حزب المرزوقي يتصدّع: استقالة جماعية لأعضائه
طالت ظاهرة الانشقاقات والصراعات داخل الأحزاب التي أضحت إحدى السمات البارزة في المشهد السياسي التونسي حزبا آخر، إذ أعلن يوم الأربعاء 19 سبتمبر 2018، قرابة الثمانين عضوا في "حراك تونس الإرادة" استقالتهم الجماعية من هذا الحزب الذي أسّسه محمد المنصف المرزوقي في 20 ديسمبر 2015 على أنقاذ "المؤتمر من أجل الجمهورية "بعد فشله في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014.
وبيّن المستقيلون، ومن بينهم عضوا الهيئة السياسية عدنان منصر وطارق الكحلاوي، أنّ قرارهم جاء نظرا "لاستحالة إصلاح مسار الحزب سياسيا وتنظيميا" وكذلك بسبب "الطموحات الرئاسية لرئيس الحزب التي أفقدت الحراك شخصيته السياسية " وفق ما ورد في نص الاستقالة.
معارك بالوكالة
وأوضحوا أنّ الحزب "أصبح واقعيا منضويا تحت جناح أحد أطراف الحكم (ويقصدون حركة النهضة) بناء على حسابات انتخابية صرفة خلافا للخطّ السياسي الذي يؤكد استقلاليته عن أطراف الحكم ".
وأشاروا إلى أنّ الإصلاح بات غير مرغوب فيه داخل هياكل الحزب، بناء على حسابات انتخابية صرفة مضيفين أنّه "لم يكن مطلوبا من عملية الإصلاح سوى تصفية الخط الديمقراطي الاجتماعي داخل الحزب وتقديم الحراك هدية لأحد أطراف الحكم، يخوض معاركه ويتلقى الضربات نيابة عنه ".
وحسب الاعضاء المستقيلين فان "التموقع السياسي الداخلي ادى كذلك لاصطفافات اقليمية قائمة على الانحياز لأنظمة وزعامات بعينها بشكل آلي وليس على أساس المصالح التونسية العليا والسيادة الوطنية والدفاع عن الديمقراطية وقيم الحرية ".
مجرّد إدارة ملحقة بمكتب المرزوقي
وأكّدوا "الركود التام للحزب تنظيميا وإعلاميا وتجميد كل لجانه وأنشطته" ومبينين أنّ حراك تونس الإرادة " أصبح مجّرد إدارة ملحقة بمكتب رئيس الحزب تستأثر لنفسها، عبر توجه يخرق لوائح وتنظيمات الحزب، بكل المهام الحيوية في الحزب".
واعتبروا في هذا الصدد أنّ "التوجه الحالي لقيادة الحزب عبر الخطاب والممارسة وبرفضها أي مسار للنقد الذاتي وإعادة تقييم تجربة الترويكا يجعل من المستحيل توقّع نتيجة مختلفة عمٰا تحقّق في الماضي" مشيرين إلى أنّ « تشبّث قيادة الحزب بتجربة الترويكا بوصفها تجربة لا يرقى إليها النقد ودون أخذ أية مسافة منها يبعد الحزب عن عائلته السياسية الأصلية ويجعله غير قادر على احترام خطه السياسي ولوائحه السياسية وعلى تقديم أية مبادرة لتوحيد العائلة الديمقراطية الاجتماعية بل وحتى عن المشاركة فيها ".
كما أوضحوا في نص الاستقالة انّ "التموقع السياسي لقيادة الحزب يجعلها غير قادرة على تقديم أية مبادرات جدية تركز على معارضة الائتلاف الحاكم برمّته، بوصفه قائما على توافق مغشوش عمّق أزمة البلاد وفقّر شعبها ورسّخ الممارسات الفاسدة".
المرزوقي يغازل تركيا وقطر من أجل عيون النهضة
وأوضح عدنان منصر في يوم الأربعاء 19 على أمواج إذاعة موزاييك أنّ هدف رئيس الحزب المنصف المرزوقي هو كرسي قرطاح وهو يعتقد أنّ الكتل البرلمانية الكبيرة باستطاعتها أن توصله للمنصب، متابعا''وهنا لم يتوقّف المرزوقي عن مغازلة هذه الكتل ووصل الأمر إلى منع الحزب من التعبير عن رأيه في بعض المسائل من أجل تجنّب القطيعة معها وهذا أمر غير نزيه''.
وقال منصر إنّ الحزب سقط في مزايدات على المستوى الإقليمي على غرار علاقته بتركيا، حيث عادة ما يفرط في مواقفه الداعمة لهذا البلد،
تماما مثل مزايدته في إبداء التعاطف لقطر التي تقع في الخط الاخواني،، ملاحظا أنّ مغازلتها تأتي في إطار مغازلة قواعد النهضة التي لا تستطيع التعبير عن موقفها بحرية لأنّ عليها ضغطا فيعبر المرزوقي نيابة عنها ''.
وأفاد عدنان منصر أنّ بعض الممارسات في الحراك تؤكّد أنّه لا وجود لتنافس مع حركة النهضة بل هناك ود تنظيمي مبالغ فيه ''.
- اكتب تعليق
- تعليق