محاضرة ببيت الحكمة حول: مكانة شهادات العبيد في كتابة التاريخ
هل يمكن للمضطهدين أن يتكلموا؟ أيّ دور لشهادات هؤلاء في فهم تاريخ الشعوب؟ ما مدى مصداقيّة تلك الشهادات؟ كيف تسهم قصص العبيد في صناع الوعي بحتميّة إلغاء العبوديّة؟ بماذا تميّزت شهادات العبيد في المغرب خلال القرن التاسع عشر؟
واكب روّاد المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" يوم الأربعاء الماضي جدلا فكريا حول هذه الإشكالات في لقاء استضاف خلاله قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بالمجمع الأكاديمي محمّد والدي المختص في الدراسات التاريخيّة والناشط في عديد المراكز البحثيّة الغربيّة، حيث قدّم ضيف بيت الحكمة محاضرة بعنوان: هل يمكن للمضطهدين أن يتكلّموا؟ شهادات العبيد في المغرب خلال القرن التاسع عشر.
انطلق المحاضر من شهادات موثّقة أرشيفيّا، تمرّدت عبرها ذوات منحدرة من دول وقارات وثقافات مختلفة لكن وحّدها اضطهاد الاستعباد، "فلا فرق بين عبد إفريقي وآخر يوناني لأنّ العبوديّة واحدة" حسب عبارة الأستاذ محمّد والدي، لكن تترجم تلك الشهادات تنوّعا في مستوى التجارب، ومن الطبيعي أن يحتّم هذا المعطى "إعادة التفكير في التاريخ" برأي المؤرّخ والدي مركّزا على أهميّة.
شهادات عبيد المنطقة المغاربيّة خلال القرن التاسع عشر باعتبارها مادّة أساسيّة لفهم نسيج اجتماعي وخصوصيات حضاريّة، وقد تطرّق في هذا السياق إلى إلغاء العبوديّة في تونس عبر ما دوّنته النصوص الأرشيفيّة على غرار عبوديّة السود، كما تناول العبوديّة البيضاء المتوسطيّة وأساليب الأسر، لنستنتج ممّا تقدّم كيف تشكّل تلك الوثائق مادّة تختزل سياقات ثقافيّة وسياسيّة قد تمكّن من إعادة النظر في تاريخ حضارات وثقافات وعلاقات دوليّة، فشهادات عبيد القرن التاسع عشر بمنطقة المغرب تترجم مسيرة الاضطهاد كما توثّق عديد الوقائع ذات الصلة بعلاقة الإقليم بمحيطه الإفريقي والأوربي والمتوسطي.
- اكتب تعليق
- تعليق