نحو بعث مركز بيداغوجي بالجامعة التونسية
لن تقدّم الأدوات الحديثة أيّ إضافة للتعليم الجامعي طالما لم تعتمد وسائل تعليمية حديثة ومتجددة مع ممارسات ترك جهودها على ذات الطالب المتعلم مستهدفة تنمية كفاءاته ومهاراته وعلاقاته التفاعلية التي يقيمها مع الأشخاص من محيطه، أولئك الذين يتداولون بين أدوار المدرس والمتعلم ضمن الثالوث البيداغوجي متجاوزين بذلك عملية شحن الأدمغة بتراكم المعلومات.
جاء هذا القول في حوصلة دراسة أجرتها لجنة أشغال" البرامج التربوية والملتيميديا في اعتماد الإعلامية" للاتحاد الأوروبي في شهر جويلية سنة 1996.
وقد برهن اعتماد الملتيميديا نجاعـته بيداغوجيا عبر تجارب نموذجية عديدة إلا أنّ إدماج هذه الطريقة ضمن العمل الميداني لن يتحقق إلا ضمن مقاربات بيداغوجية حقّا مجددة ومستحدثة من جهة وتحظى أيضا برفيع العناية والإصغاء من المجتمع ومؤسسات، من جهة أخرى، مما يمكّنها من احتلال مكانة مرموقة ضمن مسار التحول النوعي في المنظومات التكوينية.
ضبط أهداف ومجالات العمل للمركز:
يتمثّل هدف هذا المركز على النهوض بالعمل التدريسي بالجامعة وتثمينه وللغرض فهو يسعى اإى تنظيم تكوين المدرسين في المجال البيداغوجي وذلك بمدهم بالموارد البيداغوجية اللازمة والمطلوبة للإفادة كي يؤدوا مهمتهم التدريسية على أحسن وجه مع السهر على تنشيط و تنسيق المبادرات المجددة ونشرها لتعميم الفائدة مع المساهمة في تنميتها وتجديدها (ومن مستجدات الوسائل التعليمية نخص بالذكر اعتماد الملتيميديا والفيديو مع توسيع رقعة الاعتماد).
كما يساهم هذا المركز في تنسيق أنشطة الملتيميديا باعتبار خبرته ودورها في تعزيز هذا المجال. كمايؤمن إيصال الموارد المنجزة والجاهزة لديه إلى كافة مستعمليها مع إنجاز المزيد في موارد الملتيميديا المعدة للعمل التدريسي والتعليمي فيجمع بذلك طبلة المركز بين دور المرجع في حقل التعليم عن بعد خصيصا باعتماد محاضرات الفيديو.
مهام المركز وأدواره
إنّ مركز البيداغوجيا والملتيميديا قد يؤمن إلى جانب ما ذكرنا من أدوا روعلاوة عنها أدوارا ريادية لا تقل أهمية في المجال البيداغوجي والتدريسي. فقد تناط بعهدته وضمن أولوياته دور قيادة وتنمية مجموعات من المساهمين تقوم بالتفكير وبالسعي إلى تطوير محاور متعددة من مجال التعليم الجامعي ومنها مثلا إرساء البيداغوجيا الحية والنشيطة إلى جانب تكوين وسائل تعليمية بالملتيميديا الى جانب بعث مجموعات من المدرسين يسهرون على إنشاء وتنميق أنواع من وسائل مواكبة الطالب المتعلم على وجه "ذاتي أو شخصاني" وكل ذلك إلى جانب إرساء هياكل تساعد على توجيه الطالب المتعلم وذلك بشكل تدريجي تبعا لخطواته وقد يتيسر ذلك بإقامة فضاءات يتلاقى ضمنها المدرسون والمتعلمون. على أن يتبنى أحد أعضاء مجموعة المدرسين مسؤولية إتمام مسار الأنشطة المناطة بعهدته وبمساعدة ومشاركة بقية أعضاء المجموعة كل حسب امكانياته وتبعا لمتطلبات المشروع أيضا.
1 - مهمة التكوين البيداغوجي
قد تقام الخلية (قل الخلايا) التكوينية بهدف السهر على تأمين تكوين بيداغوجي لمدرسي الجامعة بداية بالخلية التي تستهدف المبتدئين في مهمة التدريس كالأساتذة الشبان والمساعدين.
ويجدر ببرنامج التكوين أن يتحلى بمعاونة كبرى كفيلة بمراجعة وإثراء مضمون ذات البرنامج سنويا حتى يستجيب لكل حاجيات المسار التكويني بين تصميم مضمون الدرس ذاته وإنجاز المحامل اللازمة مع ربط وتمفصل كافة الأنشطة التكوينية وكل ذلك إلى جانب مسار تقييم النتاج كالامتحانات بين كتابية وشفاهية مع تقييم الأعمال والمبادرات الفردية لكل طالب ومرورا بمسار التدريس في حد ذاته ومنه تسيير كبريات المجموعات الطلابية وتقنيات الإلقاء والعروض مع اعتماد الوسائل الحية والنشيطة لإثارة انتباه السامع وشد اهتمامه باعتماد الوسائل التدريسية وتوظيفها مع بعث وإرساء جداول تحليلية تساعد على سبر جدوى المسار التدريسي ونجاعته.
كما قد يمكن مضمون البرنامج هذا وأثناء السنة التدريسية من تلبية حاجيات فردية قد تتأتى من المدرس ذاته أو من أحد أقسام التدريس أو من الكلية.
أولا في خدمة المدرسين
أ - يقوم التكوين الأولي على عناصر ميدانية بالأساس إذ يتعين عليه أن يمكن المدرس من قواعد وأسس كسب الأهلية في التدريس وذلك بمده بوسيلة تلبيته مختلف المسائل المطروحة عليه أثناء كافة وضعيات ومراحل التدريس ميدانيا من ذلك مثلا ان يتمكن المدرس الشاب من تشكيل "هيكل درسه" بالأدوات الكفيلة بمساعدته على بلوغ أهدافه التدريسية بسرعة ونجاعة على أن تكون محور المسار في تدريسه ذاتية الطالب المتعلم بشكل أساسي لأنّ ذات المتعلم يمثل العنصر المركزي في النشاط التدريسي.
ب - يتواصل تكوين المدرسين بيداغوجيا بواسطة وسائل عديدة نخص بالذكر منها المحاضرات والتكوين المركز بؤريا على أن يتوفر تزويد المدرسين بالموارد والوسائل البيداغوجية اللازمة حتى يتمكنوا من اداء مهامهم التكوينية على أن يبقى للتحاور والتواصل الفردي دورا أساسيا لأنها تمكن المحاضر والمكون من استجلاء ما تم فهمه واستيعابه منذ التكوين الأساسي وذلك عبر ممارسة أي تدريس او تكوين وكل مدرس مهما كانت خبرته وتمرسه قد يستفيد أيضا وبدون شك أثناء تقديمه درسه من تلك المساعدة الميدانية وهي في شكل "إفادة راجعة "(rétroaction feed-back) تنير سبيله ولنضرب في ذلك مثالا: ففي متابعة درس يتبعه نقاش حول كيفية أدائه ثم حوار حول مضمون مذكرات الطلبة المتابعين وأخيرا قراءة في نتائج الاختبارات والامتحانات ثم ما قد ينتج عن ذلك المسار من توصيات حول تنظيم الأعمال التطبيقية سعيا إلى النجاعة مع التواصل وتبادل التجارب بين الزملاء من المدرسين الذين يتقاسمون نفس الأهداف ونفس المشاغل وبذلك سوف يمكن المركز كل من يرغب من المدرسين خدمات تقييمية ذات طابع تكويني لهم إذ هي تساعدهم على تجويد أدائهم أكثر فأكثر وذلك بتحسيسهم إلى وجودا صعوبة ما تعترض سير درسهم فيسعون إلى تطويقها وتجاوزها مما يمكنهم من تجويد أدائهم التكويني.
ج - كما أنّ التجربة والتمرس التي يكتسبها المدرس بذات الطريقة حرية بتدويتنا ضمن ملفه المهني وترشحه إلى تثمين مساره عند تقييم أدائه بيداغوجيا.
ثانيا دور المركز في خدمة الكليات وأقسام التدريس
يقف المركز هذا إلىً جانب الكليات وأقسام التدريس كي يلبي كافة مطالبهم وأدوات البيداغوجيا للمرحلة الجامعية.
- فقد يتعلق الأمر بطلب مساعدة في مجال صياغة أو تقييم بعض برامج التدريس مثلا أو بتلقيه طلب في تكوين مختص لأحد أقسام التدريس أو البحث أو تكوينا قصد طرق مشكلة جديدة معينة.
- كما يستجيب نفس المركز البيداغوجي إلى بعض مطالب الكليات فيوفر لها الوسائل اللوجستية في تقييماتها البيداغوجية ومنها مثلا إعداد الاستجوابات ثم مسار سبر الأجوبة وأخيرا تهيئة نتائجها وتقديمها على أن يقف دوره عند حدود التنظيم الميداني واللوجستي دون التدخل في مسا رسبر النتائج وقراءتها من المؤسسة ولا في عملية تقييمها ولا منح اي شهادة تبعا لذات التقييم لأنّ الأمر من صلاحيات السلط المؤسساتية.
2 - وسائل الملتيميديا
تنسق تلك الخلية البيداغوجية كافة أعمال الملتيميديا المخصصة للتدريس وهي تثمن وتنهض باعتماد الملتيميديا الى جانب الوسائل السمعية والبصرية في مجال أنسب التطبيقات التعليمية المؤهلة لمجال التدريس الجامعي وفي ذات الصدد فهي توفر للمدرسين الحاملات والأدوات اللازمة لتوظيف تلك الأدوات وكذلك لتقييم المسار.
فهي تؤمن لهم:
- عملية تحليل الوضع ثم صياغة المؤهلات البيداغوجية الهادفة إلى استيعاب السامع بشكل ميداني وعملي مضمون الأدوات التكنولوجية مع توظيف إمكانياتها في مسار التدريس والتدريب
- مساعدة ميدانية مع بنية تحتية يسيرة المنال لمدرسين ومكونين في حاجة إلى وسائل تقنية تتوفر فيها في نفس الوقت عناصرالبساطة في الاستعمال والمرونة إلى جانب صياغة موحدة Standardisation. وذلك قصد صياغة وإحضار وثائق شــفافة وشــرائح Diapositives Slides وإلى تقديمات عروض سمعية وبصرية او إعلامية,
- إنجاز منتوجات من صنف سيديرون Cédérom وصورمضغوطة CD Photos وصور إعلامية CDI.كل ذلك الى جانب مواطن واب وبالتعاون مع مركز الوسائل السمعية والبصرية وهو الذي يملك أجهزة متطورة من الطراز الحرفي ورفيعة المستوى في مواصفاتها ومعدة لغرض التدريس مثل ناقل الصور بجهاز سكانار وفلاش ووسائل إرسال ونقل الصور والأنفوغرافيا وطباعة الأقراص المضغوطة الخ... (Scanneurs, flasheurs, systèmes de transfert d’images infographie, impression de CD) وكل ذلك بتسيير وتحت رعاية محترفين يسخرهم المركز على ذمة المدرسين وعلى اساس مشاريع تدريسية تم رصدها وإعدادها مسبقا.
- تنمية الخبرة والكفاءة في نفس المجال وعبرمتابعة ومواكبة تطور التقنيات والدراسات التي كان إعدادها خصيصا لمباحث الملتيميديا.
- تزويد كافة المستحقين بجداول وفهارس تشمل كافة المنتوجات المتوفرة آنيا داخل البلاد أو خارجها مع الوثائق والدراسات المتعلقة بتنمية وتطوير التجهيزات مع توظيف كل تلك الوسائل لفائدة مسار التكوين والتدريس.
- ارساء وتسيير صندوق يعد خصيصا للنهوض بمجال الملتيميديا على غرار صندوق تنمية التعليم والتدريس بواسطة أجهزة الفيديو.
- مزيد من النهوض بإنتاجاتمركو الوسائل السمعية البصرية-على انه بعد كثيف- مع دراسة وتحليل تحويل منتوجاته الحالية إلى مجال الرقمنة.
- توفير إمكانيات النصائح والإرشاد نحو تطوير وأقلمة تجهيزات قاعات التدريس الحالية كي تعتمد مستقبلا أدوات الملتيميديا دعما لعمل المدرسين بالجامعة وفروعها.
3 - عملية التنسيق بين التجديدات والمبادرات في المجال البيداغوجي:
ستكون الخلية البيداغوجية هذه مجالا لتنسيق وتنشيط كافة المبادرات البيداغوجية بالوسط الجامعي يهدف إلى تثمين العمل التدريسي والنهوض به باعتبار ما يوفر له إذ هو يمكن من:
- تدارس وصياغة الملفات بناء على اقتراحات وطلبات اللجنة البيداغوجية وقد تكون ملفات دراساتها منطلقا جديدا ومجالا لأنشطة وأعمال باحثين جدد في حقل البيداغوجيا أي مبحثا جديدا وهو يشترط من جهته التعاون بين أهل اختصاص علوم التربية مع نظرائهم من اختصاصات أخرى.
كما قد تشكل الخلية البيداغوجية وفي ذات السياق مجالا للتشاور قصد التنسيق في صياغة مشاريع جديدة لأبحاث يمكن عرضها لاحقا على السلط الوطنية أو ربما الدولية.
- تدوين وسبر مشاريع البحوث في الحقل البيداغوجي يكون نوعا من المدونة أو الفهرس يمكن تدارسه هو الآخر بهدف النهوض بمجال البيداغوجيا مع إمكانية عرض تلك المدونة على تقييم خارجي علاوة على أنه قد يفيد مشارع بحوث أخرى أو يثير تصورات جديدة قل بحوثا جديدة ومجددة,
وفي هذا السياق ستساهم تلك الخلية البيداغوجية في تسيير صندوق التنمية البيداغوجية بشكل مباشر إذ هي تشارك في ترتيب الشروط والاجراءات في انتقاء مشاريع البحوث ثم متابعتها وتقييمها في آخر المطاف مع السهر والإشراف على نشرها تعميما للفائدة.
- تثمين المبادرات والتجديدات في حقل البيداغوجيا مع النهوض بها عير تمكينها من منبر قائم بكافة الكليات يوفر عرضا ويقدم وصفا مكتملا لمختلف المستجدات والتجارب والممارسات البيداغوجية مصحوبة بالنقاش بين المكونين والتقييم بمقارنة النتائج بعضها ببعض وقد يكتمل المسار بواسطة نشرها عبر ملتقيات ومؤتمرات تجمع بين مدرسين يشتركون في نفس المشاغل والتصورات.
4 - الموارد البيداغوجية:
تندرج خدمات الخلية البيداغوجية مباشرة ضمن امتداد أنشطتها في التكوين.
إنّ خلية الموارد البيداغوجية تقدم قاعدة توثيقية تشمل كما هاما من الموارد يمكن اعتمادها محليا إذ هي في متناول الباحث وسهلة المنالة. ووتوفّر في الخلية مجموعة من الأدوات المفيدة في الحقل التدريسي كالكتب والوثائق والمجلات وكلها يمسح مجالا من حقول البيداغوجيا ومنها:
- البيداغوجيا العامة في مجالات التدريب والدوافع والمؤهلات.
- منهجيات التكوين ومنها مشاريع التكوين وكيفية إعداد درس في مجال ما مع طرقه وأدواته ومسار تقييمه.
- مسار مناظرة التبريز للتدريس في التعليم الثانوي ومقارنة المناظرة ببرامج التدريس بنفس المرحلة وفيها وثائق قد تفيد مدرسينا بالجامعة.
- الأدوات ووسائل التدريس التكنولوجية ملتيميديا والوسائل السمعية البصرية وشبكاتها وإمكانية اعتمادها في التدريس.
- البيداغوجيا بالجامعة ووسائلها من كتب ومجلات ونماذج من سندات ومحامل التدريس والتكوين وملتقيات ومراجع فهرساتية. (Open University, médiathèque de la Communauté française) ومنها ما يطرق حقلا أو مبحثا يشكل مركز اهتمام جامعي.
- أدوات من نوع القراص المضغوطة CDI Cédéroms أو من الملتيميديا تقدم نماذج من هندسيات ومنظومات تفاعلية قابلة للنقل إلى تطبيقات توفّر في مجال التدريس والتكوين.
ويتعيّن توفير مقر مجهز بأدوات البحث والاستقراء. وتكون قاعة الوثائق بالمركز البيداغوجي مفتوحة إلى كافة أعضاء المجموعة من باحثين ومدرسين بالجامعة حيث يتمكنوا من الاطلاع على كافة الموارد الموجودة به خصوصا بواسطة تجهيزات حديثة كالحاسوب والمنظار المغناطيسي (magnétoscope) والتلفاز وجهاز قراءة الأقراص المضغوطة وهي كلها على ذمة المدرسين.
ويجدر بغالبية المشاريع البحثية أن تشمل حقل خصوصيات النشاط التدريسي بمفهومه التقليدي والمعهود في جل الحالات ومنها تقديم أثرى ما يوجدومن المعلومات من حيث المضمون ومن حيث التعددية مع السهر على تأمين التنوعية في وسائل وفي أشكال لبلوغ اليها (كالنصوص والجداول والصور) في مجال يحثّ القارئ على الفضول وحب الاطلاع ويدفعه نحو البحث والتمحيص على أمتن وجه، وإذا كانت الدرس وفق مضامين التدريس التقليدي وليد اللحظة التي يتمّ إلقاؤه فيها إذ يمرّ بشكل خاطف قل برقي ويتلاشى فإنّ الوسائل الاعلامية ومحاملها تمكن المتعلم من إكساب الدرس جانبا ميدانيا مع اعطائه وجها ملموسا ويمكن لاحقا المدرسين من فتح آفاق تجديدية حقا، فغالبا ما يطلب من المدرس مراجعة كلية لمضمون الدرس واستقراء كيفية تقبله واستيعابه من الطلبة وبذلك يستزاد وضوح الدرس ودقة هيكلته الى جانب عنصر تأطيره أي إدماجه ضمن سياقه العلمي ورصيد المعلوماترالمستوعبة من الطالب سابقا,علما وأنّ كل هذه العناصرعلى أهميتها لا تكفي لوحدها لتأمين جودة التعلم ورفعة مستواه لكنها تشكل مدخلا ضروريا لا غنى عنه للغرض شريطة أن يتوفر في المدرس عنصر الدعم والتشجيع الذي يجدر به أن يتحول بسلاسة ومرونة من موقع المدرس إلى موطن المتعلم ضمانا لجودة الاستيعاب من الطالب.
وختاما يجوز لنا القول إنه يتعين على البيداغوجيا أن تشهد نقلة نوعية على مستوى التدريس بالجامعة لذا يجدر بهذا التدريس وبالمؤسسة أن توجه خطابا بيداغوجيا يتجه بوضوح إلى الطالب المتعلم وخصوصياته في مجال الاستيعاب. وكما نشير هنا إلى أهمية العنصر اللغوي في التدريس إذ غالبا ما يتم ذلك في العديد من البلدان باللغة السائدة اقليميا أو دوليا وبغير اللغة الأم ممّا يشكل صعوبة في الاستيعاب لدى البعض من المتعلمين فيجدر بالمحامل التدريسية أن تبلغ رسالة ملموسة في مضمونها كما أن تتوفر مكانا وزمنا وعددا. ويجدر كذلك بالمدرسين أن يعتمدوا المزيد من أحدث تكنولوجيات التبليغ مغيّرين بذلك مهمة كسب التدريب والاستيعاب إلى الطالب المتعلم باعتبار أن العلم يؤخذ ولا يعطى.
وعلينا معشر المدرسين أن ندعم المجهودات البيداغوجية حتى تتمكن وسائل التبليغ والتواصل من أداء دورها على الوجه الأكمل في نشر وتيسير تنمية المقاربات البيداغوجية التي تشكل تحديثا حقيقيا وضروريا في عصرنا.
عبد العزيز داود وأنور الجراية
- اكتب تعليق
- تعليق