كتاب جديد لعامر بوعزّة : "إعلاميون في زمن الاستبداد"
يصدر في الأسابيع المقبلة عن إحدى دور النشر التونسية عمل جديد للكاتب عامر بوعزة بعنوان «إعلاميون في زمن الاستبداد». هذا الكتاب يقع كما يقول عنه مؤلفه في منتصف المسافة بين أدب الذات والكتابة الصحفية. فقد جمّع فيه أحداثا ووقائع عاشها أثناء الفترة التي تولّى فيها تقديم البرنامج السياسي في القناة الفضائية الوطنية، وهي الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية والتشريعية 1999، وجرى أثناءها التمهيد للاستفتاء على تعديل الدستور في 2002، وقد كانت تلك المرحلة مفصلية وهامة في سياق المعركة المستمرة آنذاك بين النظام القائم والمعارضة الراديكالية، ولعبت فيها القنوات الفضائية دورا كبيرا لا سيما فيما يتعلق بالكشف عن انتهاكات حقوق الانسان والمطالبة بتحرير الإعلام.
الكتاب يتضمّن ثمانية عشر فصلا تطرّق فيها المؤلف إلى أحداث كبيرة شهدتها مؤسسة الإذاعة والتلفزة انطلاقا من بداية عهد الإشهار التلفزيوني وبعث القنوات الجديدة وصولا إلى دخول القطاع الخاص الحقل الإعلامي وتطوّره بعد الثورة. وفي كل هذه الأحداث يستعرض الكاتب الذكريات الخاصة في علاقتها الوثيقة بالتاريخ العام.
يقترح هذا المؤلَّف النظر بهدوء وعقلانية إلى مختلف المراحل التي مرّ بها الإعلام الوطني خلال ثلاثة وعشرين عاما بعيدا عن منطق الوصم والتأثيم، فالشعارات التي رُفعت في وجه وسائل الإعلام العمومية بعد الثورة لم تؤدّ إلاّ إلى إضعافها في مواجهتها الشرسة مع القنوات الخاصة التي لا تتحمّل أيّ مسؤولية مجتمعية.وتبدو للكاتب مقاربة الماضي من زاوية الشهادة الذاتية شكلا من أشكال المبادرة إلى الخوض في المسكوت عنه برؤية غير محايدة لأنّها تنتمي أولا وأخيرا إلى أدب الذات لا إلى التأريخ أو البحث.
- اكتب تعليق
- تعليق