أخبار - 2019.07.15

بوشمّة تفتح مقبرتها للغرقى في المتوسط من بين المهاجرين السرّيين

بوشمّة تفتح مقبرتها للغرقى في المتوسط من بين المهاجرين السرّيين

هل أصبحت البلاد التونسية مقبرة المتوسّط؟ سؤال أصبح مطروحا منذ أن تزايد في الأسابيع الأخيرة عدد الغرقى من بين المهاجرين السريين، خاصّة من الأفارقة أصيلي بلدان جنوب الصحراء الذين يلقون حتفهم، غير بعيد عن السواحل التونسية، في مغامرة الوصول إلى البلدان الأوروبية على متن قوارب لا تتوفّر فيها أدنى شروط السلامة. وكلّما تجدّ فاجعة غرق قارب من القوارب تدفع أمواج البحر نحو شواطئ الجنوب التونسي عشرات جثث الغرقى. ويحاول أهالي المدن التونسيين بدافع الشعور الإنساني دفن الجثث في المقابر المجاورة، غير أنّ عددا منهم أصبحوا يرفضون ذلك نتيجة تكاثر عدد فواجع غرق المهاجرين.

وحرصا على القيام بالواجب الإنساني فتحت بوشمّة الواقعة على بعد 6 كلم من مدينة قابس مقبرتها لدفن الغرقى.

كما فعلت ذلك مدينة جرجيس وتطوَّع شمس الدين مرزوق رفقة أشخاص آخرين لإكرام الموتى بيد أنّه لم يكن يدري أنّ هذه الظاهر ستتفاقم على مرّ الأيّام ممّا يستوجب تخصيص أكبر عدد من القبور. 

وقال في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية :"لم أعد أتحمّل أكثر من هذا. لقد قمت بدفن 400 جثّة وأنا أعلم أنّ عشرات الجثث الأخرى ستلفظها الأمواج في قادم الأيام .لم يعد بإمكاننا أن نقوم أكثر ممّا نقوم به الآن وأن نواجه لوحدنا هذا الوضع غير الإنساني".

الأمر تجاوز طاقة السلطات الجهويّة والهلال الأحمر التونسي ومتطوعي المجتمع المدني. فما هو موقف البلدان الأوروبية التي آحكمت غلق حدودها في وجه المهاجرين وقلّصت عدد سفن الإنقاذ في المتوسّط إزاء هذه الكارثة الإنسانية؟

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.