أخبار - 2022.02.05

فاخر الرويسي: أريانة وبدايات الوعي السياسي 1952/1936

فاخر الرويسي: أريانة وبدايات الوعي السياسي 1952/1936

سنة 1934 بعد انفصالها عن حزب الدستور القديم وتأسيسها للحزب الجديد كثّفت قيادة الحزب بزعامة الحبيب بورقيبة عملها الميداني بتركيز شبكة من الشعب الدستورية في كل أنحاء البلاد باعتمادها الإتصال المباشر بالشعب، فجابت القيادة المدن والبوادي محرّضة على مقاومة الإستعمار، ولم تبق الإقامة العامة مكتوفة الأيدي إزاء تحركات الزّعماء وتجاوب القواعد الدستورية معهم، فلجأت الجندرمة في عدّة مناسبات إلى اعتقال زعماء الحركة الوطنية بزعامة الحبيب بورڨيبة وأعضاء الديوان السياسي والمناضلين بالسجون وإبعاد البعض منهم بالمحتشدات وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر، محاولة بذلك استعراض قوّتها وفرض جبروتها وإسكات صوت الشعب باستعمال شتى أنواع البطش والتنكيل بالمقاومة لإرغامها على الخنوع والاستسلام وقبول الأمر الواقع.

تأسيس شعبة أريانة الدستورية

بعد بدايات وعي نخبتها لم تكن بلدة أريانة بمعزل عن هذه التحرّكات فقرر مناضلوها من بعض الطلبة الذين أطردوا من الجامعة الزيتونية على إثر أحداث التجنيس اللذين عرفوا باحتكاكهم بقيادة الحركة الوطنية سنة 1936مثل محمد عبيد والهادي المرياح قرارهم ببعث أوّل شعبة دستورية بأريانة، وتولوا عقد جلسة تأسيسية بمقهى جلّول المرياح بساحة السوق القديم حضرها عدد من أهالي أريانة، ووافق الحاضرون أن يكون مقرّها منزل المناضل سليمان اللمسي الكائن بزنقة سيدي مفتاح وقد تركّبت هيئتها من الآتي ذكرهم:

الرئيس: محمد بن الحاج محمد عبيد،

الكاتب العام: الهادي بن أحمد بن عثمان المرياح،

أمين المال: علي الحدّاد،

رئيس الدعاية: البشير بن حسن الدراوي،

رئيس الشبيبة الدستورية: المختار بن محمد السنّان،

الأعضاء: الطاهر الجنّادي، حمّادي المزوغي، الباجي الزواغي، عبد الرحمان بن صابر ومحمد بن عرفة وغيرهم(1)

وبقيت الشعبة تقوم بدورها الدعائي التوعوي والتحريضي لأهالي اريانة على مقاومة المستعمر الغاشم والإستجابة لنداءات قيادة الحزب بضرورة الوحدة والتصدّي. فاقبل عديد المواطنين على الإنخراط بالشعبة وأداء قسم الولاء للوطن والإخلاص للحزب وزعمائه الذين أطلق سراحهم على مراحل انطلاقا من ماي 1936 بعد أن تولت الجبهة الشعبية الفرنسية الفوز في الانتخابات وتولي الحكم، ما أتاح للحزب الدستوري الجديد استئناف نشاطه النضالي مستغلا بذلك رفع الحجر عن صحافته، مستمرّا على اعتماد سياسة الاتصال المباشر كوسيلة لحث المواطنين للإنخراط في المشروع السياسي للحزب المتمثّل في النضال من اجل الكرامة الوطنية وتخليص البلاد من الاستعمار.

وبحلول سنة 1937 قدم صالح بن يوسف وعلي البلهوان إلى بلدة اريانة للإلتقاء بالمناضلين وإعلامهم بالمستجدات الوطنية، وتحفيزهم ورفع معنوياتهم، وإضفاء الشرعية للشعبة حتى تقوم بدورها وتولّى صالح بن يوسف إعطاء إشارة الإنطلاق ثم غادر ليتجه إلى منطقة أخرى ليواصل علي البلهوان مخاطبة جمهور المناضلين والمواطنين الذين أتوا من جهات مختلفة، علما وأنّ هذا الاجتماع إنتظم بسانية صالح بن حمدة المرياح الكائنة خلف منتزه بئر بالحسن وحضره قرابة 300 شخص في يوم حارّ مشمس ما جعلهم يحتمون بالأشجار. فأبلغت كوميسارية أريانة السلطة المركزية. جاءت الجندرمة برشّاشاتها لتفريق الحاضرين فرفض أغلبهم المغادرة ووقع القبض على بعض الأعيان على رأسهم علي البلهوان.

انتفاضة 9 افريل 1938

ولقد شهدت تونس خلال الأيام الأولى من شهر افريل سنة 1938 أحداثا بارزة أهمها انتفاضة اليوم التاسع من نفس الشهر، والتي تمثلت في حركة تمرد واحتجاج قادها الشعب التونسي ضد فرنسا، إذ كانت محطة مفصلية وملحمة بطولية ساهمت في رسم مصير الحركة الوطنية خاصّة وأن النخبة التونسية رفـّعت في أهدافها وطموحاتها مطالبة بالسيادة الوطنية وببرلمان تونسي.

دعا علي البلهوان الملقب بـ "زعيم الشباب" تلاميذ الصّادقية ومدارس العاصمة وجمعياتها بضرورة دعم الحركة الوطنية، محرضا على الإضرابات والمظاهرات و التصدي للإستعمار فوقع طرده من الصّادقية يوم 2 افريل، ونتيجة لذلك أضرب تلاميذ الصّادقية وساندهم في ذلك طلبة الزيتونة فوقع تأسيس لجنة الإتحاد الزيتوني المدرسي لتأطير النضال المدرسي والطلابي.

ويوم 4 افريل وقع اعتقال الزعيمين الدكتور سليمان بن سليمان ويوسف الرويسي بعد أن أوفدهما الديوان السياسي للقيام بجولة دعائية في الشمال التونسي وتحديدا وادي مليز بسوق الأربعاء المنطقة التي كانت صعبة ووكرا للاستعمار(2)، فانطلقت بهما مظاهرات ضخمة إحتجاجا على اعتقالهما مع عدد من الوطنيين، كما اعتقل يوم 6 افريل الزعماء صالح بن يوسف والهادي نويرة ومحمود بورڨيبة. 

وانطلقت يوم 8 افريل مظاهرة من الحلفاوين بقيادة علي البلهوان وأخرى من رحبة الغنم قادها المنجي سليم جابت شوارع المدينة لتلتقى أمام مقر الإقامة العامة بـ شارع "جول فيري(3) منادية بـ"برلمان تونسي... برلمان تونسي" و"حكومة وطنية"، رفض خلالها  المقيم العام "أرمــــان قيــــــون"Armand Guillon استقبال وفد عن المتظاهرين.

ويوم 9 افريل فوجئت الجماهير بخبر اعتقال الزعيم علي البلهوان وجلبه للمحكمة للمثول لدى حاكم التحقيق فخرج المتظاهرون بإعداد غفيرة ليعبروا عن غضبهم وسخطهم وما أن وصلوا قصر العدالة حتى "كان الاضطهاد سريعا ودون شفقة وأعلنت حالا حالة الحصار وتم اعتقال الكثير من المناضلين من بينهم الحبيب بورقيبة وأعلنت حالة طوارئ تبعتها مظاهرات عديدة صاخبة في كل جهات البلاد، فبادر المقيم العام الذي كان يحكم بأمره بالتنكيل بالزعماء والوطنيين وتم حل الحزب الحر الدستوري الجديد يوم 12 افريل و حجز عدد خاص لجريدة العمل الناطقة باسمه ومنعها عن الصدور وكذلك الشأن بالنسبة لجريدة " تونس الاشتراكية" Tunisie Socialiste

وعلى إثر دعوة محمد عبيد للإجتماع بمنزله مقر الشعبة بنهج سيدي الجبالي قبالة مدرسة"فرنكو آراب" Franco-arabe أتى الجندرمة بثلاثة "أطناك" Tanks تمركزت أمام مقر الشعبة وكان معهم المراقب المدني والڨايد حبيب الجلولي وطلبوا من محمد عبيد  التراجع والعدول عن عقد الاجتماع، فصاح بأعلى صوته "تحيا تونس ويحيا الحزب"، ثم تحوّلوا الى ساحة السوق القديم (ساحة سليمان اللمسي) بعد أن ألقي عليه القبض ولم يطلق سراحه إلا في الاربعينات مختلّ العقل بعد تعنيفه وتعذيبه في السجون وتوفي في سقيفة حمدة حمدانة، أما علي الحدّاد فقد نفي الى جزيرة جربة التي  بقي بها قرابة 10 سنوات كما فرضت رقابة على الهادي بن أحمد المرياح. وسنة 1942 تكونت شعبة جديدة برئاسة محمد الرصاع وكان أعضاؤها: سليمان اللمسي، عبد الرحمان بن صابر، الهادي المؤدب، صلاح بن عز الدين، البشير المؤدب، شقيقه الدكتور أحمد المؤدب، محمود العيساوي خال توفيق الفالح ومن الشبيبة: محمد بن عرفة الطاهر الجنادي مدرب الشبيبة وڨويدر العياري، الحاكم صالح الوراري وغيرهم وضلت هذه التشكيلة تعمل باحتشام ولم يكن نشاطها بارزا. ولدرء الفراغ، وحتى يقع المحافظة على استمرارية الحركة الوطنية تمكن الهادي بن أحمد المرياح تأسيس فرع الخيرية الإسلامية التي تولى رئاستها عبد الرحمان بوسنينة، كاتب عام: الهادي المرياح، أمين المال: حمّادي بن رمضان، أعضاء: عمار بن عبد الله، خميس الحصايري، العربي بن علي المنافڨ...

وتجددت هيئة الشعبة الثالثة برئاسة صلاح بن عز الدين وتولّي الهادي المرياح الكتابة العامّة بعد أن أطلق سراح عدد من المناضلين، وفي ذلك التاريخ أستدعي الحبيب بورڨيبة لزيارة أريانة فاستقبل في مدخل البلدة استقبالا رائعا وعقد اجتماعا بمقهى ڨريبع حيث جلب الهادي المرياح من بيته طاولة كبيرة لاستعمالها كمنصة صعد عليها الزعيم بورڨيبة وألقى خطابا حماسيا قصيرا ثم وقع توديعه الى مدخل البلدة. والملاحظ أنه نتيجة لذلك وما أن علمت السلطات الاستعمارية بالحدث ألقي القبض على صلاح بن عزالدين والبعض من أعضاء هيئة الشعبة.

ولقد شددت فرنسا في تلك الفترة تضييقها على النشاط الوطني وفي كبتها للحريات فقرر الزعيم الحبيب بورقيبة مغادرة ارض الوطن خفية صحبة  خليفة حواص يوم 26 مارس 1945 مخيرا اللجوء  إلى مصر عبر ليبيا في ظروف قاسية محفوفة بالمخاطر لمواصلة التعريف بالقضية التونسية تاركا مسؤولية تسيير الحزب لأمينه العام الزعيم صالح بن يوسف الذي أظهر مقدرة تنظيمية فائقة  في دعم موقعه السياسي وفي إعادة تنظيم حزب الدستور الجديد وتحريك مكونات المجتمع المدني التونسي بعد مغادرة بورڨيبة أرض الوطن، وبعث بمعية المنجي سليم ووطنيين آخرين كوكبة من المنظمات المهنية والشبابية والنسائية لتقوية الحزب والإحاطة به كاتحاد الصناعة والتجارة تأسّس على اثره سنة 1955 فرع اريانة ترأسه الهادي المؤدب، وتولى الهادي المرياح كتابته العامة وامانة ماله أحمد الساحلي، واتحاد الفلاحين بزعامة إبراهيم عبد الله أسس على إثره الهادي المرياح فرعا له بأريانة، كما متن علاقاته بالاتحاد العام التونسي الشغل الذي قرر أغلبية مناضليه بزعامة فرحات حشاد الانفصال عن الجامعة النقابية العالمية(4)  FSM  والانضمام للجامعة الدولية للنقابات الحرة الليبراليةCISL وأصبح الاتحاد مركز قوة وثقل وشريكا فاعلا في الحركة الوطنية.

حادثة الترنفاي

بعد إعطاء الحبيب بورڨيبة إشارة انطلاق الثورة في 18 جانفي 1952 وقع إيقافه بمعية الزعماء الدستوريين والشيوعيين استجاب الشعب التونسي لنداء الاتحاد العام التونسي للشغل  للاضراب  العام الذي اقرته المنظمات التونسية وتفاعل الأريانية معه، وحسب ما جاء قرار ختم البحث الذي اعدّته السلطات الاستعمارية(5) فإنّه من الغد يوم 19 جانفي 1952 على الساعة الثانية بعد الزوال، ألقى رئيس الشعبة(6) صلاح الدين آغا أمام الجامع بحضور حشد من المواطنين قارب عدده المائتين خطابا تحريضيا قال فيه: "آن الأوان...تشجعوا...كونوا رجال وما تخافوا من شيء...كسّروا...انهبوا...ضحّيوا في سبيل الله والوطن..." « Le moment est venu…prenez courage…soyez des hommes et ne craignez rien…cassez…pillez…sacrifiez-vous pour Dieu et la Patrie » فنزل جمهور غفير الثالثة وعشرون دقيقة من أمام الجامع الى مفترق Boulevard De France شارع الجمهورية حاليا وحطّموا النوافذ البلّورية لمقهى "مارسال حدّاد" Marcel Haddad الذي رفض الإستجابة إلى نداء الإضراب العام، وحطّموا نوافذ سيّارات اليهود الرّاسية بشارع الجمهورية وكذلك مغازاتهم متسببين في خسائر مادّية جسيمة.

كما جاء في نفس المحضر أنه عند قدوم الترامواي من العاصمة انزل المتظاهرون السائق والركاب وأضرموا النار في قاطرته وحاولا الشرطيان عمر محجوب الشريف ومحمد فرزة ثنيهم عن افعالهم لكن وقع تهديدهما بسكين وبالحجر " نطعنكما بسكين ان لم تبتعدا" فهرع الشرطيان الى مركز الامن يطلبان التعزيز وهو ما تم.

فيلق من الجندرمة القى القبض على المحرضين ورموز الاضطرابات ووجهوا تهمة التحريض لصلاح الدين اغا بمعية مجموعة أخرى.

ولقد علّقت الصحافة التونسية والأجنبية على هذه الأحداث خاصة جريدة "لوموند" Le Monde بتاريخ 24 جوان 1952 التي نشرت مقالا بعنوان: " ثمان وعشرون تونسيا معرضون لحكم الإعدام لتعمد حرقهم لترامواي".

والملاحظ في هذا الشأن أن شيخ أريانة أبلغ هو الآخر السلط وطلب النجدة، فأسرعت قوات الامن لمكان الحادثة وقد لوحظ تواجد الجنرال خير الدين عزوز على عين المكان وقدوم رجال المطافئ لإخماد النيران، كما تولى الدكتور للّوم إسعاف الجرحى(7).

قائمة الموقوفين حسب محضر البحث في قضية حادثة الترامواي

1/ محمد بن محمد بن علي الزدّام، 2/ أحمد بن محمد بن عنان ُشهر عمر، 3/ علالة بن الهادي بوحوّالة، 4/ حسن بن حسن بن بوزيان العويني، 5/ بصيلة أحمد بن مبارك بن الطيب(جزائري)، 6/ أحمد بن صالح بن لخضر الغدري، 7/ بشير بن علي محجوب بن الحاج حسن الطرودي، 8/ الهادي بن خميس بن منصور شعباني، 9/ الهادي بن بريك بن الشيخ محمد بن خليفة، 10/ عبد اللطيف بن محمد الشاذلي النقاش، 11/ الناصر بن محمد الشاذلي النقاش، 12/ محرز بن محمد بن مفتاح، 13/ حمادي بن خميس بن منصور شعبانين، 14/ محمد بن عبد القادر بن عثمان متالي، 15/ محمد بن محمد بن الحاج علي الغربي(مغربي) 16/ منجي بن صالح بن عبد الله الأرياني، 17/ الطاهر بن محمد بن محمد الجنادي، 18/ عبد الرزاق بن صالح بن محمد عبد الله، 19/ حمادي بن الحاج عبد الكريم بوبكر، 20/ البرني بن محمد بن بلقاسم الفرشيشي، 21/ خميس بن بوراوي بن طعم الله بن خميس، 22/ صالح بن التوهامي بن صالح العزوزي الجلاصي، 23/ بريك بن حطاب بن محمد بلغيث، 24/ عبد الله بن الشاذلي بن الشيخ رمضان، 25/ حمادي بن سالم بن أحمد المزوغي، 26/ محمد بن الباجي بن صالح بن قويدر، 27/ صلاح الدين بن الطاهر بن سليمان الأغا، 28/ بشير بشير بن الشاذلي فرفر.

وأصدرت المحكمة العسكرية أحكاما بالسجن تراوحت بين 6 أشهر و5 سنوات وبعدم سماع الدعوى للطاهر الجنادي ووقع إيداع المناضلين على عدد من السجون التونسية وسجن "لامباز" الجزائري.

فاخر الرويسي

1) شهادة شفوية لعلي الحدّاد ومحمد بن عرفة ومحرز بن مفتاح والمنجي بن صالح... 

2) قام يوسف الرويسي رئيس الجامعة الدستورية بالجريد بتأسيس شعبة للحزب الدستوري الجديد بسوق الأربعاء بمعاضدة عدد من الوطنيين من أبناء البلدة و بدعم من قريبه موسى الرويسي الذي تعلل بفتح متجر لبيع التمور كتغطية لنشاط الشعبة السياسي.
3) حاليا شارع الحبيب بورقيبة.  
4) خلال المؤتمر الذي  انعقد بالمدرسة الخلدونية جانفي 1946، وقد ضم أول مكتب لها الزعيم فرحات حشاد كاتبا عاما والشيخ محمد الفاضل بن عاشور رئيسا
5) Extrait des Minutes du Greffe de la Cour d’Appel de Tunis. Arrêté n° 26 du 8 Mars 1952, Dossier N° 13 DCM 52=P.G.84 Parquet, 81 O.T- TMP. Tunis= 1952 enregistré au greffe de la cour s/s 463 Affaire Moohamed B. Mohamed B. Ali Zadem et 26 autres. (Rebellion) agents de la force publique-Incendie volontairement avec la circulation des tramways-Envoi devant Le Tribunal Militaire Permanent De Tunis

6) الهيئة الرابعة لشعبة أريانة

7) Histoire Du Mouvement National Tunisien, Le Néo-Destour face à la troisième épreuve 1952-1956- 1. L’échec de la répression- Dar El Amal p 141.
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.