أخبار - 2020.01.26

الصحبي الوهايبي: »كُـثر الهـــمّ يضحّــك«

الصحبي الوهايبي: »كُـثر الهـــمّ يضحّــك«

ناسِكٌ متعبّد خرج للفسحة فزلّت به قدمه في حوض رمال متحرّكة فمازال يغوص ويغرق حتّى بلغ الرّكبتين، فحلّق فوق رأسه نسر عظيم وقال: «هل تريد أن أنقذك أيّها النّاسك؟» فردّ عليه: «لا داعي لذلك سيمدّ لي الله يد العون». ومازال الرّجل يغوص حتّى بلغ الرّمل محزمه وحلّق النّسر ثانية وقال: «أمتأكّد أنت؟ ألا تريد أن أخرجك من ورطتك؟» فردّ الرّجل: «لا داعي لذلك. الله سينقذني»؛ فلمّا غاص حتّى بلغ الرّمل البلعوم حلّق النّسر ثالثة وقال: «أيّها النّاسك، دعني أنقذك»، فقال له: «لا تهتمّ لأمري. سيفرّج الله كربتي وينقذني»؛ ثمّ ابتلعته الرّمال ومات، فلمّا صعد إلى السّماء، قال: «يا ربّي لماذا تركتني وحيدا ولم تنقذني؟» فجـاءه هاتف يقول: «ألم أرسل إليك نسرا عظيمـــا ينتشلك من ورطتك ثلاث مرّات فأبيت؟ فماذا تراني فاعـلا أكثر؟»... لماذا ترفض الحكومة أن تمـــدّ يدها إلى طـــوق النّجـــاة؟...

****

حبيب لا يفوّت فرصة دون أن يمدح كلبه: «عندي كلب رائع، لا يجود الزّمان بمثله؛ يستيقظ باكرا فيأتيني بجريدتي، ويسبقني إلى المطبخ، يهيّء لي بيضتين مسلوقتين؛ وفي المساء يلاعبني النّرد أو الشّطرنج؛ وإذا غفوت أمام التّلفاز ونمتُ، قام يمدّ فوقي اللّحاف، ثمّ يطفئ الأنوار وينام عند رجلي... ومازال يمدح ويثني، حتّى قال له صاحبه مصطفى ذات يوم: «هذا كلب تحفة أنا أشتريه منك بخمسة آلاف دينار». «هه! أنت مجنون. كيف أفرّط في كلب كهذا؟»؛ «حسنا، لنقل عشرة آلاف دينار»؛ «هذا قليل، قليل، ربّي يفتح»؛ «لنقل عشرون ألفا، هذا عرضي الأخير»؛ «حسنا، مبروك عليك هذا الكلب». وذهب الكلب يبيت ليلته الأولى عند سيّده الجديد. وسافر حبيب وغاب عن صحبه أسبوعين؛ فلمّا عاد إلى مجلسه، جاءه مصطفى غاضبا: «ما هذا يا حبيب ؟ لقد خدعتني. هذا كلب لا يعرف غير الأكل والشّرب والنّوم! ماذا تقول يا حبيب؟». «وماذا تريد أن أقول؟ إذا تكلّمتَ عن كلبك الجديد بمثل هذا السّوء، فكيف تريد أن تبيعه؟». الحكومة لا تتكلّم عن وزرائها بسوء، حتّى لو عفسوا في الطّبق...

****

ذهبتُ إلى الطّبيب أشكو إليه نوبات الضّحك التي تتملّكني كلّما أنصتُّ إلى سياسيّ يحلّل ويجادل ويناقش؛ فقال لي: «كثر الهم يضحّك؛ احمد ربّك يا رجل؛ اضحكْ! اضحكْ! لولا الضّحك لمتنا جميعا كمدا»؛ ولكنّه ضحك كالبكاء...

****

رجل على موعد هامّ، في سيّارته الخردة، في يوم قائظ، يبحث عن مكان يركن فيه سيّارته، فلا يَجِد. كلّ المرابض محجوزة إلى أجل غير معلوم. «يا إلهي! هذا موعد هامّ، هذه فرصة العمر: ساعدني يا ربّ؛ دلّني على مكان شاغر أركن فيه سيّارتي؛ لو عثرتَ لي على مكان حالاّ، فيما تبقّى من دقائق قليلة، أَعِدُك ألاّ آكل إلاّ حلالا، وألاّ أشرب إلاّ حلالا؛ هذا وعد صادق، لن أرجع فيه». يا للمعجزة! ثمّة سيّارة أمامه تغادر المكان وتخلي، فبادر الرّجل فحشر سيّارته، ثمّ رفع رأسه إلى السّماء: «يا ربّ، لا تشغل نفسك بالبحث، لقد وجدتُ مكانا لعربتي». لا تشغل بالك! كلّ الوزراء فازوا بمرابض!.

الصحبي الوهايبي

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
1 تعليق
التعليقات
Anas - 26-01-2020 11:01

مقال رائع شكرا

X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.