إن هذا لشيء عجاب: في دلالات ندوة السفير السعودي بتونس الصحفية
بقطع النظر عن الكلام الذي قاله السفير السعودي بتونس خلال الندوة الصحفية التي عقدها مع نظيره اليمني يوم الخميس 30 نوفمبر 2017، وهو كلام لا يتوقع منه أن يقول غيره، أعتقد أن اضطرار السفير الى عقد هذه الندوة يشكل في حد ذاته تطورا هاما وايجابيا لأنه يدل على أن المواقف التي عبرت عنها بعض الأقلام التونسية والدعوات التي أطلقها بعض مكونات المجتمع المدني التونسي آتت أكلها ووضعت السلطات السعودية في حرج من أمرها وهو ما دفعها الى اتخاذ الموقف الدفاعي الذي عبر عنه السفير وحاول من خلاله أن يبرر "عاصفة الحزم" التي ما فتئت رياحها الصرصر تهب على اليمن وأهله منذ أكثر من سنتين ونصف السنة...
والحقيقة أن الرياض التي لم تكن تعير أذنا صاغية لا لمنتقدي عاصفتها ولا لناصحيها باتقاء ما ستجرّه من ويلات على اليمن وعليها وعلى المنطقة بأسرها من خليجها الى محيطها، لم يعد بإمكانها أن تستمر في تجاهل أنّات الشعب اليمني المنكوب، ولا في التغاضي عن صيحات الفزع التي تطلقها المنظمات الإنسانية يوميا، ولا في التغافل عن الادانات التي بدأت تتواتر لما ترتكبه قواتها وقوات التحالف الذي تقوده في حق المدنيين اليمنيين العزّل.
ولذلك وفي ظل إحجام الأنظمة العربية عن أي تحرك رسمي لوقف هذه الحرب التي أصفها بـ"المنسية" والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا بـ"العبثية"، فإنني أدعو الى المثابرة على التعبير عن مناهضتها وعلى الدعوة إلى وقفها، إذ بذلك فحسب قد تضطر المملكة العربية السعودية الى تغيير موقفها المكابر... وبذلك فحسب قد يجد سفيرها بتونس قريبا مضطرا الى عقد ندوة صحفية أخرى يبرّر فيها وقف الحرب بدلا من تبرير شنّها...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق