكاتب العام الذي يترأس اجتماعات المكتب، ويسهر على التنسيق بين أعضائه، ويمثل الجمعية في المناسبات المختلفة.
وزير التربية الوطنية الأستاذ محمّد الفاسي يستقبل جلالة الملك محمّد الخامس بن يوسف عند تدشينه لجامعة الرباط يوم 21 ديسمبر 1957 وصورة تذكارية لعميد الكلية، الأستاذ شارل أندري جوليان" وإطار التدريس مع الملك أمام مقرّ الجامعة
وقد تولى هذه المهمة منذ نشأتها الأساتذة: محمد زنيبر (من سنة 1975 إلى 1986) و محمد القبلي (من سنة 1986 إلى سنة 1991) وإبراهيم بوطالب (من سنة 1991 إلى 2001) و جامع بيضا (من سنة 2001 إلى سنة 2007) و عبد الرحمان المودن (من سنة 2007 إلى 2011) وعثمان المنصوري (من سنة 2011 إلى سنة 2021).
الأستاذ محمّد الفاسي وزير التربية مع الزعيم علاّل الفاسي في لقاء له بطلبة الجامعة المغربيّة مطلع الاستقلال
وقبل تأسيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي، أسّس المشتغلون في حقل التاريخ جمعية شبيهة باسم جمعية تاريخ المغرب، وذلك في شهر ديسمبر سنة 1965، وكان ذلك بمساهمة قسم البحوث التاريخية بالمركز الجامعي للبحث العلمي. وكانت تضمّ في عضويتها حينئذ باحثين من اختصاصات متعددة، بين مغاربة وأجانب، من بينهم بعض الفرنسيّين بحكم أنّ تدريس التاريخ (التاريخ الغربي والمسائل المنهجية والنظريّة) بالجامعة المغربية كان يتمّ باللغة الفرنسية إلى حدود سنة 1973، وذلك قبل الشروع في التعريب. ومن الأسماء التي انضمّت إلى هذه الجمعية منذ سنة 1965 نذكر الأساتذة ابراهيم بوطالب وعبد الكبير الخطيبي ومحمد بن تاويت وسعيد النجار ومحمد التازي سعود ومحمد زنيبر وجرمان عياش ومحمد حجّي... الخ. ومن الفرنسيين نذكر: جاك كاني وبيير كيلين وبول بيرتيي وجان برينيون وميشيل طراس وكي مارتيني... الخ. وقد توالى على رئاستها ناصر الفاسي وأحمد الأخضر غزال ومحمد محي الدين المشرفي، واستمرّ نشاطها إلى ما بعد سنة 1972، وأصدرت نشرة باسم: "نشرة جمعية تاريخ المغرب" في خمسة أعداد.
الأستاذ محمود المسعدي مع الرئيس الحبيب بورقيبة في إحدى زياراته لمؤسسة تربوية سنة 1958
خمسُ جلسات علميّة متماسكة وتكريم للأساتذة المتقاعدين في برنامج الندوة
تضمّنت الندوة خمس جلسات علمية وخمسة عشر مداخلة انتظمت جميعها بالمدرّج الأنيق الذي يحمل اسم الجغرافي المغربي المتميّز، الشريف الإدريسي (493-559هـ/1100-1166مـ)، رصد من خلالها أصحابها مسارات إصلاح قطاع التعليم بالمغرب منذ زمن ما قبل الحماية إلى غاية المغرب المعاصر والراهن، مرورا بفترة الحماية وما رفاقها من "مقاومة ثقافيّة وطنية"، كان التعليم العمومي من أبرز رهاناتها. وقد تفاعل معها ايجابيا الحضور والضيوف من اختصاصات مختلفة و ثلاثة أجيال من الجامعيّين والباحثين الشبان في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بشهادات نادرة ونقاشات بناءة، غايتها الأولى والأخيرة المسك بمفتاح التقدّم لكل شعب وأمّة، قطاع التعليم.
بورقيبة يزور مدرسة النور للكفيف ببن عروس مطلع الاستقلال ويعاين قراءة أحد التلاميذ بطريقة "لويس براي" (Louis Braille)
وقد افتتحت الدورة بخطاب متميّز ورصين لرئيسة الجمعية، الأستاذة لطيفة الكندوز يعكس عقلانية مكتب الجمعيّة ومراهنته على قطاع التعليم بالمغرب كقاطرة للحاق بالبلدان المتقدمة تبعته شهادات جدّ مؤثّرة للأساتذة الذين تمّ تكريمهم، في مقدمتهم: البيضاوي بلكامل، رقيّة بلمقدم، عثمان المنصوري (الرئيس السابق للجمعيّة)، عبد الأحد السبتي، خالد بنصغير، محمد المغراوي... الخ. وهي لفتة كريمة للأسف تراجعت بالجامعة التونسية وعديد الجامعات العربية لأسباب يطول شرحها.
بورقيبة يحضر درسا لمادة التربية الوطنية بمعهد للفتيات داخل البلاد سنة 1963
خُصّصت الجلسة العلمية الأولى للندوة التي ترأسها الأستاذ الجامعي عبد الواحد أكمير إلى "مشاريع و إصلاحات تعليمية في زمن ما قبل الحماية"، فيما تطرّقت الجلسة العلمية الثانية والتي ترأسها المؤرّخ الألمعي، الأستاذ جامع بيضا إلى "تجارب إصلاح التعليم بالمغرب زمن الحماية". و تناولت الجلسة العلمية الثالثة التي ترأسها الأستاذ مبارك ربيع إلى "إرساء دعائم التعليم في المغرب بعيد الاستقلال". وتناولت الجلسة العلمية الرابعة، التي ترأسها الأستاذ البشير تامر، فقد محور"التعليم المدرسي بالمغرب و مشاريع الإصلاح". أمّا الجلسة العلمية الخامسة الخيرة، التي ترأسها الأستاذ عبد الكريم مدون فقد تطرقت لمحور"التعليم الجامعي بالمغرب و مشاريع الإصلاح" وذلك منذ مطلع استقلال إلى غاية اليوم. و بغاية نشر المعرفة التاريخيّة، حرص مكتب الجمعيّة على تسليم كل أستاذ محاضر بعض منشورات الجمعية من كتب ومجلاّت وأشغال المؤتمرات والندوات السابقة في التاريخ وسائر العلوم الإنسانية والاجتماعية.
تجربتَا إصلاح التعليم من طرف الوزيرين محمّد الفاسي ومحمود المسعدي موضوع دراسة مقارنة مستفيضة
في الجلسة الصباحية لليوم الثاني من الندوة قدّمتُ ورقة علمية عن أول تجربتين رسميتين أقرتهما حكومتا كل من جلالة الملك المحرّر، محمّد الخامس بن يوسف والزعيم الحبيب بورقيبة بغاية إصلاح نظاميْ التعليم الموروثيَنْ عن نظام الحماية الفرنسية بكل من المملكة المغربية وتونس فور استقلالهما تباعا في 02 و 20 مارس 1959. وتأكيدا لذلك، تمّ تكوين لجنتين رسميّتين كُلّفتا بإعداد وصياغة برنامج إصلاح كامل للتعليم العمومي بكل من المغرب وتونس. وقد عُهدت اللجنة الأولى المعروفة باسم "الحركة التعليمية" إلى الأستاذ محمد الفاسي (1908-1991)، فيما عُهدت اللجنة الثانية بتونس الموسومة "اللجنة المشتركة" التي ضمّت ممثلين عن الحكومة وآخرين عن الاتحاد العام التونسي للشغل، إلى الوجه النقابي والأديب والمتفقد العامّ للتّعليم العموميّ، الأستاذ محمود المسعدي (1911-2004). وقد وضع الأستاذ محمّد الفاسي في مقدمة أهدافه: نشر التعليم بالمملكة المغربية وتوحيد برامجه ومَغْرَبَتِهِ في جميع مراحله وتحديد سنوات الأسلاك الدراسية والتعريب عبر مراحل...إلخ.
في زيارة تفقد رسمية لمعهد للفتيات داخل البلاد يوم الجمعة 11 افريل 1969
وبتونس وضع الأستاذ محمود المسعدي ضمن أولوياته: توحيد التعليم ونشره في كامل أنحاء البلاد وتوفير فرص المساواة بين الجنسين وفي مقدمتها تعليم البنت...، بداية من سنّ السادسة وذلك دون استثناء بين الأجناس والأديان والجهات... الخ. وبعيدا عن الإشادة أو التبخيس، تطرّقت في العنصر الأول من الورقة إلى واقع التعليم بالبلدين في نهاية الفترة الاستعمارية: السنة الدراسية 1955-1956، وحصيلة 44 و 75 سنة من الحضور الفرنسي بالبلدين.
العودة الدراسية بمدرسة خاصّة بالمغرب يوم غرّة أكتوبر 1957
وفي العنصر الثاني منها تطرّقت في مرحلة أولى إلى مهندِسَيْ هاتين التجربتين (أصولهما، تكوينهما، توجهاتهما السياسية والثقافية...). ومن غريب الصدف أنّ الرجلان درسا معا ما بالسربون، الأول في التاريخ والثاني في اللغة والآداب العربية وناضلا معا صلب "جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا" (تأسّست في ديسمبر 1927 ومقرّها بـ 115، شارع سان ميشال) ومجلّة "مغرب" (Maghreb) بين 1932 و 1934 مع رفاق دربهما كل من: محمّد بن حسن الوزاني وأحمد بلافريج وعبد القادر بن جلّون... والحبيب ثامر و والشاذلي الخلادي والهادي نويرة وعلي البلهوان... الخ، كما سيتمّ تعينهما لاحقا على رأس وزارتي الثقافة بالبلدين وكخَبِيرَيْنِ دُوليَيْنِ لمنظمة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بباريس.
درس في مادة الفرنسية بمدرسة عمومية بالمغرب مطلع الاستقلال
ثمّ استعرضت الأهداف والمبادئ العامة التي قاما برسمها لكل تجربة من هاتين التجربتين ومدى تأثّرهما بواقع التعليم السائد بالبلدين الشقيقين قبل سنة 1956 وهل سُلّطت عليهما "إملاءات" أو واجهتهما "إكراهات" سياسية من أطراف أو قوى داخلية أو أجنبية؟ ومن هم أعوان التنفيذ في التجربتين، أي إطار التدريس و هل استعانوا بإطار التدريس الفرنسي المتواجد حينئذ بالبلدين من معلّمين وأساتذة وإداريّين ومن بعض البلدان العربية، أم اكتفوا بالإطارات المغربية والتونسيّة دون سواهم.
أمّا العنصر الثالث والأخير من الورقة، فهو تقييميّ بامتياز، توليت بالنسب والأرقام والمعطيات الرسمية الخوض في حصيلة تجربتَيْ إصلاح التعليم بالبلدين في مستوياته الثلاثة: الابتدائي والثانوي والعالي: عدد المدارس والمعاهد والجامعات والتلاميذ والطلبة ومراكز محو الأمية والتكوين المهني... الخ، ومدى تطابق هذه الحصيلة مع الأهداف التي رُسمت لها بالبلدين منذ مطلع الاستقلال.
الفتيات التونسيات أمام مدرسة باب الجديد ومعهد نهج روسيا بالعاصمة سنة 1959
وقد توصّلتُ في أعقاب هذه الورقة إلى جملة من النتائج من أبرزها أنّ التعليم كان في قلب المشاريع التحديثية الوطنيّة للنخبة السياسية بالبلدين منذ سنة 1956، بإنشاء المدارس والمعاهد والجامعات وتوحيد التعليم عبر المناهج والبرامج والتوقيت والتكوين والزمن المدرسي والمصالحة مع اللغة العربية عبر تدعيم توقيتها وضواربها وتعريب عديد الموادّ العلميّة وتدريس التربية الدينية التي استبعدت زمن الحماية من جهة، وإدراج التربية الوطنية والمدنية وتدعيم حضور التاريخ الوطني والعربي الإسلامي والعلوم الإنسانية والاجتماعية..، مع الانفتاح على اللغات الأجنبية من جهة ثانية.
فتيات البكالوريا أمام معهد نهج روسيا بالعاصمة سنة 1959
وإذا ما ارتبطت التجربتان بأسماء الوزرين اللَّذَيْنِ أشرفا على صياغتها: "مشروع الفاسي" و "مشروع المسعدي"، فإنهما مكنتا كل من المغرب وتونس من مواكبة التقدّم والحداثة والحضور على الساحة الإقليمية والدولية، سنوات قليلة فقط بعد استقلالهما، و صعود شرائح اجتماعية إلى أعلى المراتب عبر المصعد الاجتماعي للمدرسة العمومية.
وخلصتُ القول أنّه إذا امتدّت تجربة الأستاذ محمود المسعدي لمدة عشر سنوات تقريبا إلى غاية نهاية سنة 1967 (تاريخ تقييمها لأوّل مرّة)، فإنّ الإصلاح بالمملكة المغربية لم يتوقف بالمرّة، بل تواصل بخوض تجربتين أخريين، هما تجربة "اللجنة الملكيّة لإصلاح التعليم" (بين 1958 و1959) و تجربة "اللجنة المكلفة بإعداد مخطط التعليم" في إطار المخطّط الخماسي (بين 1960 و 1964)، فيما لم تَقُم تونس بتجربة إصلاح شاملة وعميقة إلا في سنة 1991، كان مهندسها المناضل الحقوقي واليساري منذ مطلع الستينات ورجل القانون، الأستاذ محمّد الشرفي، تلتها تجربة ثالثة أقلّ أهمية وعمقا منها في سنة 2002.
إعادة انتخاب المكتب الإداري الحالي والاتفاق على موضوع ومكان الندوة العلميّة القادمة
تكريسا للمثل الشهير "لا نغيّر أبدا الفريق الرابح" تولى أعضاء الجمعية تجديد الثقة في المكتب الحالي برمّته. لذلك خُصّص اجتماع صباح يوم السبت 24 ديسمبر لتبادل وجهات النظر وتقييم نشاطات الجمعية طيلة السنتين المنقضيتين (2022) وتقديم مقترحات حول الأنشطة المزمع القيام بها خلال العهدة الجديدة (2023)، تلاها فطور مغربيّ تقليدي بالقاعة الشرفيّة "ابن خلدون" بمدخل كلية الآداب بالرباط، تولت خلاله رئيسة الجمعية إعلام الأعضاء بأنه تقرّر أن تعقد الندوة 28 بمدينة العيون حول "تاريخ الصحراء المغربية" وأنّ رئيس جامعة ابن زهر بأكادير قد اتصل بها هاتفيا قبل قليل ليعلمها أنه سيتولى احتضان هذه الندوة والعمل بالتنسيق مع أعضاء المكتب منذ الآن على إنجاح أعمالها.
وقبل مغادرة الكليّة للالتحاق بمدنهم وقراهم التي قدموا منها منذ عشية الأربعاء، حرص المشاركون في أشغال الندوة على التقاط صورة تذكارية وتبادل التمنيات ببقية عطلة مريحة والتهاني بسنة إدارية جديدة.
وبعيدا عن المجاملة، فإنّ البارز للعيان هو نقاوة الأجواء ورقيّ العلاقة بين أعضاء مكتب الجمعية ومنخرطيها من مؤرخين وباحثين شبّان من أجيال واختصاصات ومشارب مختلفة. وهي أجواء للأسف فقدناها في تونس منذ سنوات، حيث أصبحت العلاقة بين الجامعيّين في شتى الاختصاصات، لا سيّما في الآداب والعلوم الإنسانية و بين معشر المؤرّخين خاصّة تغلب عليها الزبونية والحسابات الذاتية الضيّقة، التي تحوّلت أحيانا إلى معارك طاحنة، سواء داخل المنابر الأكاديمية أو خارجها في الصّحف والمجلاّت ووسائل الإعلام العمومية والخاصّة، وهو ما أثّر على الإنتاج العلمي والتصنيف الدولي للجامعات التونسية.
هنيئا لأعضاء مكتب الجمعية المغربية للبحث التاريخي وفي مقدمتهم رئيستها، الأستاذة لطيفة القندوز وكاتبها العام الأستاذ ياسر الهلالي وبقية الأعضاء دون استثناء، على نجاح الدورة 27 "دورة إبراهيم بوطالب". وشكر متجدّد على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ومرحبا بكم جميعا في تونس لحضور تظاهرات أكاديمية وعلمية مماثلة، تكريسا للأخوّة المغاربية وتأسيسا لحلم راود شعوب المنطقة منذ ندوة طنجة سنة 1958، ألا وهو بناء مغرب عربي كبير واحد.
د. عادل بن يوسف
- اكتب تعليق
- تعليق