حصري : صور بورقيبة الأخيرة (ألبوم صور)

الصور الأخيرة لبورقيبة الذي فارقنا منذ 18 سنة يوم 6 أفريل 2000 نادرة. ونظرا إلى أنّ النظام السابق وضعه في عزلة تامّة بالمنستير، فإنّ الرئيس الراحل لم يكن يسمح له إلا باستقبال البعض من أفراد عائلته وقلّة قليلة من رفقاء دربه. وكانت صورة
بورقيبة "الرسمية" التي تبثّ في العهد السابق تظهره طريح الفراش وفِي حالة ضعف وعجز، على خلاف صورة الزعيم الكبير التي تعوّد التونسيون مشاهدتها وهو في أوج حكمه وعنفوانه. والمعروف عن بورقيبة أنّه كان حريصا على صورته، مهتمّا بها أشدّ الاهتمام، فلم يكن يظهر في المناسبات الرسمية وحتّى في الأوساط العائلية إِلَّا في لباس يليق بسامي مقامه، مرتديا البدلة الإفرنجية أو الجبّة التونسية. وإلى آخر أيّامه، قبل نقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة، كان يرى لزاما عليه ارتداء بدلة،
اللَّهُمَّ إِلَّا إذا منعه من ذلك تعكّر حالته الصحية، كما يشهد بذلك أقرباؤه.

بحثت ليدرز عن صور بورقيبة الأخيرة ووجدت ضالتها في الألبوم الشخصي للسيد أحمد قلالة الذي أمدّنا، مشكورا، بصور نادرة.

والسيد أحمد قلالة هو نجل رفيق بورقيبة والمناضل من الرعيل الأوّل المرحوم الشاذلي قلالة الذي ربّى أبناءه  على حبّ المجاهد الأكبر والوفاء والولاء له، فكان السيد أحمد قلالة  إلى جانب الزعيم في العديد من المناسبات، قريبا منه، ولا سيمّا في أفريل 1955 بباريس عند انطلاق مفاوضات الاستقلال الداخلي بباريس. وبعد 7 نوفمبر 1987، حرص على زيارته في أوّل فرصة توفّرت له، وظلّ قريبا منه إلى يوم وفاته.

ويعتبر السيد أحمد قلالة مصدر معلومات مهمّا بالنسبة إلى المؤرخين لما له من وثائق شخصية وصور تتعلّق ببورقيبة، وهو يستعدّ لتسليمها إلى الأرشيف الوطني، وقد أذن لنا بنشر البعض منها.