خليــج ڤـابــس: مـحــضنــة المــتــوسّـــط

خليج قابس هو أغنى منطقة في المتوسّط من حيث صغار الأسماك ( الفراخ ) لذلك يطلق عليه المتخصّصون تسمية محضنة المتوسّط لأنّ الأسماك تستوطن فيه وتبيض وتكبر. ويتميّز خليج قابس بتوفّر كلّ الظّروف الطبيعية لوفرة الإنتاج من الأسماك مثل درجة الحرارة ودرجة ملوحة الماء وكميّة الأوكسيجين ويحوي أعشابا بحرية كثيرة، إضافة إلى عمق مناسب للأحياء المائية لا يزيد عن 200 متر. ونظرا إلى وفرة السّمك  فيه يعاني الخليج من عدّة تجاوزات منها زيادة في مجهود الصّيد تصل إلى 30% عن المطلوب، مما يؤثّر في حجم المخزون السمكي في الخليج ويعاني أيضا من عدم احترام عدد من الصيادين الناشطين هناك لمواسم الصيد وتقنياته وللراحة البيولوجية المفروضة في الخليج ما بين جويلية وسبتمبر. ومن التّجاوزات أيضا الصّيد العشوائي وبالكيس واستغلال المراكب الأجنبية للمنطقة . ونظرا إلى ثراء مخزونه وسهولة الصيد فيه يستقطب خليج قابس حوالي 80 %من مراكب الصيد لكنّ عددها كان أكبر بكثير في الماضي حسب بعض المختصّين بسبب هجر عديد الصيادين للمنطقة جرّاء التلوث ، إذ يعاني خليج قابس من التلوّث البحري النّاتج عن تخلّص معمل الحامض الفوسفوري من 20 ألف متر مكعّب من النّفايات الكيميائية في البحر سنويا. ويفيد الخبراء أنّ مادة الفسفوجبس وغيرها من الموادّ الكيميائية  التي تلقي بها مصانع المجمع الكيميائي في البحر تقضي على الأسماك وعلى الأعشاب التي تتغذّى منها الأسماك.

وللدولة مشروع هامّ لحماية خليج قابس بتركيز الحواجز الاصطناعية ممّا يساعد على حماية المناطق البحرية وإعادة إحياء مناطق الصيد المتضرّرة.

وتحتوي مياه قابس على مخزون هام وفريد من نوعه من القمبري الكبير الحجم الذي يمثّل حوالي 80 %من إنتاج المتوسط وهو الأفضل من حيث النوعية والكمية اعتبارا إلى أنّ خليج قابس هو الوسط الأمثل لهذا النوع من القمبري. ويُصدَّر خاصة إلى إسبانيا بحكم تقاليد سكّانها الغذائية إذ لا تستعمل المطاعم الكبرى سوى هذا النوع. وقد وقعت تجارب لاستزراعه لكن تمّ التخلي عنها لضعف المردودية التجارية. كما يحتوي الخليج نوعا آخر من السمك الفاخر وغالي الثمن هو التريلية وأنواع أخرى من الأسماك القاعية.

قراءة المزيد:

مستقبل واعد لتربية الأسماك في تونس

الثّــروة السّمكيّــة في تونس بيــن الاستنـــزاف والاحتكار

قطاع الأسماك في تونس: التّصدير والتّوريد