كأس العالم روسيا 2018 : "روسيا عالم بحاله"

مثلما وجدت سياحات شاطئية وصحراوية وثقافية وبيئية ودينية، فقد أحدثت المنافسات الرياضية الدولية نوعا جديدا من السياحة، هو السياحة الرياضية.

هي سياحة تعيش من الجماهير التي تفد على البلد المنظّم لتشجيع منتخباتها وأبطالها، لكن البعض منها قد تستهويهم زيارة مواقع سياحية وتاريخية أو معالم أثرية وفنيّة بالبلد المضيّف، فيجمعون بين السياحة ومساندة منتخباتهم. وفي هذا السياق سوف تكون روسيا، فيما بين 14 جوان و15 جويلية 2017، وحتّى قبل ذلك وبعدا، مقصد حوالي مليون زائر. يأمل المسؤولون عن السياحة في روسيا استهواءهم لاكتشاف بلد شاسع ومتنوّع والعودة اليه - لم لا؟ - في يوم من الأيّام.

ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت الوكالة الفيديرالية الروسية للسياحة حملة بمناسبة كأس العالم تحت عنوان "روسيا عالم بحاله" تؤّكد على التنوّع الثقافي والبشري لفيديرالية روسيا، باعتبارها فسيفساء شاسعة تجمع بين شعوب وثقافات مختلفة. كما اتّخذت هذه الوكالة جملة من الإجراءات للتشجيع على زيارة مختلف مدن روسيا، من أهمّها تمكين حاملي "جواز  سفر مشجّع" من مجانية ركوب خمسمائة قطار تربط بين المدن الإحدى عشرة التي تحتضن مباريات كأس العالم.

وبما أنّ لا سياحة دون أمن، كما نعرف من تجربتنا التونسية، فإنّ السّلطات الروسية أحدثت، بمناسبة كأس العالم، ولأوّل مرّة في تاريخها، "شرطة سياحية" تقوم على حماية وإرشاد المشجّعين الأجانب في المناطق المحيطة بالملاعب أو التي يوجد فيها هؤلاء المشجعون بكثافة. وأعضاء هذه الشرطة يتكلّمون عدّة لغات وتلقّوا تدريبا خاصّا  في التعامل غير العنيف مع الجماهير... وكلّ ذلك من أجل تحسين صورة روسيا السياحية.

عادل الأحمر