الأستاذ عبد السلام القلال: حمادي العقربي أبهر بفنه وأخلاقه

عرفت إبن النادي الرياضي الصفاقسي في بداية مشواره لما كنت رئيس النادي في بداية الستينات من القرن الماضي إكتشفه وإستنجبه الممرن القدير كريستيك، فكان مع زمرة من اللاعبين أمثال منصف القايد ، علية ساسي، عبد العزيز الفوراتي ، محمد خروف، ورؤوف النجار ومحمد بن فرحات وغيرهم ممن لا أستحضر أسماؤهم، والذين أحدثوا تحولا عميقا في لعبة كرة القدم، جسموا بأخلاقهم ومواهبهم وسلوكهم مبادئ وقيم الميثاق الرياضي وهو ميثاق تم إعداده سنة 1962 و شارك في تصوره على المستوى الوطني النادي الرياضي الصفاقسي.

لقد شهدت تونس حينها بداية الإنطلاق لثورة رياضية عمت جميع المؤسسات الإقتصادية والمعاهد التربوية على أساس المفهوم الجديد لدور الرياضة في تكوين الإنسان التونسي وعامل من عوامل التنمية وتطوير المجتمع قد خصص لها الرئيس الحبيب بورقيبة خطابين سنتي 1962 و1963 تعرض فيهما إلى أهم مبادئ وقيم المفهوم الجديد للرياضة بعد الإستقلال.

كان المرحوم لاعبا إستثنائيا موهوبا، حذق لعبة كرة القدم، لعبها بفكره وقدميه معا، فأبدع وتألق في ناديه وفي الفريق الوطني، ورفع راية تونس عاليا في الداخل والخارج، فكل الرياضيين والشعب التونسي لا ينسوا المباريات الرائعة التي كان فيها بطلنا يتحكم بذكاء في الكرة على الميدان بطريقته الفنية والساحرة التي ألهبت الجماهير وجعلت منه أيقونة كرة القدم طيلة مسيرته الرياضية.

وإن أنسى فلا أنسى أخلاقه العالية وتواضعه غير المصطنع ومحبته للأخرين وتعلقه بناديه وحبه بالخصوص لجمهوره وإحترامه، لم يستغل مهارته من أجل الكسب بل كان ممن آمن بالروح الرياضية وتحلى بها، وأسعد بفنه وموهبته الجماهير الرياضية التي أحبها وأحبته وسوف تبقى وفية لذاكرته.

لقد ودعته من بعيد مع شعوري العميق بالقرب منه فلا يسعني إلا أن أتوجه بتعازي الحارة لعائلته وذويه وجمهور النادي مشاركين ومحبين وإلى الهيئة المديرة راجيا من الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويرزق الجميع جميل الصبر والسلوان.

إن لله وإن إليه راجعون

الأستاذ عبد السلام القلال