مهــامّ البعثـة الأممـــية لتحقيق الاستقرار في مــالي
إثر التدهور الخطير الذي شهدته الأوضاع الأمنية في مالي في مطلع شهر جانفي 2013 أنشأ مجلس الأمن بمقتضى القرار 2100 بعثة الأمم المتحدة المتعدّدة الأبعاد المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي ومن مهامّها دعم المسار السياسي وتحقيق عدد من الأنشطة لاستقرارالأوضاع في البلاد تخصّ الأمن وتركَّز العناية على التجمّعات السكنية الكبرى ومحاور المواصلات وتحمي المدنيين وتراقب مدى احترام حقوق الإنسان وتوفّر الظروف الكفيلة بإيصال المساعدات الإنسانية وعودة المهجّرين، علاوة على توسيع مجال سلطة الدولة وتهيئة الظروف لانتخابات سلميّة وحرّة ومفتوحة للجميع.
ومدّد مجلس الأمن يوم 28 جوان 2018 مهمّة بعثة الأمم المتحدة المتعدّدة الأبعاد والمتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي إلى غاية يوم 30 جوان 2019 (القرار 2423) مبقيا بذلك على 13289 عسكريا و1920 من أفراد الشرطة التابعين للبعثة والتي تشارك فيها إلى حدّ الآن 43 دولة منها تونس. وأكّد مجلس الأمن الأولوية الاستراتيجية التي يجب أن تعطى لمساندة تطبيق اتفاق السلام والمصالحة الممضى في ماي 2015 بالجزائر بين الحكومة المالية والمجموعات المسلّحة، على كافة الأصعدة ولا سيّما السياسية والأمنية منها، وذلك من خلال دعم جهود الحكومة والفاعلين الممضين على الاتفاق وتيسير مشاركة المجتمع المدني بما في ذلك النساء والشباب بالإضافة إلى العمل على محاصرة تحرّكات المجموعات المسلّحة الممضية على اتفاق الجزائر ونزع سلاحها وإعادة إدماجها، وتعزيز انتشار قوى الدفاع والأمن المالية بعد تنظيمها وتشكيلها في شمال البلاد ووسطها والسهر على تضافر الجهود المالية لإعادة بناء قطاع الأمن في الإطار الذي حدّده الاتفاق.
كما يؤكّد القرار الأممي ضرورة السهر على أمن المدنيين المهدّدين بالعنف الجسدي وحماية النساء والأطفال المتضرّرين من النزاعات المسلّحة وتسهيل تنظيم انتخابات سلمية ومفتوحة للجميع، تكون شفّافة ومنتظمة وحرّة وذات مصداقية، علاوة على دعم النهوض بحقوق الإنسان ومحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أو للقانون الإنساني الدولي.
وقد عيّن أنطونيو غوتيرس الأمين العام لمنظّمة الأمم المتحدة في 31 أوت 2018 محمد صالح نظيف وزير خارجية التشاد السابق ممثلا خاصّا له ورئيسا للبعثة ومساعدة له الروندية مبارنغا غاسرابوي Mbaranga Gasarabwe والسويدي الجنرال ديني جيلنسبور Dennis Gyllenspore قائدا للقوّة الأممية بمالي.
وقد أشرف أنطونيو غوتيرس يوم 29 ماي الماضي بباماكو على الاحتفال بيوم القبعات الزرق بمشاركة البعثة الأممية بمالي ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري تخليدا لذكرى العاملين ضمن البعثة الأممية في هذا البلد الذين قتلوا أثناء قيامهم بمهامهم في حفظ السلام منهم 21 في سنة 2017.
وقد بلغ عدد الضحايا من القبعات الزرق خلال السبعين سنة الأخيرة 3700 ضحية.
عبد الحفيظ الهرقام
قراءة المزيد:
الوحدة العسكريّة التّونسيّة بمالي: حرفيّة وانضباط وأداء مشرّف
- اكتب تعليق
- تعليق