إحياء الذكرى العاشرة لوفاة محمد الشرفي: صبيحة ٌ ثريَّة ٌ ومُثْرِيَة ٌ
صبيحة ُ يوم السبت 30 جوان 2018، كانت، بالنسبة إليّ، صبيحة ً ثريّة ً ومُثرِيَةًً، على أكثر من صعيد،بما تخلّلها من شهادات ألقت الضوء على شخص محمد الشرفي وشخصيّتهكـ"مفكر ومناضل ورجل سياسة"، ومن مداخلات متعدّدة ومتنوّعة حاول مقدّموها من رفاق مسيرته في الدراسة ثم في العمل وفي النضال الحقوقي والسياسي، ومن بعض أصدقائه في تونس والمغرب وفرنسا وإسبانيا، أن يجيبوا بها وفيها على الأسئلة الأربعة التالية:
1/ ما معنى أن يكون الانسان حرّا اليوم؟
2/ ما معنى المساواة اليوم؟
3/ ما معنى أن يكون الانسان مسلما اليوم؟
4/ ما معنى أن يكون الانسان مغاربيا اليوم؟
وهذه الأسئلة التي أرادت أسرة الراحل طرحها خلال هذه الصبيحة التي نظمتها بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاته، جاءت في نفس الوقت للتذكير وبوحي من القضايا الكبرى التي كرس حياته للنضال من أجلها والدفاع عنها...
ولذلك فقد راوحت مختلف المداخلات بين الحديث عن فكر محمد الشرفي وعن فعله الميداني من أجل تجسيمه على أرض الواقع، لا سيّما خلال الفترة التي أمسك فيها بمقاليد وزارة التربية،ووضع ما عرف ببرنامجه الإصلاحي لتطوير التعليم وتحديثه.
وليس من شأني هنا أن أتطرّق الى ما ورد في هذه المداخلات ولا التعليق على مضامينها التي يحتاج بعضها إلى المناقشة وبعضها الآخر إلى التوضيح والتدقيق وحتى التقويم في بعض الأحيان، لا سيما وأنها، بحكم طبيعة المناسبة، عكست رؤية آحادية المنظور، وإنما أردت بهذه الاسطر الوجيزة أن أؤكد على نقطتين اثنتين أعتقد أنهما من أهم ما ميز مجريات هذه الصبيحة...
أما النقطة الأولى فهي تتعلّق بهذا التزامن اللافت بين إحياء الذكرى العاشرة لوفاة محمد الشرفي وبين صدور تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، وهو ما جعل بعض المداخلات تتطرق إلى بعض ما ورد في التقرير من أفكار ومقترحات، وأشّر إلى أن معركة الحريات والحقوق معركة مستمرة وهي تحتاج الى الكثير من الصبر والأناة وطول نفس والمثابرة...
وأما النقطة الثانية فهي تتعلق بالدعوة التي وجهها،في خاتمة الصبيحة،منير الشرفي شقيق الراحل إلى إطلاق اسمه على بعض الشوارع في العاصمة وفي المدن التونسية وخاصة في مدينة صفاقس مسقط رأسه وكذلك على بعض المعاهد أو المدارج في بعض الكليات أو على مدينة العلوم بالعاصمة أو أحد أجنحتها...
وقد ثنّى على هذه الدعوة صديق عمره الحميم أحمد السماوي الذي دعا،بالإضافة إلى ذلك، إلى إنشاء مؤسسة باسمه لتتولى الحفاظ على تراثه الفكري وتثمينه ولتواصل العمل على ترويج الأفكار التي نادى بها طوال حياته...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق