السفير محمّد إبراهيم الحصايري : عبد اللطيف يوسف الحمد هو لتونس التي أحبّها وأحبّته الصديق الصدوق (ألبوم صور)
في حفل تكريم الأستاذ عبد اللطيف يوسف الحمد المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي انتظم يوم الأربعاء 28 فيفري 2018 بمناسبة انعقاد مؤتمر التكامل الاقتصادي
بتونس العاصمة تحدّث السيد محمد إبراهيم الحصايري الذي عرف هذه الشخصية الكويتية والعربية المرموقة عندما عمل سفير لتونس بالكويت بين 2004 و2006، فلاحظ أنّ المحتفى به يعدّ بحقّ "عميد جهود التنمية في العالم العربي" و رجلا من رجال التنمية المخلصين، وعلما من أعلامها البارزين...
وأضاف في هذا الصدد : "ولقد ظهر ذلك مبكّرا منذ بدايات مسيرة عمله في مطلع الستينات، أي بالتزامن مع بدايات دولة الكويت المستقلة، وقد كان يومئذ شابا في مقتبل العمر حديث التخرّج من جامعتي هارفرد وستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، حائزا على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والماجستير في العلاقات الدولية، وأحسب أنه أسهم في بلورة رؤية هذه الدولة الناشئة للموقع الذي تتطلع الى احتلاله على الساحتين العربية والدولية ،وللعلاقات التي تطمح الى بنائها مع محيطها العربي ومع العالم، وفي رسم الأسس التي ستقوم عليها سياستها الخارجية والأهداف التي ستسعى إلى تحقيقها...
وقد تجلّى ذلك بكل وضوح في توجّه دولة الكويت إلى استخدام فائضها المالي في المساعدة على تنمية الدول العربية والإسلامية، وفي مبادرتها السبّاقة إلى إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كأداة عملية لتجسيم هذا التوجه...
وقد جاءت المسؤوليات التي تعاقب على الاضطلاع بها وخاصّة منها تعيينه سنة 1962 مديرا للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، ثم من سنة 1981 إلى سنة 1983، وزيرا للمالية والتخطيط، ثم اختياره منذ سنة 1985 مديرا عاما ورئيساً لمجلس ادارة الصندوق العربي للإنماءا لاقتصادي والاجتماعي الذي كان لعب دورا مهمّا في تأسيسه حيث أعدّ مشروع إنشائه وقدمه في القمة العربية بالخرطوم سنة 1967، لتمنحه فرصة تنفيذ رؤية بلاده القائمة على المساهمة في تحسين ظروف عيش الشعوب، وفي تجسيمها ميدانيا من خلال المشاريع التي قام الصندوق بتمويلها في مختلف الدول العربية وفي العديد من دول القارة الافريقية وفي العالم ككلّ..."
واعتبر السفير محمّد إبراهيم الحصايري أنّ بقاء السيد عبد اللطيف يوسف الحمد على رأس الصندوق أكثر من ثلاثة عقود راجع الى ما يتميّز به من مناقب شخصية، وما تتميّز به إدارته لهذه المؤسسة من حكمة وحنكة، وبعد نظر وعمل دؤوب وهو ما تجسّم في جملة القواعد التي حرص على وضعها لعمل الصندوق وعلى تطبيقها بكل شفافية وحوكمة حتى قبل ظهور هذين المصطلحين، وقد تمثّلت هذه القواعد في :
- الإنصاف بين الدول.
- تحقيق التوازن بين الأنشطة.
- ضمان الجدوى والشفافية لكل المشاريع.
- أولويّة المشاريع ضمن خطط وبرامج التنمية في الدول المستفيدة.
وأوضح أنّ هذا المنهج الدقيق هو الذي ساعد على الرفع في حجم مساهمة دولة الكويت المالية في الصندوق إلى أكثر من 26 مليار دولار، وهو ما كان "بمثابة محفّّز" للدول الأخرى حتى أنّ جميع المساهمات العربية وصلت سنة 2013 الى أكثر من 120 مليار دولار، استفاد منها ملايين من الناس.
وأضاف السيد محمد إبراهيم الحصايري أنّ الدراسة التي تحمل عنوان "قمة الكويت والطموح العربي"، والتي قدّمها السيد عبد اللطيف الحمد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الأولى فيالكويت قد تطرّقت إلى دور الصندوق ومساهمته في تمويل مشاريع القطاعين العام والخاص في الدول العربية، فأكّدت على أنّ العمليات الإقراضية للصندوق تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية للدول العربية وخاصة منها تمويل المشاريع في قطاعات البنية الأساسية والإنتاجية والخدمات الاجتماعية التي تعنى بمكافحة الفقر وتخفيض معدلات البطالة وتحسين المستوىالمعيشي للمواطنين .وشدّدت الدراسة على أنّ المعونات التي يقدمها الصندوق تتركز على توفير الخبرات في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية وفي إعدادالمشاريع وتنفيذها وإدارتها ودعم المشاريع العربية المشتركة والمشاريعالحيوية للكيان العربي.
وبيّن السيد محمّد إبراهيم الحصايري آنّه انطلاقا من هذا المنظور أسهم الأستاذ عبد اللطيف يوسف الحمد في توفير التمويلات اللازمة لعدد هائل من المشاريع والبرامج الإنمائية الكبرى في البلاد العربية، سواء من خلال المؤسسات التي تولّى الإشراف عليها أو عبر التعاون مع المؤسسات التمويلية الأخرى واستقطابها للانخراط معه في الجهود التنموية التي يبذلها...
وذكّر بالدول والجهات التي كرَّمته تقديراً للدور الكبير الذي ظلّ يضطلع به في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي، وهي - علي سبيل الذكر والحصر- السودان ومصر وجيبوتي واليمن ومعهد الشرق الأوسط الأمريكي .
وأبرز من جهة أخرى مساهمة المحتفى به في تخليص العلاقات التونسية الكويتية من رواسب الفتور التي علقت بها بعد أحداث أوت 1990 الأليمة وإعادة مياه هذه العلاقات إلى مجاريها... لكن في صمت المؤمن الذي لا يتبع سعيه المحمود بالمنّ... وقال في هذا الصدد : " وإنني لأشهد هنا بأن الأستاذ عبد اللطيف يوسف الحمد كان أحد أكبر المؤازرين للمساعي التي كنت أبذلها من أجل طيّ صفحة هذه المرحلة القلقة من العلاقات التونسية الكويتية نهائيا، سواء من خلال تجاوبه واستجابته بلا انقطاع لمطالب تونس التنموية، أو من خلال تحرّكه الهادئ الرصين لدى دوائر القرار الكويتية للدفع في الاتجاه المنشود...
لكل ذلك أقول إن الأستاذ عبد اللطيف يوسف الحمد كما عرفته وعرفه العديد من التونسيين هو لتونس التي أحبته وأحبها الصديق الصدوق، ولقد برهن على صدق محبته لتونس باستمرار منذ أن توليه إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ولعل اخر تجليات هذه المحبة إعلانه في الندوة الدولية للاستثمار "تونس 2020" استعداد مؤسسته للمساهمة في تمويل مشاريع القطاع العام المعروضة خلال الندوة بـ 1.5 مليار دولار (أي بما يعادل 3.3 مليار دينار تونسي) وهو ما يمثل حوالي 10 بالمائة من التمويلات اللازمة لهذه المشاريع. وقد شدّد في كلمته بالمناسبة على أنّ الصندوق مستعدّ لمواصلة مساندة تونس من أجل إنجاح مسيرتها التنموية ملاحظا أن تونس تمثل أنموذجاناجحا في المنطقة التي تشهد تحولات سياسية عميقة".
تحميل كلمة السفير محمد إبراهيم الحصايري في حفل تكريم الأستاذ عبد اللطيف يوسف الحمد
- اكتب تعليق
- تعليق