سمير الطرابلسي: الحوكمة الميزاجية و الحوكمة العقلانية
الحقيقة موسف جدا الذي يحصل من احتجاجات من شباب ! الحقيقة من الصعب جدا ان يتفهم عاقل ان محتج يطالب بالشغل و الكرامة يمشي يخلع او يسرق...او يدخل في عنف مع ابناء الشعب التونسي الي هوما قوات الامن الي هوما مطالبين من المجموعة الوطنية بالسهر على الامن العام في البلاد.
الاحتجاجات بدات من الشريط الساحلي الذي كان في وقت سابق واحد من موارد الثروة ... خلال العشرة سنوات اصبح هذا الشريط الساحلي منكوب... قطاع السياحة، قطاع الخدمات، الشركات الصغيرى تراجعت بسبب سوء الحوكمة او استحالة حوكمة تونس ...الذي نتج ان هذا الشريط الساحلي الجميل اصبح مناطق موبوءة.
الحوكمة المزاجية: انعدام الرؤيا و الاهداف الرقمية... و غياب المحاسبة
من الثورة الى الان اتسمت حوكمة البلد بالمزاجية. لما تكون الحوكمة مزاجية تغيب الرؤية الواضحة، تغيب الاهداف الرقمية و في انعدام اهداف رقمية يغيب التقييم و الاصلاح. في ظل الحوكمة المزاجية تكون اولوية السلط الثلاثة التنازع على الصلاحيات وهو الذي يؤدي الى علي عدم التناغم، عدم الثقة، و حرب التصريحات و التلميحات. الخطاب في تونس فضفاض لا يخاطب العقول. الخطاب لا يحتوي على سياسة واضحة في تعاطينا مع مشاكل شبابنا، كلها شعارات جوفاء. برامج اذاعية و تلفزية تستدعي كهول تتحدث عن شباب متمرد. خطاب عدمي و سلبي و خطاب يرفع من منسوب الياس و الاحباط لدى هذا الشباب و دعوى حتي للفوضى.... لماذا لا نستدعي بعض الشباب للاستماع إليهم من أجل فهمهم بشكل أفضل.
تكلم رئيس الحكومة هشام المشيشي و أقر للشباب بحقيقة أن الحكومات السابقة تعاملت معهم بعقلية سلطوية و فرضت عليهم حلولا و قدمتها على أنها مكتسبات و غيّبت تطلعاتهم وانتظاراتهم ضمن عوائق بيرقراطية وأيديولوجية تنفرهم أكثر فأكثر من الوطن، لكن في نفس الوقت نسى او تناسي مَن كانوا في كل حكومات العشرية الماضية ويتحزّم بهم في البرلمان... يعني يتّهمهم، ويستعين بهم، ويعد الشباب بالأفضل...
كيف لرئيس حكومة ان يقوم بتحوير وزاري بعد اربعة اشهر من ...شنوا كان العقد الاقتصادي و الاجتماعي الي على اساسو اختير سي هشام المشيشي! على اي اساس اختار سي هشام المشيشي الوزراء متاعو، و لماذا الان تغيير عديد من الوزراء؟ ماهي الاهداف الي رسمت للوزراء المعينين و لم يتمكنو من انجازها. لماذا كلما تم تعيين ترافقوا ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي و اخر وأحد تعيين الخطوط التونسية التي ليست استثنائية كما يروج لها الاعلام و وزير النقل و لكنها ليست الاستثناء ..فالتعيينات في تونس تغيب دائمًا عليها الموضوعية. بعيدا على المزاجية، لماذا غاب العنصر النسائي في هذا التحوير في الوقت الذي تعج فيه تونس بالكفاءات النسائية و في كل المجلات.
مع كل الاحترام و التقدير للسيد المشيشي، اثبتت العديد من البحوث العلمية ان عدم اليقين في السياسات العمومية يجعل من الصعب استشراف وقراءة المستقبل و يضر بمناخ الاعمال و الاستثمار في تونس وعو الذي يشكل خطر على المستثمر الداخلي والخارجي ...فكيف لشباب مخبط ان يكون متفاءل في ظل هذه الضبابية.
فالحقيقة المرة ادت الحوكمة المزاجية الى غياب تام للتقيم الموضوعي لحوكمة البلاد خلال العشرة سنوات وطغت الحوار الامور الهامشية على خطاب النخبة التونسية. الحوكمة المزاجية جعلت ادارة ازمة كورونا رديئة جدا. هل يعقل كل هذا التردد، و الضعف في هذا الوضع الصحي الصعب جدا! و في وقت العديد من البلدان في العالم بدات التلقيح!
الحل: الحوكمة العقلانية
في ظل هذه الحوكمة المزاجية، تعددت الاراء و تارجحت بين من يرى ان البلاد في طريقها الى الهاوية و من يرى ان امكانية الاصلاح ممكنة جدا في ظل هذا المناخ من الحرية و الديمقراطية.
الحل يقع في القطع مع الحوكمة المزاجية بتحكيم العقل.
الحوكمة العقلانية ترتكز اساسا على برنامج واضح المعالم، فيه الموارد المرصودة و الاهداف الرقمية و تنسيق واقعي بين الموار و تحقيق الاهداف.
على كل واحد من الرؤساء الثلاثة ان يقتنع ان الحوكمة العقلانية تقتضي ان تكون أولوية الاولويات هي الواجبات المنوطة بعهدة كل واحد منهم و ان هذه اللحظة الفارقة تطلب الكثير من العقلانية و نكران الذات و الابتعاد عن النرجسية المفرطة، فاكثر من المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية، بلادنا دخلت في مرحلة خطيرة جدا ضد ازمة الكورونا.
على الرؤساء الثلاثة ان يغيرو و يوحدو الخطاب، خطاب الازمة و ان يتفقوا من اجل تونس في القريب العاجل على إجراءات عملية مرقمة. خطاب يشحذ العزايم في الداخل والخارج يبعث الامل الحقيقي في هذا الشباب الطموح جدا...
السيد الرئيس الاستاذ قيس سعيد
الحوكمة العقلانية تقتضي بعث منصة إلكترونية تحتوي على بيانات على كل العاطلين عن العمل مع احترام سرية المعطيات الشخصية.
الحوكمة العقلانية تقتضي العمل على مع سفراء البلدان المساندة للتحول الديموقراطي في تونس من اجل اعانة تونس في تشغيل او تأهيل هذا الشباب الى سوق الشغل.
طلب من كل بعثة ديبلوماسية ان تنشر كل ثلاثة اشهر تقرير على مجهودها في تشغيل و تاهيل المعطلين على العمل.
الفريق الحكومي
السيد رييس الحكومة و السادة الوزراء ان يتعقلوا و ان يتواضعوا. وقع الاتصال بكم و لبيتم نداء الوطن ...الحوكمة العقلانية تقتضي تسخير كل الامكانيات البشرية و المادية، التناغم في القرارت، و النسيق الجيد...لا مكان للارتجال في ضل هذا الوضع الخطير.
البرلمانيين
الحوكمة العقلانية تعني قراة هذا البيت من النشيد الوطني: فلا عاش في تونس من خانها و لا عاش من ليس من جندها ...
اذا انتموا تعتبروا رواحكم جنود تونس و ان ولأ كم لتونس فقط، فتونس تواجه اصعب ازمة صحية في تاريخها و الحوكمة العقلانية تقتضي ان تقف كل مظاهر الحقد و الكراهية و الانكباب على مناقشة البرامج التي تخدم شباب تونس...السيد المشيشي سيقف امامكم مرة اخري فاليكن الحوار على اهداف مرقمة و على برنامج واضح المعالم.
الاعلام و النقابات
وجود النقابات و الاعلام الحر اساسي في كل بلد يعرف تحول ديموقراطي ...لكن مع كل أحترامي للنقابات وو لمعظم وساءل الاعلام في تونس ...الوقت اكثر من حان لكي يقومو بنقدهم الذاتي ... بعيدا على المجاملات و الكلام المنمق المجانب للحقيقة..على النقابات ان يعرفو انهم بالاشتراك مع بعض اعلاميي و محللين الاثارة جزء كبير من تعطل عديد الاصلاحات في تونس ...الحقيقة المرة بعض النقابات "يتبوربو"على تونس....و معصم وسائل الاعلام مساهمة في منسوب اليأس و الاكتآب
التونسيين في الداخل و الخارج
نسبة التداين/ اجمالي الدخل الخام و صلت الى 96% و تونس في حاجة الينا جميعا من غير تاخير ...اتركو مزاجيتكم جانبا و اقفوا لبلدكم ...واللي ينجم يعاون ماليا عايلة في تونس او حتي في عقد تاهيل مهني في تونس او في الخارج لا ينتظر! انتم ستستثمرون في انجاح التحول الديموقراطي لبلدكم!
مهما كان و مهما سيكون ...تونس التحول الديمقراطي خير!
سمير الطرابلسي
- اكتب تعليق
- تعليق