ندوة حول "حماية الطفل في الفضاء السيبرني" تنظمها رئاسة الجمهورية
افتتحت صباح اليوم أعمال الندوة حول "حماية الطفل في الفضاء السيبرني" التي تنظّمها رئاسة الجمهورية من 21 إلى 22 مارس الجاري ، بالتعاون مع مركز جنيف للرقابة على القوّات المسلّحة (DCAF) ويشارك فيها ممثلون عن وزارات شؤون المرأة والأسرة والطفولة والعدل والشؤون الاجتماعية وهياكل أخرى وذلك للنظر في التحديات المتصلة بحماية الطفولة في الفضاء السيبرني.
وتعتبر هذه الندوة ثمرة تعاون بناء مع مركز جنيف للرقابة على القوات المسلّحة مكّن في السابق من تنظيم ندوات حول مواضيع متنوّعة، من بينها الوصول الى المعلومة والأمن السيبرني.
ويتمّ خلال الجلسات الستّ للندوة استعراض مختلف التشريعات التي تقنّن حماية الطفل في الفضاء السيبرني والوسائل الإجرائية والقانونية الكفيلة بضمان مزيد النجاعة في التصدّي للتهديدات السيبرنية.
وشدّد أمير لواء بالبحرية (م) السيد كمال العكروت، المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية على الأهمية القصوى لموضوع الندوة في علاقة بالحرص على حماية أطفالنا، أجيالنا القادمة من مختلف مخاطر الاستخدام غير السليم وغير المراقب للفضاء الافتراضي.
وأبرز ما يشهده العالم اليوم من مظاهر الانحرافات النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين بالتوازي مع تَنامي الاستخدام غير السليم لشبكة الانترنت في ظل شبه غياب للمراقبة الأسرية، ملاحظا أنّ تونس، وكبقية الدول، تواجه ويلات استخدام الأطفال للأنترنت بدون مراقبة وبنقص في التوعية و التحسيس، ومن تَبِعات ذلك انتحار عدد من أطفالنا جراء ألعاب الكترونية ذات مضامين تحرّض على الانتحار وتدفع إليه، وعلى سبيل الذكر ولا الحصر ما يُسمّى بلعبة "الحوت الأزرق" وكذلك لعبة باسم "مريم" وهي من الألعاب التي أصبحت هاجس العائلة التونسية والمؤسسات المعنية بملف الطفولة.
وقال السيد كمال العكروت: " فمثل هذه الألعاب، التي تُزهق أرواح بعض الأطفال الذين أدمنوا عليها في غياب الأولياء الذين ألهتهم مشاغل الحياة، أصبحت دليلاملموسا وصارخا على مدى خطورة غياب آلية المراقبة والمتابعة للفضاء الافتراضي وغياب إطار التوعية للعائلة، فضلا عن إطلاع شريحة كبيرة من الأطفال على مواقع مشبوهة من شأنها التأثير على توازنهم النفسي والسلوكي على غرار المواقع الإباحية والمواقع ذات التوجه المتطرف. وقد تمّ رصد مظاهر القلق والحيرة لدى شريحة كبيرة من الأولياء والإطار التربوي والإداري في المدارس والمعاهد تُجاه التأثيرات السلبية للفضاء السيبرني على الأطفال".
وأكّد السيد كمال العكروت على مدى أهمية مسؤولية الأولياء ودعوتهم لليقظة عبر مراقبة الأبناء عند استخدامهم للأنترنت باعتبارهم فئة هشّة قابلة للتأثّر مع العمل على إرساء دعائم الحوار داخل الأسرة كآلية حماية للأطفال وتعزيزا للثقة بالنفس لديهم وتحصينهم من مخاطر الاستخدام السيئ لمختلف وسائل الاتصال الحديثة، فضلا عن أهمية دور المؤسسات التربوية لتكملة دور الأسرة في هذا الشأن.
وثمّن مبادرات ومجهودات مختلف الهياكل الحكومية والمجتمع المدني والإعلام لتحسيس الرأي العام بمخاطر عدم مراقبة استخدام الأطفال لمختلف آليات التكنولوجيات الرقمية الحديثة، مضيفا في هذا الصدد : " ولنا في مبادرة وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة بحملتها التحسيسية عبر الإرساليات القصيرة ومبادرة الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية منذ سنوات على نشر ثقافة السلامة المعلوماتية عبر مضامين موجهة لكل من الأولياء والمربين والأطفال، مثالا ملموسا على حرص الدولة بمعاضدة مكونات المجتمع المدني على كسب رهان حماية الطفولة وضمان حقوقهم في فضاء افتراضي سليم عبر التوعية والمراقبة".
وبيّن السيد كمال العكروت أنّ السلطات التونسية تعمل على استكمال نجاعة المنظومة الوطنيّة لحماية الطفولة والمنظومة المعلوماتية الاتصالية بتكنولوجياتها الحديثة والمتسارعة لتأمين استعمال الفضاء الافتراضي وذلك بالعمل على إرساء مقاربة شاملة تستدعيمراجعة قانونية وتشريعية لهذه المنظومات، بالاعتماد على قدراتنا وكفاءاتنا الوطنية في المجال وبالرجوع إلى الآليات الأممية الدولية وكذلك بالانفتاح على تجارب البلدان الصديقة والاستئناس بخبراتها والاستفادة من ترسانة قوانينها المنظمة لمثل هذه القطاعات.
وأشار إلى أنٰ الندوة تندرج في هذا الإطار التشاركي لتبادل الآراء والخبرات والتجارب، معتبرا أنّ دعم المنظمات والكيانات القائمة هو الأجدر بالعناية. بالنظر إلى انتفاء الحاجة إلى كيان جديد. وأبرز ضرورة تفعيل الكيانات الموجودة ودعمها بأطر تشريعية ملائمة، تكون استثمارا للطفل وكفالة لحقوقه وحمايته، وتُمكنه من الولوج إلى مجتمع المعرفة بكل أمان متسلحا بالحرية والتكنولوجيا والعلم.
وعبّر السيد كمال العكروت عن شكره العميق لكل الذين ساهموا في تنظيم هذه الندوة، سواء علىمستوى الإعداد أو التنفيذ خاصة "مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحةDCAF " الذي ثمّن دعمه في تنظيم مثل هذا اللقاء وهو الخامس في سلسلة التعاون القائم بين مؤسسة رئاسة الجمهورية والمركز ، وهو كذلك امتداد لندوة سابقة حول "الأمن السيبرني" وسيكون كذلك مُنطلقًا لندوة قادمة حول "وقاية الشباب من الإجرام" والتي ستنعقد في غضونشهر جوان القادم.
- اكتب تعليق
- تعليق