محمد إبراهيم الحصايري: إن هذا لشيء عجاب: هل صحيح؟...
على بعد أقل من سنة من موعد انعقاد القمة الفرنكوفونية في بلادنا (الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2020)، وفي ظل حالة الفراغ الراهنة في وزارة الشؤون الخارجية، وحالة الشك التي تحف حاليا بإمكانية تشكيل الحكومة الجديدة قريبا، يبدو أن التحضيرات لهذه القمة تعرف حالة من الارتخاء والتراخي اللذين ينمّان عن احتمال وجود نيّة للتخلي عن احتضانها.
وإذا صح ذلك، فإنه سيشكل أمرا خطيرا لأسباب عديدة لعل أهمها أن الثقة بالدولة التونسية ستهتز بصورة غير مسبوقة، لأنه سيؤشر إلى أنها لم تعد تحترم التزاماتها، وأن القيادات والحكومات المتعاقبة عليها لم تعد تعترف باستمراريتها، ولا تتورّع عن نقض ما تعهدت به القيادات والحكومات السابقة، دون أي تقدير لما سيكون لذلك من تبعات على سمعة بلادنا وصورتها، ولا على مصالحها الآنية والمستقبلية.
وحتى لا يتكرّر ما عرفته بلادنا على امتداد سنوات ما بعد الرابع عشر من جانفي 2011 من تذبذب في سياستها الخارجية ومن ارتجال في بعض توجهاتها ومن مزاجية في بعض مواقفها، فإننا نأمل ألا يكون ذلك صحيحا، وأن يأتينا قريبا ما يفنّده من أصحاب القرار.
ولا بدّ هنا من التنبيه إلى أن بعض الدول المنافسة سيسعدها تخلي بلادنا عن احتضان هذه القمة التي ينبغي التذكير بأنها ستتزامن مع الذكرى الخمسين لإنشاء المنظمة الفرنكوفونية، وقد تكون بصدد التحضير للإعلان عن استعدادها للحلول محلّنا فور تأكّد تخلّينا فعلا عن تنظيمها... فهل سنخطئ مرة أخرى ونخلي لها الميدان؟..
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق