تدوين التجربة التونسية في مجال إلغاء الرقّ (1841-1846) بسجّل "ذاكرة العالم" التابع لليونسكو (وثائق)
قامت تونس بتدوين تجربتها الرائدة والمتفرّدة في مجال إلغاء الرقّ بسجلّ برنامج "ذاكرة العالم" التابع لمنظّمة اليونسكو.
وقد أقرّت اللجنة الاستشارية الدولية لبرنامج "ذاكرة العالم" الطابع الكوني للتجربة المتدرّجة التي أقدمت عليها الإيالة التونسية خلال النصف الأوّل من القرن التاسع عشر، إذ كانت تونس أوّل بلد يلغي رسميًّا الرقّ بداية من الفترة 1841-1846، حيث أصدر أحمد باشا باي أمرا في جانفي 1846 يقضي بإلغاء الرقّ نهائيا.
وتقيم الوثائق الرسميّة المتعلّقة بهذا الحدث البارز في تاريخ تونس المعاصر الدليل على عزم النخبة التونسية على إنجاز إصلاحات تعصير جريئة وغير مسبوقة.
وعرضت مندوبية تونس لدى اليونسكو والإدارة العامة للأرشيف الوطني على اللجنة الاستشارية الدولية لبرنامج "ذاكرة العالم" عددا مهمّا من الموادّ الأرشيفية تبرز الطابع التقدّمي لهذا القرار مع وثائق تعود إلى سنة 1841. وتتمثّل هذه الوثائق في أوامر ومناشير ومراسلات وسجلّات جبائية محفوظة في الأرشيف الوطني وهي تبيّن التمشي المرحلي المعتمد في إلغاءالرقّ منذ غلق سوق العبيد وحذف الآداءات التي تحصل عليها الدولة من هذه التجارة، مرورا بتحرير الأطفال المولودين في عائلات عبيد إلى الإلغاء النهائي للرقّ.
وهذا التدوين هو الثاني من نوعه إذ سبق في سنة 2011 تدوين الوثائق المتعلّقة بالقرصنة وعلاقات إيالة تونس في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الدولية. وتتهيّأ تونس لتدوين المخزون الموسيقي للمالوف الموجود بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء" في السجّل نفسه.
والجدير بالذكر أنّ السجّل الدولي "ذاكرة العالم" هو بمثابة قائمة لمجموعات التراث الوثائقي التي اعتبرتها اللجنة الاستشاريةلهذا البرنامج ذات قيمة كونية.
- اكتب تعليق
- تعليق