السلطعون الأزرق أو »داعش البحر«
السلطعون الأزرق هو من فصيلة القشريات المفترسة ويوجد في المحيط الهادي والمحيط الهندي والبحر الأحمر. عبر البحر الأحمر نحو البحر المتوسّط إبّان فتح قنال السويس . يعيش في المياه الضّحلة والمياه العميقة . وتمّ تسجيل أوّل ظهور لسلطعون البحر في خليج قابس سنة 2014 ثمّ تكاثر بصفة كبيرة في السنة الموالية وبدأ في التوسّع في المنطقة لينتشر سنة 2016 في أغلب المناطق الجنوبية والشرقية لخليج قابس. وقد ألحق تكاثره السّريع الضّرر بنشاط الصيد في خليج قابس بسبب إتلافه للشباك وصعوبة استخراجه منها عندما يعلق بها اعتبارا إلى أنّ الصدفة الصلبة التي تغطي جسمه تحتوي على عدة أشواك وله 10 أقدام. يتغذّى خاصّة من القشريات باهضة الثمن كالقمبري كبير الحجم وكذلك من الحبّار والأخطبوط. ونظرا إلى هذه الأضرار الجسيمة التي يلحقها بالصيد ومعداته اعتبره الصيادون نقمة على السواحل التونسية وأطلقوا عليه تسمية «داعش البحر».
وللاستفادة منه وتفادي الأضرار التي يحدثها ونظرا إلى وجود أسواق له في العالم أعدّت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سنة 2017 خطّة وطنيّة لتكثيف استغلاله والتّشجيع على صيده وترويجه. وبلغ الإنتاج الناتج منه حوالي 2500 طن سنة 2017 وتطوّرت عائدات تصديره إلى حوالي 5 ملايين دينار في السنة نفسها إذ له أسواق في آسيا وفي بعض دول الخليج العربي حيث تقيم جاليات آسيوية وفيرة العدد. وتقضي الخطّة تقديم دعم يخصّ شراء السلطعون المتأتّي من الصّيد الساحلي الذي يعتبر الأكثر تضرّرا من هذا الحيوان البحري وكلفة الخزن والمناولة والتثليج ونقل المنتوج على مستوى نقاط التّجميع التّابعة إلى المجمع المهني المشترك. كما تمّ تصنيع وحدات صيد انتقائي لفائدة البحارة بولايات مدنين وقابس وصفاقس. ويبلغ عدد البحّارة الذين عملوا على تجميع السلطعون بولايتي قابس ومدنين 138 بحّارا. ويعدّ المجمع المهني المشترك حاليا دراسة ينتظر انتهاؤها موفّى هذا العام تهدف إلى معرفة ترويج السلطعون في الأسواق العالمية ومنافسي تونس في مجال تصديره، إضافة إلى دراسة واقع السّوق الوطنية وتنظيم جودة الإنتاج لإضفاء قيمة مضافة عليه ودعم تصديره.
خــــالد الشّابي
قراءة المزيد:
مستقبل واعد لتربية الأسماك في تونس
الثّــروة السّمكيّــة في تونس بيــن الاستنـــزاف والاحتكار
- اكتب تعليق
- تعليق