في الذكرى الثانية لملحمة بن قردان : إقرار يوم 7 مارس يوما وطنيا للانتصار على الإرهاب
من بن قردان حيث أشرف يوم الأربعاء على إحياء الذكرى الثانية للملحمة التي شهدتها هذه المدينة يوم 7 مارس 2016، أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد إقرار يوم 7 مارس يوما وطنيا للانتصار على الإرهاب.
ويذكر أنّ مجموعة مسلّحة متكوّنة من عشرات العناصر الإرهابيّة هاجمت فجر ذلك اليوم الثكنة العسكرية في بن قردان، في حين توجّهت عناصر أخرى إلى مستشفى المدينة واستولوا على سيارة إسعاف وسيارة لأحد الممرضين، إضافة إلى قتل ضابطين من الأمن مسؤولين عن مكافحة الإرهاب في مقر إقامتهما، كنّ تحركاتهم لم تدم طويلا حيث واجهتها قوات الأمن والجيش الوطنيين ببسالة وتمكنت منذ الساعات الأولى من القضاء على 36 عنصرا إرهابيا وإلقاء القبض على 7 عناصر آخرين لتتواصل الاشتباكات وعمليات المطاردة بضعة أيام وتنتهي بمقتل 50 عنصرا إرهابيا والقبض على 7 آخرين، مقابل استشهاد 13عسكريا وأمنيا و7 مدنيين.
نقطة تحوّل في الحرب على الإرهاب
وقال يوسف الشاهد إنّ "هذه الملحمة رسمت صفحة جديدة في نضالات الشعب التونسي وأصبحت صفحة استثنائية وجزءا مهمّا من نضالات الشعب التونسي من أجل عزة تونس ومناعتها".
وأضاف أنّ مدينة بن قردان رسمت لنفسها ولأبنائها مكانة خاصة في قلوب ووجدان التونسيين، قائلا : "ما حصل في بن قردان يكاد يكون ليس له مثيل في مسار بلدان شبيهة بتونس تحارب في الإرهاب".
وأبرز أن هذه الملحمة كانت درسا يتجاوز حدود تونس، من أهم معانيه أنّ الحرب على الإرهاب ليست مسألة تهمّ العسكريين والأمنيين ولا أجهزة الدولة الرسمية فقط، بل إن أهمّ مقومات الانتصار في الحرب على الإرهاب هو إيمان الشعب والمواطن أن هذه الحرب هي معركة وجودهم.
واعتبر رئيس الحكومة أن يوم 7 مارس 2016 هو نقلة تحوّل في الحرب على الإرهاب وخطوة مهمة على طريق النصر على قوى الظلام والقضاء نهائيا على أوهام الإرهابيين.
وكان رئيس الحكومة قد استهل زيارته اليوم رفقة وزير الدفاع الوطني ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية والأمين العام المساعد لاتحاد الشغل بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء ملحمة 7 مارس بمقبرة سيدي خليف ببن قردان، قبل أن يتولى تدشين نصب تذكاري بمدخل المدينة أنجز تخليدا لملحمة بن قردان ولشهداء سقطوا من أجل دحر فلول الإرهاب.
ورافق تدشين هذا النصب تجمّع جماهيري تخللته مطالب المعطلين بالتشغيل والتنمية وتحريك مشاريع معطّلة.
77 متّهما في القضية منهم 43 بحالة فرار
وفيما يخصّ المسارها القضائي للقضية، أقرّ الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي بوجود 77 متهما في القضية 43 منهم بحالة إيقاف و25 بحالة سراح و9 في حالة فرار.
من جانبه أوضح القاضي الذي تعهّد بملف أحداث بن قردان أنّ الوفاق ضم عناصر توصلت الأبحاث لتحديد هوياتهم وعددهم 66 عنصرا إرهابيا، دون اعتبار عناصر بقيت مجهولة الهوية وخاصة من ذوي الجنسيات الليبية ممن شاركوا في التحضير للهجوم على بن قردان وظلوا في التراب الليبي.
وذكر أنّ التخطيط والإعداد لمهاجمة المدينة وإعلانها إمارة إسلامية تابعة لـ "داعش" كان بإيعاز من عناصر تونسية وليبية، وأنّ العناصر توغّلت عبر الصحراء التونسية الليبية على متن سيارات مجهزة بأسلحة حربية متنوعة وثقيلة وتولت التنسيق والتواصل مع عنصر من داخل التراب التونسي على معرفة ودراية بالمسالك الصحراوية باستعمال تطبيقة التيليغرام.
كما ساعد هذه العناصر الإرهابية، وفق ذات المصدر، عناصر كانت داخل مدينة بن قردان، وهي على علم مسبق بهذا المخطط لتكشف الأبحاث عن حوالي 42 عنصرا متورّطا من داخل بن قردان في هذه الجريمة الإرهابية وكانت مشاركتهم قبل انطلاق الهجوم وبالتزامن معه وفي مرحلة لاحقة
- اكتب تعليق
- تعليق