عصام الدين الراجحي: سيناريوهات الحكم والمعارضة في تونس, رؤية التيارالديمقراطي
تداول المجلس الوطني للتيار الديمقراطي المنعقد في دورته 21 بمدينة سوسة يومي 26 و 27 أكتوبر 2019 تموقع الحزب في علاقة بتشكيل الحكومة القادمة وقد عبّر من خلال بيانه الرسمي عن استعداد الحزب للمشاركة في تحمل أعباء الحكم لإنقاذ البلاد متى توفرت الآليات والضمانات الكفيلة بتجسيدها من خلال وضع برنامج حكم معلن يراعي الأولويات الوطنية وتتعهد جميع الأطراف بتنفيذه تحت إشراف رئيس حكومة مستقل عن الأحزاب المشاركة في الحكم ومشهود له بالكفاءة والنزاهة مع تكليف التيار الديمقراطي بوزارات الداخلية والعدل والإصلاح الإداري والوظيفة العمومية كاملة الصلاحيات، لضمان مشاركة ناجعة وتحقيق التغيير الحقيقي الذي يستجيب لانتظارات شعبنا.
القرار المؤسساتي بعيدا عن المساومة
لقد عبرت المؤسسة القيادية في التيار الديمقراطي عن أجندتها المستقبلية وحدّدت سياسة الحزب في مشاورات تشكيل الحكومة وتركت للحزب الفائز بتشريعيات 2019 الخيار بين الرفض أو القبول بالدخول فيالمفاوضات على قاعدة الضمانات سابقة الذكر وبالتالي تبيان موقفه من ترتيبات تشكيل الحكومة المكلف دستوريا بإتمامها.
ويُتهم التيار الديمقراطي زورا بعدم جديته في إعلانه القبول المبدئي المشاركة في الحكم وتقديمه شروطا تعجيزية وابتزازا بسقف عال ويغيب عن مكينة التشويه أن التيار الديمقراطي لا يمكن أن يلعب دور الكومبارس ضمن مسلسل الحكم بالمناولة ولا يمارس السياسة لعبا ولهوا ويعتبر أنه جاد وجدير بالمشاركة في الحكم ولا يتملكه الخوف أو ترهبه إدارة البلاد تزامنا مع هذه الفترة الإستثنائية والحرجة التي تتطلب كل الجهود للإصلاح والإنقاذ خصوصا مع توفر بعض الشروط الموضوعية بتواجد رئيس جمهورية نتقاسم معه الرؤية في الإصلاح ومكافحة الفساد وإنجاز مشروع وطني موجه لبناء الدولة القوية والعادلة.
الدعوة لاسترجاع الثقة
لقد عبر حزب التيار الديمقراطي وبدون مواربة عن عدم ثقته في قدرة جزء ممن يتزعمون دفة القيادة في حركة النهضة على الإصلاح ويعتبر أن الطرف الأهم من مراكز القوى داخلها لم يندمج في روح المرحلة وسيسعى إلى المحافظة على مواقعه وسلطته التي تقاسمها مع المنظومة السابقة على مدى السنوات الماضية وسيحاول الاستعانة مرة أخرى بمطبخ الهواة والمغامرين بعيدا عن الكفاءات التي تتعامل بمنطق الدولة.
لا شك أن المطلب الأساس اليوم استعادة الثقة مع الحزب الفائز بعيدا عن الحديث على التحالفات الهشة، كما لا يمكن الالتقاء على كلمة سواء دون تدبر الإخلالات السابقة والأخطاء القاتلة في حق المسار الثوري المعقلن والإصلاحي.
إن التأسيس لمرحلة قادمة من علاقاتنا المشتركة يتطلب الكثير من الجهد والتأكيد على عناصر بناء الثقة وطالما أن حركة النهضة تبحث عن شركاء حقيقين وستقدم من أجل ذلك تنازلات تثبت جديتها بهدف إنجاح مسار المفاوضات... فإن مسألة الابتعاد عن رئاسة الحكومة القادمة ليست بتلك الخسارة التي يتخوف منها البعض من قياداتها وحلفاءها من الائتلاف...
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون التيار الديمقراطي في حكومة اقتسام الغنيمة أو ضمن حكومة هجينة "كوكتيل مولوتوف" منتهي الصلاحية ولكن نقدّر أننا جادون في تشكيل حكومة بعناوين ومضامين كبرى
عصام الدين الراجحي
قيادي بحزب التيار الديمقراطي
- اكتب تعليق
- تعليق