أخبار - 2020.04.01

إيناس الطوير: شعب يفعل ما يريد بإرادة من حديد

إيناس الطوير: شعب يفعل ما يريد بإرادة من حديد

لطالما حلمنا دائما بشعب يريد الحياة فيستجيب له القدر وفي كل مرة يضع التونسيون أيديهم بأيدي بعض لنشر حالة من الوعي والتضامن لمجابهة الأحداث الوطنية والدولية فبعد أن انطلقت أولى حملات الوعي والمبادرات الذاتية والجماعية التي لم تنطو تحت أي إطار أو هيكل سياسي لحملات النظافة في كامل ولايات الجمهورية من شمالها إلى جنوبها اثر نتائج الانتخابات الرئاسية 2019 والتي انطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تعددت المجموعات والفرق المبادرة في هذه الحملات كان هدفها الانخراط في حركة رمزية في حياة تونس لتكريس روح المبادرة وقيم التعاون بين الشباب وخاصة روح المواطنة لدى اليافعين.

تلتها مبادرة ثانية أبرز فيها الشعب التونسي وبشكل ملموس معنى المؤازرة والتضامن عند المحن خاصة أمام الجائحة التي أصابت العالم بأسره عبر حراك اجتماعي من خلال تفاعل مستمر بين كافة مكونات المجتمع المدني لإطلاق حملات تبرع شملت المنشئات الصحية العامة من ناحية ومعاضدة الأسر التونسية من ناحية ثانية.

مما أنتج علاقات اجتماعية أسست لتكوين نظم وأنساق اجتماعيّة يسميّها علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا " البناء الاجتماعي" جعلت من هذا الحراك الاجتماعي سمة من سمات المجتمع التونسي. ويرى العلماء في هذا السياق أن جل الكائنات البشرية المنضوية تحت النظام الاجتماعي هي ليست عناصر جامدة بل هي كائنات تتميز بالعقل ضمن بيئة محفزة للعمل تتيح للمواطن تنمية قدراته واستعداداته للمبادرة والتطوع من خلال حراك يجمع أفراد وجماعات يواجه من خلاله المواطن العادي كل الضغوطات الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمس أغلب الأسر التونسية خلال هذه الفترة الحرجة والتاريخية في سجل أحداثها الوطنية والعالمية.

ولئن كانت معضلة جائحة فيروس كورونا العالمية كبيرة فهي كانت فرصة لتنمية قدرة ثلة من الشباب في الابداع والابتكار والاجتهاد لإيجاد حلول جذرية ساعدت على توفير أقصى درجات الوقاية والحماية من خلال اجتهاد مجموعة طلبة من تقنيين ومهندسين وأطباء في ابتكار أقنعة باستعمال آلة طابعة ثلاثية الأبعاد واختراع ممرات تعقيم وتطبيقة ذكية لاكتشاف حاملي فيروس كورونا وروبوت يمكن المرضى من التواصل مع عائلاتهم الذين لا يمكنهم رؤيتهم أو زيارتهم بمقرات الحجر الصحي، وروبوت لحفظ حضر التجول الصحي. وتوالت الابتكارات الفردية في تونس لكي تثمن من جديد دور الفرد في تغيير الواقع الاجتماعي باعتباره -أي الفرد -حسب سوسيولوجيا ريمون بودون من الأسباب الرئيسية في حدوث ظواهر الاجتماعية لها تأثير واضح وجلي على مبادرات شباب تونس في المجال العلمي والتكنولوجي سواء على أرض الواقع أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.

اليوم، وحسب دور كايم الذي يعتبر المواطن كائنا اجتماعيا بطبعه ولا يمكنه أن يكون خلاف ذلك. يتعايش مع المتغيرات والظواهر بمختلف أنواعها أكسبت مجتمعاتها قدرة خارقة لتغلّب أفرادها على جميع الحواجز والعوائق النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وبالتالي بتنا نرى أن الشعب التونسي وتحديدا الشباب أصبح يعيش نوعا من الحراك الاجتماعي الصاعد من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى من التفكير والاجتهاد والابتكار مما يحيلنا إلى مثل شعبي تونسي يدعم هذه الفكرة ألا وهو " اللي يعشق يعشق السمح وإلي يزرع يزرع القمح " حتى يكون الغد أفضل ويتحوّل اهتمام الدولة بعد هذه الأزمة لإيلاء مزيد من الرعاية والدعم لشبابها المبتكر والمبدع لتغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد التونسية والتحاقها بركب الدول المتطورة. فعزيمة شبابنا لا تقلّ عن أولئك بباقي الدول المتقدمة.

إيناس الطوير

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.