المسألة الجندريّة عند ألـــفـة يــوســف: نحو سرديّة نسويّة جديدة
• نساء وذاكرة (بالاشتراك 1992)
• بحوث في خطاب السّدّ المسرحيّ ( بالاشتراك 1994)
• المساجلة في فقه اللّغة واللّسانيّات ( تونس 1997)
• الإخبار عن المرأة في القرآن والسّنّة (دار سحر للنّشر1997)
• تعدّد المعنى في القرآن (دار سحر للنّشر 2002)
• ناقصات عقل ودين (دار سحر للنّشر 2003)
• Le Coran au risque de la psychanalyse ,Albin Michel, Paris, 2007
• حيرة مسلمة في الميراث والزّواج والجنسيّة المثليّة (دار سحر للنّشر 2008)
• شوق قراءة في أركان الإسلام (2010) • سلسلة بعنوان «واللّه أعلم» (2012)
• وليس الذّكر كالأنثى (في الهويّة الجنسيّة) (2014)
• أحلى كلام ... قراءة ذاتيّة (جدّا) في الشّتائم الفايسبوكيّة 2011 - 2017 (2018)
لعلّ أوّل ما يسترعي الانتباه في تناول ألفة يوسف المسألة الجندريّة هو الموقع الذّي تزاول منه هذه القضيّة، فهي لا تضع نفسها في موضع «المنافحَة» عن المرأة و«الدّفاع» عن حقوقها كما يجري في الخطاب النّسويّ الشّائع والتّقليديّ فلا تقع في جموح «الحماسة النّضاليّة» المانعة من تعميق النّظر إلى الأشياء ولا يأتي خطابها مضمّخا بإدانة «الهيمنة الذّكوريّة» الفجّة والإنحاء عليها أو باستدرار العطف على النّوع الواقع تحت الهيمنة والرّثاء لحاله.
إنّ خطابها لا يصدر عن هذا الموقع النّضاليّ الكلاسيكيّ، بل إنّه خطاب متدبّر محلّل مفكّر باحث عن الحقيقة ، لأنّها تضع مسافة بينها وبين موضوعها وتبسط القضايا وتعالجها مستندة إلى العلم وحده متسلّحة بالبحث الموضوعيّ، مستأنسة دون شكّ بمناهج في القراءة وبمسالك في التّحليل مستفادة من حقول معرفيّة متنوّعة دون الوقوع في الصّداميّة ودون الإيحاء بأنّ في المسألة صراعا ومنازلة.
وهي تنتهي من قراءتها لمنزلة المرأة في القرآن والسّنّة ولمكانتها في المجتمع إلى أنّ استنقاص المرأة ليس حقيقة قرآنيّة وإنّما هو واقع شكّله عاملان رئيسيّان:
- أوّلهما الفقه والتّفسير وطرائق تعاملهما مع النّصّ الدّينيّ
- ثانيهما العقليّة الذّكوريّة واستيهامات المجتمع الأبويّ
وعلى هذا فّإنّ كثيرا من الأحكام والآراء التّي باتت تُعتبر اليوم أحكاما باتّة ومواقف ثابتة هي أحكام وآراء شكّلها فهم الفقهاء والمفسّرين للنّصّ الدّينيّ ونسجتها السّياقات التّاريخيّة والثّقافيّة والسّياسيّة والمعرفيّة التّي تمّ في إطارها تأويل النّصوص وتفسيرها وليست حقيقة قرآنيّة منتهية ومغلقة وصريحة كما يُقال.
ومن ناحية أخرى فإنّ عقليّة ذكوريّة تسود مجتمعاتنا الأبويّة كرّست أفكارا مسبقة عن المرأة تكوّنت على مرّ العصور من تصوّرات غير علميّة ومركّبات نقص واستعلاء وصنعت تاريخا من الهيمنة والتّسلّط أخلّ بجوهر العلاقة بين النّوعين.
وهو اختلال نجده في كتابها «وليس الذّكر كالأنثى»، كتاب تُفضي فيه بغيّ – لا نظنّها إلّا متَخيَّلة مصطنَعة – للمؤلّفة بجوانب من سيرتها وعلاقاتها الجنسيّة ومغامراتها على نحو يُشبه «الاعترافات»، فتكون عناصر تلك العلاقات المتنوّعة مادّة للقراءة والتّحليل النّفسيّ ومدخلا إلى رصد ملامح واقع ثقافيّ ونفسيّ ولسانيّ يكشف عمق التّباين بين الهويّة الذّكوريّة والهويّة الأنثويّة.
إنّنا إزاء سرديّة نسويّة جديدة تقوم على حفريّات في ضمنيّات النّصوص الدّينيّة وفي مضمرات الجنسانيّة تنكشف بها خبايا الذّكوريّ والأنثويّ الثّاوية في وعينا وفي لاوعينا، وتتأكّد في الوقت نفسه محوريّة اللّغة والثّقافة في تشكيل الهويّة الجنسيّة التّي لا توجد إلّا مرتهنة بالهويّة الجندريّة.
الحبيب الدّريدي
- اكتب تعليق
- تعليق