أخبار - 2020.02.14

ليدرز العربية في عددها الخمسين: المجلّة كما يراها كتّاب وقرّاء

ليدرز العربية في عددها الخمسين: المجلّة كما يراها كتّاب وقرّاء

بصدور عدد شهر فيفري 2020 تكون مجلّة ليدرز العربية قد أدركت عددها الخمسين. واحتفاء بهذا الحدث -ولعلّه كذلك، لما تواجهه الصحافة الورقية من تحدّيات جسام في ظلّ سطوة وسائل الاتصال الألكترونية في عالمنا اليوم- حرصت إدارة المجلّة على الوقوف وقفة تأمّل في مسيرة انطلقت بداية من جانفي 2016 ، بعد أن تحوّلت النشريّة من ملحق ثقافي لليدرز باللغة الفرنسية إلى نشرية شهرية جامعة قائمة بذاتها. وقد خصّصت حيّزا من هذا العدد لتمكين ثلّة من الكتّاب والمحلّلين من بسط تجربتهم في التعامل معا ولفسح المجال لعدد من القرّاء للتعبير عن آرائهم بشأنها ، والقصد من ذلك، كما تؤكّد إدارة المجلّة، ليس التغنّي بسرديّة استمرارية النشرية وصمودها في وجه الصعاب وبلوغها البعض من الأهداف التي رُسمت لها، بقدر ما هو تدبّر أقوم المسالك لمواصلة المسيرة بعزم وثبات مع السعي إلى تدارك النقائص والهنات ومزيد تجويد المضامين، بما يحقّق انتشارا أوسع للمجلّة ويزيد في تعزيز موقعها في الساحة الإعلامية.

الحكومة الجديدة والتحدّي الاجتماعي

ذلك هو عنوان غلاف هذا العدد وعنوان افتتاحيته التي كتبتها مدير التحرير عبد الحفيظ الهرقام الذي لاحظ أنّه لا يكفي أن يكون للحكومة الجديدة، ولأيّ حكومة كانت في المستقبل، حزام سياسي، داخل البرلمان وخارجه،  يتيح لها تأدية مهامّها دون تعطيل وتمرير مشاريع القوانين المرتبطة بما تعتزم تنفيذه من إصلاحات، بل هي أيضا في أمسّ الحاجة إلى حاضنة شعبية واسعة تضمن لها الاستمرارية والدوام وتقيها الكبوات والعثار التي قد تعجّل بسقوطها.

وبيّن أنّ ما ينتظره التونسيون من الحكومة الجديدة، بعد أن عيل صبرهم، إجراءات عاجلة وعمليّة، لمحاصرة الفقر وومقاومة مظاهر الحرمان والتهميش والحدّ من التهاب الأسعار الذي تسبّب في تدهور الطاقة الشرائيّة للطبقة الوسطى وفي مزيد تفقير الفئات المحرومة، وذلك بالتوازي مع استحثاث نسق إحداث موارد الرزق للعاطلين عن العمل ومعالجة الملفّات الاقتصادية والماليّة الحارقة وإصلاح أوضاع المرفق العامّ في قطاعات حيويّة كالصحّة والنقل والتعليم.

وأبرز عبد الحفيظ الهرقام تفاقم غضب فئات واسعة من المواطنين ، جرّاء تردّي أوضاعهم المعيشية ، كما يتجلّى ذلك من خلال استمرار موجة الاحتجاجات الاجتماعية في مختلف الجهات، مشيرا إلى أنّه علاوة على السعي بجدّية إلى مواجهة هذا الوضع الاجتماعي المتفجّر والإسراع بتوجيه رسالة إلى جموع المحتجين، مبنيّة على الصدق في التعاطي مع مختلف المطالب، بعيدا عن المماطلة والتسويف، فإنّ الحكومة الجديدة مدعوّة، من خلال رؤية مستقبلية شاملة، إلى إشاعة الأمل في النفوس بعد أن استبدّ اليأس والإحباط بأعداد وافرة من التونسيين وإلى بذل الجهود قصد معالجة ظواهر اجتماعية تشكّل خطرا على أمن المجتمع وسلامته ومن بينها الانقطاع المبكّر عن التعليم وتنامي ظاهرة العنف بمختلف أشكاله.

وتساءل في الختام عن حظّ التحدّي الاجتماعي في اهتمامات الحكومة الجديدة وبرامجها، معتبرا الإقدام على مواجهة هذا التحدّي الحزامَ الأقوى الذي يجنّبها مخاطر القطيعة مع الشارع وهمومه ويضمن لها حاضنة شعبية هي أحد مقوِّمات نجاحها.

حكومة الفخفاخ كوكتيل قابل للتفجير

بعد تحليل الظروف والملابسات التي حفّت بتشكيل حكومة إلياس الفخفاخ يعتبر رشيد خشانة في مقاله أنّ كلّ حزب في التشكيلة الجديدة، صغيرا كان أم كبيرا، يمسك بالسلك الكهربائي، وهو قادر على إسقاط الحكومة في أيّ لحظة، معربا عن اعتقاده أنّنا إزاء كوكتيل قابل للتفجير، خاصّة أنّ "قلب تونس" الذي توافق الفرقاء على أن يبقى في "المعارضة" قادر على قلب الطاولة في أيّ وقت، إذا لم يستجب لطلباته واشتراطاته.

الشعب يرد أن يفهم

وبأسلوبه المتفرّد يتناول الكاتب عبد العزيز قاسم بالتحليل في مقاله بعنوان :"بين اللُغوي واللَّغوي الشعب يريد أن يفهم ولا شيء غير ذلك" جملة من المسائل منها الوضع المتأزّم الذي تعيشه تونس منذ 9 سنوات وتسرّب العرجاء والنطيحة إلى الإدارة بعد عودة جماعة "الإسلام هو الحلّ" من الخارج وتمركز "الدواعش" في ليبيا غير بعيد عن حدود تونس، بالإضافة إلى "صفقة القرن" وقضية إعفاء مندوب تونس لدى المنتظم الأممي المنصف البعتي ووفاة المدوّنة المناضلة لينا بن مهنّي والجدل الذي أثاره حضور جمع من النساء موكب تشييع جنازتها.

برلين بين مؤتمرين

يقارن السفير محمّد إبراهيم الحصايري في مقاله ببن مؤتمرين انعقدا في برلين، والمقصود بهما مؤتمر برلين الأوّل أو "مؤتمر الكونغو" أو "مؤتمر غرب إفريقيا" الذي انعقد، بناءً على طلب من البرتغال، من 15 نوفمبر 1884 إلى 26 فيفري 1885 في العاصمة الألمانية بعد بروز ألمانيا كقوّة امبراطورية جديدة، وذلك بمشاركة أربع عشرة دولة.

وقد لعب المستشار الألماني بيسمارك دورا كبيرا في ذلك المؤتمر الذي كان يهدف إلى تنظيم النشاط الاستعماري والتجاري الأوروبي المتزايد في إفريقيا، بما يمكّن من تقنينه، ومن الموازنة بين مصالح القوى الأوروبية المعنية حتّى تتجنّب الاصطدام ببعضها البعض في تدافعها على القارّة وثرواتها. وقد انعقد في غياب كلّي للأفارقة أصحاب الشأن والأرض، ودون أيّ اهتمام بحقوقهم أو مصالحهم.

أمّا مؤتمر برلين الثاني فهو المؤتمر الذي التأم يوم الأحد 19 جانفي 2020 والذي عُرِف بـ"مؤتمر برلين حول ليبيا"، وخُصِّص للنظر في الوضع الليبي المعقّد والذي ما فتئ يزداد تعقّدا كلّ يوم منذ تسع سنوات.

ولاحظ محمّد إبراهيم الحصايري أنّ أوجه الشبه بين هذين المؤتمرين عديدة من حيث الشكل، فالمؤتمر حول ليبيا لم يكن في الأصل ينوي توجيه الدعوة إلى الأطراف الليبية المتصارعة لحضور أشغاله، وحتى عندما وجد نفسه مضطرّا إلى دعوة فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، فإن ّحضورهما كان كالغياب إذ أنّهما لم يشاركا في المناقشات ولا في صياغة البيان الختامي، حتّى إنّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت "إنّ طرفي النزاع في ليبيا لم يكونا جزءا من المؤتمر، وإنّما كانا في برلين لكي يتمّ إعلامهما بالمحادثات".

ونفس هذه الملاحظة تنطبق ، في نظره، على دول الجوار المعنية أكثر من غيرها بما يجري في ليبيا، فلقد كان المؤتمر يعتزم الانعقاد في غيابها شبه الكلّي لولا الجدل الذي دار حول مغزى هذا التغييب المتعمّد، وهو ما اضطرّ ألمانيا مُنَظِّمَةَ المؤتمر إلى دعوة الجزائر لكن بصورة متأخّرة، ودعوة تونس بصورة أكثر تأخّرا ممّا جعلها لا تلبّي إن لم نقل ترفض الدعوة، أمّا المغرب الذي تمّ فيه ومنه إصدار الاتفاق الذي عرف باتفاق الصخيرات، فلم تقع دعوته تماما.

وتناول كاتب المقال بالتحليل مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، معتبرا أنّها لم تكن حاسمة ولا حازمة بما يمكّن من وضع حدّ للصراع في هذا البلد.

وفيما يلي فهرس العدد: 

الافتتاحيّة

التحـــــدّي الاجتمــــاعــــي
   عبد الحفيظ الهرڤـــام

شؤون وطنيّة

حكــــومـــــة الفـخـــفـــــاخ : كوكتيـــل قابــل للتفجير
   رشيد خشانة

رأي

بين اللُّغَوِي واللَّغْوِي : الشعب يريد أن يفهم ولا شيء غير ذلك
   عبد العزيز قاسم

شؤون وطنيّة

ليدرز العربيّة في عددها الخمسين

الشّركات  الخاصّة للحراسة بين الهشاشة والتّحصين
   خالد الشّابي

مجتمع

الحقد الاجتماعي والسّياسي
   منجي الزّيدي

يوميّات مواطن عيّاش: حالي من حال البلاد
   عادل الأحمر

اقتصاد

زيـاد ڤــيــزة: قـصّـة  نجـاح  مـسـتـثمـر تـونـسـي مقيـم فـي الصيـن

شؤون عربيّة

أمن المنطقــة العربيّــة رهيـن تـأسيس منظومة أمنـيّـة عربيـّـة  فـاعلة
   محمّد لسير

شؤون دوليّة

برلين بين مؤتمرين، مــــا أشبــــه الليــلـــة بالبـــارحـة!
   محمّد إبراهيم الحصايري

ثقافة وفنون

ميتـــافيزيـقا كيمياء الألوان في الكتـــاب المقـدّس والــقــرآن
   د. الأسعد العيّاري

خــواطر حـــول أزمة العــلــم في العــالــم المعــاصر
   علي اللواتي

الذّكرى الخمسون لإحداث مناظرة التّبريز (1970 - 2020) من مفاخر الجامعة التّونسيّة
   د. الحبيب الدّريدي

من التّاريخ

• محمّد الرشيد باي:  الحـاكم المتسـامح والشـاعر والموسِيقِيّ الموهوب (1710 - 1759)
   د. عادل بن يوسف

أعلام تونسيّون

الهــــادي العنــــابي: شهيـــد الـــواجـــب الأمــمـــي
   حنان زبيس

إصدارات

البـاهي الأدغــم:  الـزعـامة الـهادئة ذكـريــات وشهـادات وخـواطــر

بطاقة

التّـــدليـــس
   الصحبي الوهايبي


هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.