رسالة تهنئة إلى السيدة نجلة بودن رمضان : المرأة التونسية في أعلى المسؤوليات في الحكم وفي المعارضة

بقلم الأستاذ عبد السلام القلاّل - هنيئا للسيّدة نجلاء بودن وللشعب التونسي بهذه الفرصة التاريخيّة التي بوّأت المرأة لأوّل مرّة في تاريخ تونس الحديث بمركز قيادي في الدولة بتعيينها رئيسة للحكومة، وهي مبادرة تاريخيّة تحسب للرئيس قيس سعيّد، الذي بإقدامه على هذا الاختيار أصبح بورقيبيّا من حيث لا يشعر.

فعلا حرّر الزعيم بورقيبة تونس من الاستعمار وحرّر المرأة من القيود الاجتماعيّة والدينيّة التي كانت تكبّلها حتى تكون عنصرا فاعلا في المجتمع مثلها مثل الرجل، نراها اليوم تكتسح كل مجالات الحياة وتتحمل مختلف المسؤوليات وتتعاطى كل المهن بدون أن تتخلّى عن دورها الطبيعي كأم وربّة عائلة.

وبوصولها اليوم إلى أعلى منصب في الحكومة أصبحت مسؤولة على مصير الشعب التونسي بأكمله لإنقاذه من الوضع الذي تردّى فيه نتيجة حكم الإسلام السياسي الذي جثم على البلاد مدّة عشرة سنوات، وهكذا شاءت الأقدار أن تتحرر تونس مجددا على يد المرأة التي كرّمها الزعيم الحبيب بورقيبة بإصدار أول قانون للأحوال الشخصيّة بضعة أشهر بعد تولّيه رئاسة الحكومة، فكان أوّل إصلاح جوهري قامت به دولة الاستقلال.

ندعو لها بالتوفيق والنجاح في مهامها الجديدة وأملنا أن تكون على رأس حكومة تضم اعلى الكفاءات كما يكون لها من الجرأة ما يجعلها قادرة على أن تقول (لا) لكل من لا يخدم مصلحة تونس وتقطع مع سياسة الترضيات والمحاباة على حساب المصلحة العامة وتسهر على تطبيق القانون بكل صرامة على الجميع وبالخصوص منهم المارقين على النظام ومن واجب كل تونسي وتونسيّة مساندتها وشدّ أزرها لأنّها تمثّل الفرصة التاريخية لإنقاذ تونس من براثن أخطبوط الإسلام السياسي ووضعها على الطريق الصحيح.

نعتقد أن المرأة التونسية، على رأس الحكومة والمعارضة، في إمكانها بدفع من رئيس الدولة انقاذ تونس من وضعها الكارثي وبنائها من جديد في ضل الجمهورية الثالثة وهذا ما نأمله و نتمناه وهكذا يكون لها الفضل في ردّ الجميل نيابة عن نساء تونس لمحرّرها الزعيم الحبيب بورقيبة و يحق فيها قول شاعرنا المفضل أولاد حمد (نساء بلادي نساء و نصف).

الأستاذ عبد السلام القلاّل
من جيل الاستقلال وبناة الدولة الوطنيّة