عادل الأحمر: الـــرّاجل راجـل... والــمــرا مـرا
لقيني اليوم صديقي العيّاش بوجه مكفهر فقلت في نفسي: «اللهمّ احفظنا من كلّ شرّ!». فقـــد تعـــوّدت من صديقي إذا وجدته منغلق الأساريـر، أنّ النهار موش باش يعدّي على خير، فبادرته بالسلام والتحيّة، وسألته عن أسباب هذه التكشيرة الصباحية، فقال : «بربّي فك عليّ ! متعارك مع المرا عركة إلّي هيّ»، فقلت: «عادة هاذي حاجة جديدة؟ ما هي هكاكة الحياة الزوجية السعيدة، لازمها فلفل أكحل من حين إلى حين، لكي لا تسقط في الرتـابة والروتين، وماني نعرف عركاتهم التاريخية: تبداو الحرب في الصبحيّة، وتكملوها في الليل بسهريّة، تحتفلو فيها برجوع السلم الأهلية».
قال العيّاش: «لا يا صاحبي، هاذي عركة موش كيف العركات لخرين»، قلت: «وما الجديد فيها؟ ألا تخبرني في الحين؟» قال: «هاذي عركة لا على الميزانية وهمّها، ولا على أمّي وأمّها، وزادة موش سببها الغيرة، وإلا مشاكل بنتنا الصغيرة...الموضوع يا سيدي، ودون إطالة: مرتي مطالبتني بالمساواة التامّة والفوريّة، منذ أن سمعت بنتائج لجنة الحريات الفردية».
قلت: «واشنوة مشكــلك؟ كان ع الميـــراث لا إنت لا بوها عندكم هنشير ولا دار، وكـــان ع المهـر ماك سلّكتها ومـا كلّفك كان دينار... وهل عندك اعتراض جوهري، إذا أضاف الأولاد اسم أمّهم إلى اللقب العائلي؟». فأجابني العيّاش: «موش هذا المشكل واسمع الخنّار: المرا تحبنا نقسمو قد قد قضية الدار، قال اشنوة ما ثمّاش فرق بين المرا والراجل في الحقوق والواجبات، ولا يقبل هذا المبدأ أيّ نوع من الاستثناءات، وماثمّاش سبب -حسب رأيها- باش هي تشقى وتتعب، وأنا شادد جريدة ولاّ ع الأورديناتور نلعب».
قلت: «إيه، وانت يا صاحبي علاش ما تعاونهاش في القضية شويّة؟ موش برشة عليها مسكينة تاعبة م الصباح للعشية؟». ومـــا إن قلت هذه الكلمات حتى انفجر العيّاش في وجهي مثل قنبلة يدوية: «نعم نعم؟! تتخيلني في طبلية نغسل في اللمّاعن في الكوجينة، ولاّ نعمل في فركة صابون في تركينة؟ لا، يا صديقي، هاذي تخربيشة في الكرامة ومسّ بالرجولية، وخط أحمر كيف ما يقولو جماعة اتحاد الشغل على خوصصة المؤسسات العمومية».
هدّأت من غضب صاحبي ثمّ قلت له: «والله ما ظننتك يوما ماشو وميزوجين بهذه الكيفية»، فانتفض العياش وكانني صبّيت عليه سطل إمّية: «نعم آنا ما شو؟ آنا ميزوجين؟ اسحب، يا صديقي، كلمتك في الحين؟ أنت تعرف أنّي احبّ النساء كما لا يحب النساء أحد، على غرار ما قـال شاعرنا عـن حـبّ البلد، وأنّي لحقوق المرأة وللمساواة بين الجنســين أكبــر نصــير، لكل سامحني: الراجل راجل والمرا مرا مهمــا يكون من أمر ومهما يصير، واللعب موش بعشانا، قال اشنوه عاونو في قضية الدار معانا!».
وعند ما حاولت التهدئة، وإقناع العياش بأنّ المساواة لا تقبل التجزئة،ردّ عليّ بكل أريحية: «تحب نقلّك الحقّ؟ النّساء عطاوهم الحرية، ياخي بالغوا لها شوية، وكثّروا م الدلال، وزيد يحب يعفسو ع الرجال، والله يهدي بشرى بلحاج حميدة، زادت حلّتهم عقيدة، حتى ما بقى لنا كان نلبسو البنوار، ونهبطو للقضية في الدار!».
ولن أضيف ما قاله لي العيّاش عن النساء، كي لا أخدش شعورهنّ والحياء، ولن أعلّق أيضا على مواقف نصير المرأة والمساواة، عندما يتجاوز الأمر مربّع النظريات.. فالمهمّ هو الفعل، والفعل في مثل هذه المواضيع هو الأصل... وقد علمت من زوجتي بعد أيّام أنّ «مدام العيّاش» فرحانة براجلها، طلع يعرف يطيّب خير منها!
عادل الأحمر
- اكتب تعليق
- تعليق