قرطاج تستحثّ روما
حرص إيطاليا على استضافة الرئيس قيس سعيد في زيارة رسمية، موفّى هذا الشهر، يعكس رغبة روما في تأكيد علاقة شراكة قويّة، يفرضها الجوار والمصالح المشتركة وتطوّرات الوضع في ليبيا. وتقول مصادر ديبلوماسية إنّ إيطاليا تودّ من خلال المحادثات رفيعة المستوى التي ستجمع الرئيس التونسي بنظيره سارجيو ماتاريلاّ وكذلك رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، تجديد اهتمامها باستقرار تونس وانتعاشة اقتصادها ونجاح مسارها الديمقراطي.
ولعلّ أبرز ترجمة لذلك وفق تونس هو تسريع تحويل الهبات المالية والأقساط المتبقيّة من قروض وغيرها من الالتزامات المالية المتخلّدة. وتبقى، طبعا قضيّة الهجرة السرية انطلاقا من السواحل التونسية مبعث انشغال لدى البلدين وقد جعلت إيطاليا من تفاقم تسلّل المهاجرين التونسيين إلى جزيرة لامبادوزا منذ شهر ماي الماضي، معضلة أوروبية حرصت على توظيفها لدى بروكسيل من أجل الحصول على إعانات هامّة، فيما استعملها اليمين الإيطالي المتشدّد للضغط على حكومة جوزيبي كونتي.
على الرغم من خفوت بهرجها التشريفاتي باعتبارها زيارة رسمية وليست زيارة دولة مثل التي أدّاها الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في فيفري 2017، وإكراهات الكوفيد-19 التي تحدّ من المواكب واللقاءات الكبيرة، فإن محادثات الرئيس قيس سعيّد مع رئيس الدولة الإيطالية هامّة ولا يمكن أن تكون إلاّ إيجابية ومثمرة.
وتتطلّع تونس من خلالها إلى إطلاق عقد جديد من التعاون الاقتصادي والاستثمار، فضلا عن مزيد التشاور والتنسيق بخصوص ممهّدات الخروج من الأزمة في ليبيا.
- اكتب تعليق
- تعليق