بمناسبة إحياء ذكرى ميلاد الزعيم الراحل الرئيس الحبيب بورقيبة صانع الاستقلال ومحرر المرأة وباني تونس الحديثة
بقلم الأستاذ عبد السلام القلال - مناضل من جيل الاستقلال
عشر سنوات كمسؤول في حكم بورقيبة (1960-1970)
عرفت الرئيس الحبيب بورقيبة منذ سنة 1949 لما كنت تلميذا بالصادقية بعد رجوعه من الشرق ثم كطالب وكمسؤول في الجامعة الدستورية في فرنسا واتحاد الطلبة من سنة 1956 إلى سنة 1960 وكمسؤول في الحزب في المستوى الجهوي والمستوى القومي وأخيرا كوال على جهة الكاف من سنة 1964 إلى سنة 1969 كان يتردد على مدينة الكاف مرتين في السنة كل مرة نصف شهر يقضيه في الراحة والاستجمام عرفته إذن من قريب كرئيس دولة وكإنسان لما كان في أوج قوته البدنية والفكرية. وقد توطدت علاقتي به وأصبحت علاقة ود متينة أكثر من علاقة وال برئيس دولة وحملت عنه أطيب الذكريات، وقد تعرضت لهذه الشخصية الاستثنائيّة في مؤلفاتي –"الحلم والمنعرج الخطأ" و"بورقيبة زعيم أمة ورئيس دولة".
الزعيم بورقيبة كما هو
يتميّز الرئيس الحبيب بورقيبة بذكاء وقّاد، وقوّة ذاكرة، وحس مرهف، وسرعة البديهة، وإرادة فولاذيّة، وثقافة واسعة، ونظرة ثاقبة، وكاريزما تشدّ الانتباه، شديد الانضباط، يحب الغير ويحترم من يحترم نفسه، يولي قيمة قصوى للوقت، ويحترم المواعيد ولا يتسامح مع من يخلّ بها، له قدرة فائقة على التحاور وعلى إرباك الخصوم السياسيين، يؤمن بالحجّة والمنطق، وكلمته المفضّلة التي يردّدها في خطبه واتصاله بالمواطنين على أساس أنها القاعدة الأخلاقيّة والسياسيّة للنضال من أجل بناء الدولة والتنمية الاقتصاديّة، هي " الصدق في القول والإخلاص في العمل" مثلما كانت هي القاعدة في كفاحه من أجل الاستقلال.
من ميزات بورقيبة الاستثنائيّة أنه كان زاهدا في المال، متقشفا في حياته اليوميّة، نظيف اليدين، سخّر مكاسبه المتواضعة لخدمة الحركة الوطنيّة، فعاش فقيرا ومات فقيرا.
في المقابل كان سريع الانفعال، ذا اعتداد مفرط بالنفس وبطاقته وامكانياته، صعب المراس، متسرّعا أحيانا في أخذ القرار دون التأكّد من صحّته وتداعياته، مما يجعل بعض قراراته تجانب الصواب، لكن عندما يتبيّن أنه أخطأ يتراجع في قراره دون حرج وأثبت ذلك في أكثر من مرّة، قاسى مع خصومه السياسيين والمارقين عن القانون والمتسبّبين في أحداث الشغب والمتطاولين على هيبة الدولة وأمنها.
الزعيم بورقيبة بين السجون والمنافي
السجون التّي أقام بها:
• 1938-1934 : الجنوب التونسي (برج الباف).
• 1939-1938: السجن المدني والسجن العسكري وسجن تبرسق.
• 1943-1939 : السجون بفرنسا " سان نيكولا " بمرسيليا و" مون لوك" بشرقي فرنسا.
• 1955-1952 : طبرقة من 18 جانفي 1952 إلى 26 مارس 1952.
رمادة من 26 مارس 1952 إلى 07 ماي 1952.
جزيرة " لا قاليت" من 07 ماي 1952 إلى 21 ماي 1954.
• 1987- 2000 : السجن الأخير قبل وفاته (سجن بن علي بالمنستير).
قضى الرئيس الحبيب بورقيبة سجنه الأخير الذي دام ثلاثة عشر سنة دون أن يُحاكم رغم إلحاحه على محاكمته، وحرم طيلة هذه المدّة من الاتّصال بالشعب، واجه مصيره كعادته بكلّ شجاعة وثبات.
الأستاذ عبد السلام القلال
مناضل من جيل الاستقلال
- اكتب تعليق
- تعليق